أحسنت قولا وفعلا يا سمو الأمير

أحسنت قولا وفعلا يا سمو الأمير
الأمير مشعل الأحمد
بقلم: دكتور يوسف العميري

تابعت كغيري من الكويتيين، الليلة، الخطاب السامي لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.. ذلك الخطاب القوي الذي جاء معبرا عن لسان حال المواطن الكويتي.

وأقولها بكل صدق، لقد هزّ خطاب حضرة صاحب السموّ أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد أرجاء الكويت، حاملاً معه رسالة قوية مفادها «لا للفساد، لا للتجاوزات، لا لتقويض أركان الدولة».

خطابٌ تاريخيٌّ تجاوز كلماتِه الورق ليصبح نداءً للوطن، لحظة فارقةً يقف فيها شعب الكويت أمام مفترق طرقٍ حاسمٍ: إما مع الإصلاح والتغيير، أو مع الاستمرار في وحل الفساد والتجاوزات.

لقد لامس خطاب سموّ الأمير مشاعر كل مواطن كويتي غيور على وطنه، ففي كلماتِه القوية تجلّى حرصه الشديد على مصلحة الكويت وأمنها واستقرارها.

لم يتردد سموّه في تشخيص الداء بدقةٍ، كاشفاً عن أخطاءٍ جسيمةٍ ارتكبها بعض أعضاء مجلس الأمة، تجاوزت حدودَ النقد البناء لتصل إلى التدخل في صلاحيات الأمير، وعرقلة مسيرة التنمية، بل والتطاول على هيبة الدولة وأمنها.

إنّ قرار حلّ مجلس الأمة ووقف بعض بنود الدستور مؤقتاً، لم يكن قراراً سهلاً، بل كان خطوةً شجاعةً فرضتها ظروفٌ استثنائيةٌ. لقد أدرك سموّ الأمير أنّ السكوت على الفساد والتجاوزات سيكون بمثابة خيانةٍ للوطن والشعب.

والحق أقول، فعلا لقد طفح الكيل من تصرفات بعض النواب الذين لم يعد يهتموا بمصالح الوطن والمواطن، بل أصبح همهم الوحيد هو تحقيق مصالحهم الشخصية والوصول إلى المناصب. لقد وصل بهم التمادي إلى التدخل في صميم اختصاصات الأمير، ومحاولة فرض إرادتهم على الحكومة، بل تعدى الأمر ذلك إلى محاولة البعض التدخل في اختيار ولي العهد، وهو أمر لا يقبل به أي كويتي غيور على وطنه.

وفي هذه اللحظة التاريخية الفارقة، أعلن تأييدي الكامل لكل قرارات سمو الأمير حفظه الله، وكل ما جاء في خطابه السامي. لقد حان الوقت لتنظيف البلاد من الفساد والمفسدين، ومن كل من يحاول العبث بأمنها واستقرارها.

لقد وصلنا إلى مرحلة صعبة في المجالس المتعاقبة، وأصبح المجلس لا يخدم الوطن بقدر ما يخدم النائب والقبيلة والطائفة وأصحاب الصوت العالي، من أجل الحصول علي منافع شخصية. وإنني أرى أن في تعطيل المجلس إراحتنا من ميزانيات تذهب في الهواء.

ولكن ماذا بعد؟

إنّ مسؤولية الإصلاح لا تقع على عاتق سموّ الأمير وحده، بل على عاتق كل مواطن كويتي غيور على وطنه. وكما ذكرت لقد حان الوقت للتكاتف والتلاحم، لمحاربة الفساد والمفسدين، ولتعزيز قيم الولاء والانتماء للوطن.

إنّنا على ثقةٍ بأنّ سموّ الأمير، بفضل حكمته وحنكته، سيقود الكويت نحو بر الأمان. حان الوقت لفتح صفحةٍ جديدةٍ، صفحةٌ بيضاءٌ خاليةٌ من الفساد والتجاوزات، صفحةٌ يملأها الإنجاز والعطاء والتقدم.

فليكن شعارنا جميعاً: معاً لإنقاذ الكويت، وحفظ الله الكويت وسمو أميرها وشعبها من كل سوء.

اقرأ أيضا:

زيارة أمير الكويت للقاهرة.. رسائل قوية ودعم كبير لاقتصاد مصر

ما بين الكويت والسعودية حساب.. ولا عزاء للنذالة!

أهم الأخبار