«خليجيون»| ما مستقبل علاقات إيران والخليج بعد وفاة «رئيسي» و«عبد اللهيان»؟

«خليجيون»| ما مستقبل علاقات إيران والخليج بعد وفاة «رئيسي» و«عبد اللهيان»؟
القاهرة: نصر عبد المنعم

استبعد محللون تغير مسار العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران بعد حادث وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في الـ20 مايو الجاري، خصوصا أن الحادث أودى أيضا بحياة مهندس إعادة ترميم العلاقات الخليجية الإيرانية حسن أمير عبد اللهيان وزير الخارجية.

وعقب الحادث سارعت دول مجلس التعاون الخليجي إلى التعبير عن تضامنها مع حكومة وشعب إيران، وذلك خلال لقاء الأمين العام لمجلس التعاون مع سفير إيران لدى الرياض الدكتور علي رضا عنايتي، كما أرسلت دول خليجية وفودا إلى طهران لتقديم واجب العزاء.

ويستبعد المحلل السياسي المهتم بالشأن الإيراني علي رجب «انقلابا في السياسة الخارجية الإيرانية تجاه الخليج»، شارحا بالقول «إن سياسة إيران الخارجية محددة «استراتيجيا» بسياسة التهدئة التي اتبعتها، نتيجة الظروف التي تمر بها المنطقة ودخول أذرعها العسكرية في المنطقة في صراعات مسلحة بجانب تصاعد وتيرة الاتهامات للدولة الإيرانية بتحريض على زعزعة أمن المنطقة والعالم سوا في جنوب لبنان أو في اليمن وجنوب البحر الأحمر وحتي في العراق وسوريا».

ويضيف الخبير في الشأن الإيراني لـ«خليجيون» أن المشكلات الاقتصادية الداخلية وحرب غزة وتعمق الخلافات مع الولايات المتحدة أدى لتبني إيران سياسة تهدئة في محيطها وخاصة مع الدول الخليجية» لافتا إلى أن «هذه التهدئة ظهرت جليا بعد توقيع اتفاقية بين طهران والرياض بوساطة صينية».

ويستدرك المصدر أنه « هناك بعض الأزمات التي تشكل قنابل موقوتة مثل الصراع التاريخي على الجزر الإماراتية الثلاثة التي تحتلها إيران ويصر العرب في كل قممهم على حق سيادة أبو ظبي عليها، بجانب دعم إيران لبعض الميليشات التي تهدد دولا خليجية ولكن الأمور ستسير وفق الاتفاق عليه في السابق».

ويعتبر المحلل علي رجب أن الحضور الخليجي الرفيع في مراسم التشيع والردود العربية بشكل عام «رسالة ضمنية من العرب انهم يريدون علاقات سوية مع الجانب الإيراني».

وفي وقت سابق، أمّ المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الصلاة على الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في طهران إلى حيث توافدت حشود ضخمة للمشاركة في مراسم تشييعه. وغصّت المنطقة المحيطة بجامعة طهران بالمعزّين حيث أقيمت الصلاة قبل أن ينتقل موكب التشييع إلى ساحتي انقلاب وأزادي.

وإثر الحادث، أعلن خامنئي الحداد الوطني لمدة خمسة أيام وكلّف نائب الرئيس محمد مخبر (68 عاما) تولي مهام الرئاسة وصولا إلى انتخابات ستجرى في 28 يونيو لاختيار خلف لرئيسي.وتم تعيين كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني علي باقري الذي كان نائبا لأمير عبد اللهيان، قائما بأعمال وزير الخارجية.

تحولات منتظرة

و يرى الدكتور صفي الدين البربري، الخبير في الشأن الخليجي أن وفاة إبراهيم رئيسي ومعه وزير خارجيته عبد اللهيان سيشكل فارقا كبيرا في السياسة الخارجية الإيرانية بشكل عام.

ويضيف المحلل السياسي في اتصال مع «خليجيون» أن «إيران ستلجأ للتخفيف من أزماتها الخارجية لأقصى درجة مستغلة حالة التعاطف الدولي وخاصة في المنطقة العربية والخليج والتي بادرت بالتعزية وإرسال البرقيات وحضور قادة عرب لمراسم تشييع الرئيس الإيراني ومرافقيه».

ويرجح البربري أن «تكون المرحلة المقبلة ومع وصول الرئيس الجديد أكثر انفتاحا على الخليج تحديدا لتحقيق أكثر من هدف أولها كسر العزلة الدولية وثانيها انتشال الاقتصاد الإيراني المنهك بالعقوبات عن طريق اتفاقيات تجارية قوية مع الخليج»، مستبعدا أي تصعيد مع الجيران في الفترة المقبلة.

في المقابل، تناول الأكاديمي والباحث السياسي الإماراتي د.عبد الخالق عبد الله وفاة رئيسي ووزير خارجيته على نحو مغاير، إذ وصف، في تغريدة عبر منصة «إكس» غياب عبد اللهبان بأنه «خسارة للدبلوماسية الايرانية»، شارحا بالقول إن الوزير الراحل « ترك انطباعات ايجابية لدى عواصم المنطقة وكان اقل غطرسة في تعامله مع نظرائه الخليجيين خلافا للوزير السابق جواد ظريف الذي جسد الاستعلاء الفارسي بشكل فج وبكل بجاحة»

اقرأ أيضا:

رد مصري حاسم على مزاعم «سي إن إن»

«خليجيون»| مذكرات اعتقال قادة حماس تعقد حسابات الوساطة القطرية

أهم الأخبار