قمة العقبة: لا للتهجير.. لا للحصار
انتهت قمة العقبة الثلاثية بين قادة مصر والأردن والسلطة الفلسطينية إلى التأكيد على رفض التهجير القسري والحصار، وجددت الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وتزامنت القمة مع لحظة فارقة تواجه المنطقة العربية، وفق بيان الرئاسة المصرية، ونقلت حرص الرئيس المصري السيسي على تنسيق المواقف مع ملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لضمان وحدة الصف والمواقف، وبما يحافظ على أمن واستقرار شعوب المنطقة.
وأضاف المتحدث الرسمي «أن السيسي استعرض القادة العرب خلال القمة جهود مصر لفتح الحوار مع كافة الأطراف بهدف وقف إطلاق النار الفوري في غزة، تقديم وتنسيق وإيصال المساعدات الإغاثية إلى أهالي القطاع»، وفق البيان.
وأشار متحدث الرئاسة إلى أن «مصر تمكنت من ادخال آلاف الأطنان من الوقود والمواد الإغاثية، واستقبال أعداد كبيرة من المصابين لعلاجهم بالمستشفيات المصرية، لكن ليس كافياً لحماية أهالي القطاع من الكارثة الإنسانية التي يتعرضون لها».
وقفة حاسمة
وطالبت مصر «بوقفة حاسمة من المجتمع الدولي للدفع تجاه وقف إطلاق النار، والذي يمثل الضمانة الأساسية لإنقاذ أهالي القطاع، ونزع فتيل التوتر في المنطقة».
واتفق قمة العقبة على «الرفض القاطع لأية مساعي أو محاولات أو مقترحات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، كما تم تأكيد الرفض التام لأية محاولات لإعادة احتلال أجزاء من غزة».
كما طالبت القمة «بتمكين أهالي القطاع من العودة إلى ديارهم، وأن يضطلع المجتمع الدولي بمسئولياته لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة».
كما أكدت قمة العقبة على الدعم والمساندة الكاملة للسلطة الوطنية الفلسطينية، بما يسمح لها بالقيام بمهامها في حماية الشعب الفلسطيني من الانتهاكات التي يتعرض لها في الأراضي الفلسطينية كافة.، وفق بيان الرئاسة المصرية.
وفي النهاية شدد الرؤساء العرب الثلاثة على رفض أية محاولات لفصل المسارات بين غزة والضفة الغربية، وتأكيد أن الضامن الوحيد لاستقرار الأوضاع في الإقليم، وحمايته من توسيع دائرة الصراع وخروج الأمور بشكل كامل عن السيطرة، يتمثل في تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية وفق الشرعية الدولية وعاصمتها القدس.
حشد التأييد لوقف القتال
في السياق قال مسؤول مصري بارز إن مصر والأردن تحاولان حشد الدعم في سبيل التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة والضغط من أجل تخفيف الأزمة الإنسانية هناك في اجتماع لزعيمي البلدين مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في العقبة اليوم الأربعاء.
وأضاف المسؤول المصري لـ «رويترز» أن «مصر حذرت من حصار وتهجير للفلسطينيين من أراضيهم، واعتبرته خطرا تحذر مصر من تفاقمه مع دفع الحرب الإسرائيلية الشاملة ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) معظم سكان غزة للتوجه جنوبا نحو الحدود المصرية».
ويشعر الأردن بالقلق من تزايد عدم الاستقرار والهجمات على الفلسطينيين من المستوطنين اليهود في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل والتي تشترك معها في الحدود.
وقال مسؤول أردني إن العرب يقولون للأمريكيين إن الأولوية الآن هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار والضغط على إسرائيل للسماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة وتخفيف التكدس قرب رفح وهو ما يثير قلق المصريين والأردنيين معا.
وقبل قمة العقبة، اجتمع عباس بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يزور المنطقة في جولة من المتوقع أن ينتهي مطافها في مصر، ويضغط على قادة إسرائيل لتقديم طريق لإقامة دولة فلسطينية.
وتمارس السلطة الفلسطينية حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية وأجرت محادثات مع إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية لكن هذه المحادثات انهارت عام 2014. وتدير حماس قطاع غزة منذ 2007 وتتعهد بتدمير إسرائيل.
وتحاول مصر، إلى جانب قطر، بشكل منفصل، الوساطة بين إسرائيل وحماس للتفاوض على وقف جديد لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين أخذتهم حماس في هجومها المباغت في السابع من أكتوبر، وفق «رويترز».