«خليجيون» خاص| سر توقيت عودة «داعش» في العراق
يبدو أن تنظيم «داعش» يستعد لعودة مفاجئة في مناطق سيطرة سابقة في العراق وسوريا، لاسيما الأولى التي بدأت الاستعداد لعملية عسكرية موسعة بغطاء جوي في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد، بسب بيان لخلية الإعلام الأمني في العراق.
ولا يزال هناك خطر كامن لدى العراقيين رغم التحصينات وتحسن الوضع الأمني نسبيًا، نظرًا لوجود خلايا نائمة لتنظيم داعش وتنظيمات أخرى، إذ يشير تقرير للأمم المتحدة نشر في صيف العام 2023، إلى أن «عمليات» التنظيم «اقتصرت على المناطق الريفية، بينما كانت الهجمات في المراكز الحضري».
ويرى اللواء حمدى بخيت المحلل الاستراتيجي أن جميع التنظيمات المسلحة في العراق والشرق الأوسط تحديدًا القائمة على أسس دينية وعقائدية «هي صناعة المخابرات الأميركية والبريطانية والدول الغربية التي لها اهتمامان بعدم استقرار المنطقة من الخارج يتم استدعائها في الوقت المناسب».
«داعش» لم ينته
في نهاية سبتمبر، قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن فكرة وأيديولوجية «داعش» ما تزال موجودة في العراق وسوريا، مشددًا على ضرورة الحذر في كل الأوقات.
وذكر حسين، في لقاء خاص مع «سكاي نيوز عربية»، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ78 في نيويورك: «داعش كمنظمة إرهابية تتحرك هنا وهناك، ولكن في الساحة العراقية المنظمة ضعيفة جدا».
ويفسر الخبير الاستراتيجي اللواء حمدى بخيت في اتصال مع «خليجيون» ظهور تنظيم الدولة في هذا التوقيت تحديدًا لمواجهة النفوذ الإيراني والشيعة ممن يشنون الهجمات على القواعد الأميركية في العراق، والحاجة لاستدعاء تنظيمات خاملة للرد على تلك الهجمات نيابة عن الجيش الأميركي، لافتًا إلى وجود ثلاث دول في العراق كردية في الشمال وشيعية في الوسط وسنية في الجنوب.
بينما يرى بخيت أن «تنظيم داعش المحسوب على السنة يتم استخدامه في أوقات معينة ينشط فيها وهو لا ينتهي لأنه صناعة أميركية وبريطانية»، مؤكدًا أن «التنظيمات الدينية ستبقى في العراق وأي بلاد أخرى طالما تسمح بتحكم أطراف أو دول أخرى في البلاد مستشهدا بالنفوذ الإيراني في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وأن تلك البلاد لن تستقر حتى تستقل بقرارها السياسي».
هجمات إيرانية
دانت الولايات المتحدة الهجمات التي نفذتها إيران بصواريخ باليستية بالقرب من مدينة أربيل شمال العراق، ووصفتها بأنها «مجموعة من الضربات المتهورة وغير الدقيقة».
وأعلن الحرس الثوري الإيراني تنفيذ الهجوم بالصواريخ الباليستية، يوم الاثنين، زاعما أنه استهدف «مقر تجسس» إسرائيليًا في إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في العراق.
وتسبب الهجوم في مقتل أربعة أشخاص وإصابة ستة آخرين، بحسب مجلس أمن إقليم كردستان. ونددت الحكومة العراقية بالهجمات ووصفتها بأنها انتهاك لسيادته.
بينما يزيد المحلل الاستراتيجي أن «المطلوب الآن أن تكون العراق في حالة عدم الاستقرار لأن توسيع الصراع في المنطقة سوف يشمل العراق تحديدا، لأنه يحتوي على تجمعات أميركية كبيرة، سيتم استهدافها».
يتفق معه اللواء محمد الشهاوي الخبير العسكري والاستراتيجي، الذي يؤكد أن الدول الغربية ترغب في استمرار الفوضي بالعراق لحماية مصالحها.
«أسلحة الاضطراب الشامل»
ويرى الشهاوي في تصريح خاص لـ «خليجيون» أن ما يحدث في العراق استمرارا لما يسمى بـ«أسلحة الاضطراب الشامل»، منوها أن الدول التي لها مصالح وتواجد على الأرض خاصة الشيعة وأنصار إيران بجانب الولايات المتحدة التي لها قواعد عسكرية وبريطانيا، وبالتالي الإرهاب لن ينتهي حتى يمكن تقسيم واستنزاف العراق.
وبدأ الصراع في التوسع بشكل متزايد مؤخرا لتدخل المجموعات المدعومة من إيران في لبنان وسوريا والعراق وحتى في اليمن، من خلال الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر.
كما يرى الخبير العسكري أن الجيش العراقي هو ضمانة عودة وحدة وسيادة العراق، لافتًا أن الجيش العراقي نجح في القضاء تقريبا على داعش وقتل زعيمه، لكن مصالح الدول الغربية وإيران ممن لهم تواجد في البلاد تجابه مساعي الجيش العراقي.
عودة داعش بعيدا عن العراق
عاد تنظيم داعش إلى الواجهة الإعلامية من جديد بعد أن انقطعت أخباره، وظهر مجددا مع تصاعد التوترات والنزاعات فى الشرق الأوسط، مع بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، منذ اليوم السابع من شهر أكتوبر 2023، وفق تقارير دولية.
وتنظيما داعش والقاعدة هما الأبرز على الساحة في هذا العام في تنفيذ الهجمات، بينما جاءت باكستان ودول في منطقة الساحل والصحراء بإفريقيا الأكثر تضررا وتلقّيا لهذه الهجمات، وجاء الصومال والعراق الأكثر نجاحا في هزيمة الجماعات الإرهابية.
وفي 12 ديسمبر، اقتحم مسلحون بشاحنة ملغومة مركزا للشرطة في إقليم خيبر بختونخوا، مما أسفر عن مقتل 23 جنديا على الأقل، وبعض المهاجمين، وأعلنت حركة الجهاد الباكستانية مسؤوليتها، وهي حركة ظهرت مؤخّرا، وتقول إنها تابعة لحركة طالبان باكستان.
وظهر التنظيم بشكل مفاجئ مع تبنى تفجيرين في جنوب إيران خلفا 84 قتيلا، خلال إحياء الذكرى الرابعة لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني.
وقال التنظيم المتطرف في بيان نشره على منصات تابعه له، إن اثنين من مقاتليه «فجرا حزاميهما الناسفين وسط تجمع كبير للرافضة المشركين قرب قبر زعيمهم قاسم سليماني بمدينة كرمان جنوبي إيران».
وقبل دقائق من إعلان مسؤوليته عن الهجوم، بث التنظيم تسجيلا صوتيا للمتحدث باسمه أكد فيه أن هذا الهجوم يندرج في إطار «واجبنا الشرعي في نصرة إخواننا المسلمين أينما كانوا ومنها فلسطين».
وفي سوريا، قتل تسعة عناصر من القوات السورية، في هجوم مباغت شنّه عناصر في تنظيم داعش على مواقع عسكرية في عمق البادية في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء الماضي.
واندلعت اشتباكات بين الطرفين إثر الهجوم، استمرت لعدة ساعات، تمكن خلالها عناصر التنظيم المتطرف من مصادرة سيارة عسكرية وتدمير ثلاث سيارات أخرى. ونفّذ «داعش» في سوريا 336 عملية في شمال سوريا والعاصمة دمشق، قتلت 700 مدني وعسكري.
وبعدما سيطر عام 2014 على مساحات واسعة في العراق وسوريا، مني التنظيم بهزائم متتالية، وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في مارس 2019 هزيمته إثر معارك استمرت بضعة أشهر، حوصر خلالها مقاتلوه من جنسيات مختلفة وآلاف من أفراد عائلاتهم في بلدة الباغوز الحدودية مع العراق.
بلاسخارت: العراق على وشك الفوضى
من جانبها، حذرت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين هينيس بلاسخارت، يوم السبت، من أن العراق معرض لخطر «الانجرار إلى الصراع» الدائر في منطقة الشرق الأوسط.
وقالت الممثلة الأممية في بيان «يمر الشرق الأوسط بمرحلة حرجة، حيث يهدد الصراع المحتدم في غزة والأعمال المسلحة في أماكن أخرى باندلاع مواجهة كبيرة. والعراق معرض لخطر المزيد من الانجرار إلى هذا الصراع».
وأضاف البيان «على الرغم من جهود الحكومة لمنع تصاعد حدة التوتر، إلا أن الهجمات المستمرة - والتي تنطلق من داخل حدود العراق وخارجها - من شأنها أن تؤدي إلى تقويض الاستقرار».
استهداف قواعد أميركية
وأكد البيان أن «استقرار العراق وأمنه هما في مقدمة وصلب جميع أعمالنا"، داعيا جميع الأطراف في العراق إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس».
وللولايات المتحدة 900 جندي في سوريا و2500 جندي في العراق في مهمة لتقديم المشورة ومساعدة القوات المحلية التي تحاول منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر في عام 2014 على مناطق كبيرة في كلا البلدين قبل هزيمته.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بدء إجراءات لإخراج القوات الأميركية من البلاد بعد غارة بطائرة مسيرة في بغداد نددت بها الحكومة. وأقامت السلطات العراقية، الإثنين، في بغداد مراسم تشييع مهيبة لـ41 ضحية من الأقلية الأيزيدية أعدمهم تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014، بعد التعرف على هوياتهم من خلال فحوص الحمض النووي.
وفي أغسطس 2014، اجتاح تنظيم الدولة الإسلامية جبل سنجار بمحافظة نينوى في شمال العراق حيث تعيش غالبية من الأقلية الأيزيدية الناطقة بالكردية والتي تعرضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم.
وقتل عناصره أعدادا كبيرة من أبنائها واحتجزوا الآلاف من نسائها وفتياتها واتخذوهنّ سبايا. وفيما خطف أكثر من 6400 منهم، أُنقذ حوالى نصفهم أو تمكنوا من الفرار، فيما لا يزال مصير الآخرين مجهولا.
والأيزيديون أقلية غير مسلمة وغير عربية، تعد أكثر من نصف مليون شخص، ويتركز وجودها خصوصا قرب الحدود السورية في شمال العراق. وهم قولون إن ديانتهم تعود الى آلاف السنين وأنها انبثقت من الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين، في حين يرى آخرون أن ديانتهم خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزرادشتية والمانوية.
لدعم دعوى جنوب إفريقيا.. البرلمان العربي يوافق على مقترح كويتي