هدف واحد أخطأته الضربات الأميركية في سوريا والعراق.. محلل سوري يعلق
زعم مسؤولان عسكريان أميركيان أن الولايات المتحدة دمرت أو تسببت في أضرار في 84 من أصل 85 هدفا في غاراتها يوم الجمعة في سوريا والعراق، وهي ضربات عدها الباحث الاستراتيجي السوري كمال جفا محاولة لسحب الأضواء عن «مجازر إسرائيل» في قطاع غزة.
ووجهت الولايات المتحدة مساء الجمعة ضربات قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنها تضمنت أكثر من 85 هدفا في العراق وسوريا و«استهدفت فيلق القدس (التابع للحرس الثوري الإيراني) والميليشيات المرتبطة به». وجاءت الغارات ردا على هجوم استهدف قوات أميركية في شمال شرق الأردن الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين.
وتسببت الهجمات الأميركية بسوريا في استشتهاد 18 على الأقل من الفصائل المدعومة من إيران وتدمير ما لا يقل عن 26 موقعا في دير الزور بشرق البلاد، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
شن طيران العدوان الأمريكي البريطاني 48 غارة جوية خلال الساعات الماضية توزعت كالتالي:
- 13 غارة على أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء.
- 9 غارات على محافظة الحديدة.
- 11 غارة على محافظة تعز.
- 7 غارات على محافظة البيضاء.
-7 غارات على محافظة حجة.
- غارة على محافظة صعدة.
هذه الاعتداءات…— العميد يحيى سريع (@army21ye) February 4, 2024
ودون تحديد الهدف الذي أخطأته القوات الأميركية، نسبت «سي.إن.إن» للمسؤولين العسكريين الأميركيين اللذين تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتيهما إن جميع الأهداف وعددها 85 إلا واحدا «دمرت أو ألحقت بها أضرار». واستند المسؤولان في التقييم إلى »تقييم أضرار أولي من أرض المعركة". ولا يزال يجري الآن تقييم كامل لآثار الغارات الأميركية، لكن أحد المسؤولين قال إنه لا مؤشرات في الوقت الحالي على أن الضربات تسببت في مقتل أي من عناصر الحرس الثوري الإيراني.
«استعراض إعلامي»
لكن الباحث السوري كمال جفا يقول إن الهجوم الأميركي الأخير «استعراض إعلامي» موجه للداخل الأميركي ويهدف أيضا لتوجيه رسائل إلى دول المنطقة مفادها أن الولايات المتحدة لها اليد العليا في إدارة شؤون المنطقة وأنها القوة العسكرية الرئيسية المهيمنة "بقوة القوة وبفعل القوة».
وأضاف في تصريح إلى وكالة أنباء العالم العربي أن الضربات الأميركية «تأتي ضمن الحفاظ على سياسة الردع» في ظل الهجمات المتكررة التي تعرضت لها القوات الأميركية في المنطقة خلال الأشهر الماضية.
وتزيد الضربات الأميركية من حدة التوتر في وقت تشن فيه فصائل مسلحة بالعراق وسوريا وجماعة الحوثي في اليمن، وكلها متحالفة مع إيران، هجمات على قواعد أميركية في المنطقة. وتقول هذه الجماعات إن هجماتها تأتي ردا على دعم الولايات المتحدة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي أودت بحياة ما يزيد على 27 ألف فلسطيني وشردت كل سكان القطاع تقريبا وتسببت في ظروف إنسانية مروعة منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي في أعقاب هجوم شنته المقاومة الفلسطينية على بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع.
وقال جفا إن التصعيد يتزامن مع المفاوضات الجارية حاليا حول هدنة في قطاع غزة "والتي يبدو أنها ستصل إلى نهاية سعيدة خلال الأيام القادمة".
وينتظر وسطاء من مصر وقطر رد حماس على اقتراح لأول هدنة طويلة في الحرب. ولم تهدأ الهجمات الإسرائيلية على القطاع إلا لأسبوع واحد فقط في أواخر نوفمبر تشرين الثاني بفضل اتفاق هدنة أفرجت حماس بموجبه عن أكثر من 100 امرأة وطفل كانت تحتجزهم منذ هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، مقابل إفراج إسرائيل عن 240 امرأة وقاصرا في سجونها.
رسائل سياسية من أميركا
ويرى المحلل السوري كمال جفا أن اتخاذ قرار على مستوى رئيس الولايات المتحدة جو بايدن ووزارة دفاعها بالرد بمثل هذا الحجم يوجّه «رسائل سياسية لكل دول المنطقة ورسائل إلى الداخل الأميركي أيضا بعد أن تصاعدت حدة الاحتجاجات خلال الأسابيع الماضية حول جدوى استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل». ويضيف «نحن اليوم أمام مرحلة حساسة جدا، رغم أنني لا أعتقد أنها ستؤدي إلى صدام مباشر مع الولايات المتحدة، حتى في ظل توسع الهجوم واتهام الفصائل التابعة أو المشغلة من قبل إيران بالهجوم على القواعد الأميركية».
ويجزم الباحث الاستراتيجي أن حجة الوجود الأميركي في سوريا لمحاربة تنظيم داعش «لم تعد تنطلي على أحد، وبالتالي يجب أن يكون هناك حجج أخرى مثل استهداف قاعدة في منطقة قرب الحدود السورية الأردنية».
ونددت وزارة الخارجية السورية بهجمات الولايات المتحدة، وقالت في بيان إنها تُضاف «إلى سجل انتهاكاتها بحق سيادة سوريا ووحدة أراضيها وسلامة شعبها، لتثبت مجددا أنها المصدر الرئيسي لحالة عدم الاستقرار العالمي.. .وأن ما ارتكبته يصب في تأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط على نحو خطير للغاية».
صرف الأنظار عن أحداث غزة
وجاءت رؤية عضو مجلس الشعب السوري خالد العبود متوافقة مع رؤية جفا، إذ قال لوكالة أنباء العالم العربي إن الهدف منها صرف الأنظار عن أحداث غزة.
ويقول العبود إن هجمات الولايات المتحدة على الأراضي السورية تؤكد أنها قوة احتلال لكل من سوريا والعراق. وأضاف «الولايات المتحدة منبوذة وهي متهمة من أغلب شعوب الأرض، لكن هذا الاتهام وهذا الرفض لم يشكل حتى اللحظة قوة أساسية فاعلة ومقاومة مانعة في وجهها».
ويؤكد البرلماني السوري أن ضربات الولايات المتحدة هدفها «إبعاد الأضواء عما يحدث في غزة لإعطاء الوقت لشريكتها إسرائيل في الاستمرار في إبادة القطاع بالكامل». وتابع قائلا «واشنطن اليوم لا تريد إيقاف الحرب في غزة، بل تريد إيقاف المعركة الخاسرة».
اقرأ المزيد:
أميركا ترصد 16 مليار دولار لإسرائيل والحوثي