مماطلات إسرائيل تعرقل محادثات القاهرة
لم تسفر محادثات بين الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر بشأن هدنة في غزة إلى تحقيق انفراجة مع تزايد الدعوات الدولية لإسرائيل للتراجع عن عدوانها المزمع على مدينة رفح المكتظة بأكثر من مليون نازح جنوب القطاع الفلسطيني.
وتقول مصادر دبلوماسية لـ«خليجيون» إن الاحتلال حاول كسب الوقت في محادثات القاهرة بالحديث عن تعنت حركة حماس عبر الدخول في تفاصيل أعداد الأسرى والمحتجزين المقرر إطلاق سراحهم ضمن أي صفقة محتملة، لكسب الوقت قبل اقتحام رفح.
ونقل موقع «أكسيوس» الأميركي عن مصدر إسرائيلي أن المحادثات انتهت من دون تحقيق تقدم ملموس، مضيفا أن «الفجوة التي تمنع الانتقال إلى مفاوضات أكثر جدية تتمثل في عدد الأسرى الذين تطالب حماس بإطلاقهم مقابل كل محتجز إسرائيلي، خاصة مقابل الجنود الأسرى».
وأضاف الموقع أن التقدم الوحيد الذي أُحرز هو فهم الفجوات التي يجب سدها للدخول بمفاوضات قد تؤدي إلى اتفاق، مشيرا إلى أن الوسطاء المصريين والقطريين سيعقدون محادثات مع حماس الأيام المقبلة لفهم إذا ما كانت مستعدة لتقليص مطالبها من أجل الدخول في مفاوضات جادة»، على حد تعبيره.
وقال مسؤول فلسطيني «الأطراف تبحث عن معادلة تكون مقبولة على حماس والتي تطلب بأن يكون هناك التزاما من إسرائيل بإنهاء حربها وسحب قواتها من قطاع غزة حتى يكون التوقيع على اتفاق ممكنا» وقال المسؤول إن حماس أبلغت المشاركين بأنها لا تثق في أن إسرائيل لن تستأنف الحرب بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين يحتجزهم المسلحون الفلسطينيون.
سامي أبوزهري: لعبة تضييع الوقت الإسرائيلية
وألقى سامي أبو زهري القيادي في حماس بمسؤولية عدم إحراز تقدم في جهود السلام حتى الآن على عاتق إسرائيل. وقال أبو زهري لرويترز «الاحتلال لا زال يماطل ويتسبب في تعطيل أي جهود للتوصل إلى اتفاق وهو فقط يمارس لعبة تضييع الوقت لمواصلة حرب الإبادة على شعبنا في غزة».
وبدورها، نقلت صحيفة نيويورك تايمز» عن مسؤولين وصفتهم بالمطلعين أن «الطرفين ما زالا بعيدين بشأن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل كل مختطف إسرائيلي»، لكن مضمون المحادثات كان جيدا على الرغم من عدم إحراز بعض التقدم.
وذكرت الهيئة المصرية العامة للاستعلامات على موقعها الإلكتروني أن «الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أجرى محادثات في القاهرة مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بهدف الاتفاق على هدنة في غزة وحماية المدنيين وتوصيل المزيد من المساعدات إلى القطاع». وأضافت «تم تأكيد استمرار التشاور والتنسيق المكثف لتحقيق أهداف وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتفعيل حل الدولتين»، وهو ما يشير إلى عدم تحقيق انفراجة.
ولم يشر البيان المصري إلى إسرائيل. وفيما ذكرت وكالة رويترز إن الوفد الإسرائيلي غادر القاهرة. لم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي حتى الآن على طلب للتعليق.
خط تهجير الفلسطينيين قائمة
وتخطط لتهجير المدنيين الفلسطينيين المحاصرين. لكن لم توضع أي خطة، ويتكدس كثيرون في المدينة، التي كان عدد سكانها قبل الحرب حوالي 300 ألف نسمة، في مخيمات وملاجئ مؤقتة بعد أن فروا إلى هناك هربا من القصف الإسرائيلي لمناطق أخرى من غزة خلال الحرب المستعرة منذ أكثر من أربعة أشهر.
وقال سكان إن دبابات إسرائيلية قصفت القطاع الشرقي من رفح خلال الليل مما تسبب في حالة من الذعر. وأضافوا أن نازحين، بالعشرات حتى الآن، بدأوا مغادرة رفح بعد القصف والغارات الجوية الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية.
وقالت نهلة جروان، في إشارة إلى مخيم المغازي الساحلي للاجئين الذي فرت منه في وقت سابق من الصراع «نازحة من المغازي جيت ع رفح، وهيني بدي أعاود أرجع ع المغازي».
وأضافت «ليلة امبارح في رفح يعني ليلة صعبة كتير كتير واحنا بدنا نروح ع المغازي خايفين، من الخوف يعني مش شاردين لمنطقة تانية، وإن شاء الله المنطقة اللي بدنا نروح عليها بالمغازي تكون آمنة، يكون فيه أمان يعني. وين ما نروح فش أمان، لا المغازي ولا غزة ولا رفح ولا غيرها، فش أمان فش، ونتمنى السلامة للجميع إن شاء الله».
وأصبحت رفح ملاذا لنحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وقالت آية البالغة من العمر 30 عاما وتعيش في خيمة مع والدتها وجدتها وخمسة أشقاء “منذ أن قالت إسرائيل إنها ستغزو رفح قريبا… نصلي صلواتنا الأخيرة كل ليلة.. كل ليلة نقول وداعا لبعضنا البعض ولأقاربنا خارج رفح”.
وتقول وكالات الإغاثة إن النازحين ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه في المنطقة المدمرة. وقال مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ إنه فيما يُحدِق الموت بالفلسطينيين في رفح، سيجعل الغزو البري الإسرائيلي الإغاثة الإنسانية هناك شبه مستحيلة.
وأضاف جريفيث في بيان «العمليات العسكرية في رفح قد تؤدي إلى مذبحة في غزة. وقد تجعل أيضا عملية إنسانية هشة بالفعل على عتبة الموت».
شهداء في مجازر غزة
في هذه الأثناء، استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء، فجر اليوم الأربعاء، في غارات شنها طيران الاحتلال وقصف مدفعي طال مناطق متفرقة من قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان متواصل لليوم الـ 131 على التوالي.
وأفادت مصادر صحية باستشهاد واصابة غدد من الفلسطينيين، بينهم اطفال ونساء جراء قصف الاحتلال لموقع شرق دير البلح، وفي استهداف طائرات الاستطلاع الإسرائيلية منزلا في النصيرات وسط القطاع.
وتعرضت منطقة القرارة شمالي شرقي خان يونس جنوبي القطاع لإطلاق نار من طائرات الاحتلال المروحية، تزامنا مع إطلاق نار كثيف شرق المغازي وكانت وزارة الصحة أفادت في وقت سابق مساء أمس، باستشهاد 3 فلسطينيين وإصابة 10 آخرين داخل مجمع ناصر الطبي برصاص القناصة الإسرائيلية.
كما استشهد 6 فلسطينيين بينهم أطفال ونساء، مساء الثلاثاء، في غارة شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على مركبة مدنية في شارع الجلاء شمال مدينة غزة. واستشهد فلسطيني وأصيب آخر، في قصف لطائرات الاحتلال المُسيّرة استهدف محيط مسجد علي بن أبي طالب في حي الزيتون بمدينة غزة.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 16 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 133 شهيدا و162 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع الحصيلة غير النهائية منذ 7 أكتوبر إلى 28، 473 شهيدا و68، 146 مصابا.
اقرأ المزيد:
رسالة كويتية إلى بريطانيا تخص الفلسطينيين