لغز «رصيف غزة»: التمويل «إماراتي».. والإدارة «إسرائيلية»

لغز «رصيف غزة»: التمويل «إماراتي».. والإدارة «إسرائيلية»
ميناء غزة العائم. (أرشيفية)
القاهرة: «خليجيون»

بمساحة تعادل مساحة ملعب كرة قدم، ستكون مصطبة ميناء غزة العائم الذي أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأسبوع الماضي اكتمال أعمال بنائه قبالة ساحل قطاع غزة بهدف إيصال المساعدات الإنسانية للقطاع، فيما يقول مصدر لوكالة أنباء العالم العربي إن الرصيف بنته منظمة المطبخ العالمي المركزي بتمويل من دولة الإمارات.

وأبلغ مصدر متخصص في شؤون الموانئ البحرية وكالة أنباء العالم العربي بأنّ الميناء سيُدار في موقع محدد من قبل الأميركيين، فيما سيُدار في موقع آخر من الجانب الإسرائيلي، بينما ما زال بعض الغموض يحيط بطريقة نقل المساعدات إلى القطاع والجهة التي ستقوم بذلك، خاصّة بعد استثناء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) من هذه المهمة.

لكنّ مصادر أخرى قالت للوكالة إنّ برنامج الأغذية العالمي سيتسلّم توزيع المساعدات في مناطق شمال غزة معتمدا على كشوف وفحص لجان متخصصة في الأونروا.

ووفقا للمصدر الذي اشترط عدم نشر اسمه، فإنّ مصطبة الميناء العائم، التي ستكون ملاصقة للسفن المحمّلة بالمساعدات لإنزال الحاويات منها، ستكون بعيدة عن ساحل قطاع غزة لمسافة تصل إلى ميلين بحريين، أي نحو 3.6 كيلومتر، لدواع أمنيّة، وستنقل بوارج أميركية صغيرة تلك الحاويات إلى لسان عائم على شاطئ بحر الزهراء.

وقال المصدر «تم بناء لسان ميناء عائم، وربّما كاسر أمواج عائم، يبلغ طولهما (معا) 600 متر، وهما من ضمن مكوّنات الميناء». وستكون المصطبة واللسان والميناء العائم بعيدا عن المناطق الحضرية المكتظة في قطاع غزة.

وفي تطور مهم، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن شاحنات محملة بالمساعدات بالإنسانية بدأت صباح الجمعة في التحرك إلى الشاطئ عبر الرصيف العائم في قطاع غزة. وأكدت القيادة المركزية في بيان عدم وصول أي قوات أميركية إلى الشاطئ في غزة، وأن ما يجري هو عمل متعدد الجنسيات لتقديم مساعدات إضافية للمدنيين في القطاع عبر «ممر بحري ذي طبيعة إنسانية خالصة».

وكانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت يوم الخميس تثبيت الرصيف البحري المؤقت قبالة شاطئ قطاع غزة، تمهيدا لإدخال مساعدات بحرا إلى القطاع، وتوقعت في بيان أن تبدأ شاحنات التحرّك نحو الرصيف خلال الأيام المقبلة لنقل المساعدات.

تمويل إماراتي؟

اللسان البحري، الذي بنته منظمة المطبخ العالمي المركزي بتمويل من دولة الإمارات وبطول يبلغ حواليّ 100 متر، سيكون قاعدة ثابتة تصل باليابسة، وستقوم على استخدامه ثلاث شركات محليّة فلسطينية، بحسب المصدر.

ومن المتوقع وفقا للمصدر أن تكون الحمولة الواحدة لكل بارجة أميركية تنقل الحاويات من المصطبة العائمة إلى اللسان معادلة لحمولة 15 شاحنة، وأن تتحرّك باستمرار ذهابا وإيابا، وقد تكون هناك عشرات البوارج للمهمة ذاتها.

وكشف المصدر عن أنّ لجانا أميركية إسرائيلية قبرصيّة تعمل على وضع تفاصيل تركيب الميناء العائم وآليات التفتيش في ميناء لارنكا وآليات توريد ونقل واستلام المساعدات من دول العالم.

وقالت المتحدثة الإقليمية باسم الخارجية الأميركية إليزابيث ستكني لوكالة أنباء العالم العربي في وقت سابق من يوم الخميس إنّ من المتوقع أن يبدأ الممر البحري العمل لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة عبر قبرص خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أنّ المساعدات تتدفق على قبرص بكميات كبيرة لتوسيع عمليات التوزيع.

أضافت «يعتبر الرصيف المؤقت جزءا من عملنا لزيادة إيصال المساعدات إلى سكان غزة بكافّة السبل.. .. لدينا مئات الأطنان من المساعدات الجاهزة للتسليم وآلاف الأطنان من المساعدات قيد التنفيذ، ونحن نشهد تدفق كميات كبيرة من المساعدات إلى قبرص لتوسيع عمليات التوزيع، ونتوقع أن يستمر هذا التدفق مع مساهمة المزيد من الجهات المانحة الدولية».

لعبة الليغو

وشبّه المصدر الميناء العام في تكوينه بلعبة الليغو، حإذ «يجري تركيبه وتجميعه بشكل سريع، وقد استخدمته البحريّة الأميركية عدة مرّات حول العالم لعملياتها، وهو غير مصمم ليتحول إلى ميناء دائم رغم وجود إمكانية لجعله دائما».

وأكدت جهات أميركيّة أنّ مدة وجود الميناء ستكون من 60 إلى 90 يوما فقط. ويقع الميناء الجديد في منطقة الميناء الفلسطيني الذي بدء تنفيذه بواسطة شركات متخصصة من هولندا وفرنسا عام 2000 ودمرته إسرائيل بعد أربعة أشهر من الشروع في تشييده.

وحول ضمانات عدم قيام إسرائيل بإعاقة دخول المساعدات، قالت ستكني «الحكومة الإسرائيلية داعمة للغاية لهذه الجهود، ونحن نعمل على التنسيق الوثيق بين جميع الأطراف لضمان التدفق السلس للمساعدات من قبرص إلى غزة، ومن ثم ضمان وجود آليات تنسيق للتوزيع في غزة».

وعن مصدر هذه المساعدات الإنسانية، قالت ستكني «تصل حاليا المواد الإغاثية الإنسانية من الولايات المتحدة ودول أخرى إلى قبرص. ونحن نقدّر وصول المساهمات الإنسانية من جميع شركائنا الدوليين ونرحب بالمزيد من التبرعات، التي ستذهب جميعها إلى سكان غزة».

ويعاني سكان غزة أوضاعا إنسانية صعبة ونقصا في المواد الغذائية والطبية والوقود في ظل مواصلة إسرائيل حربها على القطاع منذ أن شنت حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى هجوما مباغتا على بلدات ومواقع إسرائيلية متاخمة في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.

اقرأ المزيد:

«لوبي الإنشاءات» يشعل الغضب في موريتانيّا

صندوق النقد يتوقع «طفرة» في نمو اقتصاد العراق

موقف مشرف لجنوب افريقيا «أمام العدل الدولية».. البرادعي يعلق

أهم الأخبار