في ذكرى رحيل سمير غانم.. فنانٌ أضحك أجيالًا وندم على الأدوار التي غيّرت ملامحه

تحلّ اليوم، 20 مايو، الذكرى الرابعة لرحيل أحد أساطير الكوميديا في العالم العربي، الفنان سمير غانم، الذي فارق الحياة عام 2021 بعد صراع مع مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا. وبرحيله، طُويت صفحة من صفحات البهجة في تاريخ الفن المصري، لكن ذكراه ما زالت حاضرة في قلوب الملايين الذين أحبوا خفة ظله وتلقائيته الفريدة.
رحلة ضحك طويلة.. .وبعض الندم
على مدار مسيرة فنية حافلة امتدت لعقود، قدّم سمير غانم ما يزيد عن 150 عملًا بين السينما والمسرح والتلفزيون، تميز خلالها بروح فكاهية لا تخطئها عين، جعلته من أقرب الفنانين إلى الجمهور، خاصة عبر شخصياته الكوميدية الخالدة مثل "فطوطة" و"سمير" في ثلاثي أضواء المسرح.
لكن رغم هذا النجاح الباهر، لم تكن كل محطاته الفنية مُرضية له. فقد أعرب في أكثر من حوار تلفزيوني عن ندمه على أداء بعض الأدوار الدرامية التي شعر أنها لا تليق بطبيعته الكوميدية. ففي لقاء شهير له ضمن برنامج "مصارحة حرة"، قال:
"ندمت على 3 أفلام من أصل 150، لما دخلت التراجيدي.. .أقنعوني وقالولي جرّب، بس دي مش لعبتي".
من بين تلك التجارب التي لم يرتح لها، أشار إلى فيلم "الرجل الذي عطس"، الذي شارك فيه إلى جانب ليلى علوي وأحمد بدير، رغم نجاحه النسبي. وتابع قائلاً:
"أنا في الفيلم دا عيطت.. .دموعي نزلت، بس الضحك أصعب، وأنا خلقت للضحك".
الجمهور رفض وجهه "الشرير"
في لقاء آخر جمعه بالإعلامي عمرو الليثي، تحدّث غانم عن تجربة أخرى ندم عليها، حين حاول تغيير جلده وقدم شخصية شريرة في فيلم "مكالمة بعد منتصف الليل". وأوضح أن الجمهور لم يتقبّل هذا التحول، مما دفعه للتراجع عن خوض مثل هذه الأدوار مجددًا:
"قدّمت دور شر، لكن الناس ما صدقتنيش.. .حسّيت بعدها إن دي مش منطقتي".
إرث لا يُنسى
رحل سمير غانم، لكنه ترك خلفه إرثًا ضخمًا من الأعمال التي شكلت وجدان أجيال. برفقة رفيقيه جورج سيدهم والضيف أحمد، أسس ثلاثي أضواء المسرح، وساهم في تغيير شكل الكوميديا المسرحية، قبل أن يواصل المسيرة منفردًا بأعمال مثل "المتزوجون"، "أهلاً يا دكتور"، "حكاية ميزو"، و"فطوطة".
في ذكراه، يتجدد الحديث عن فنان نادر، عاش حياته يزرع البهجة، لكنه ظل وفيًا لفنه وذاته، حتى وهو يعترف بندمه على لحظات قرر فيها الابتعاد عن الضحك.. .ليتأكد أن جمهوره لا يقبل منه سوى "الابتسامة".
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك