الضربات الأمريكية لإيران تربك الأسواق العالمية.. وتدفع المستثمرين نحو الذهب والدولار

الضربات الأمريكية لإيران تربك الأسواق العالمية.. وتدفع المستثمرين نحو الذهب والدولار

أثارت الضربات العسكرية الأميركية التي استهدفت منشآت نووية في إيران موجة جديدة من القلق في الأسواق المالية العالمية، في ظل توقعات بارتفاع أسعار النفط واتجاه المستثمرين إلى أصول الملاذات الآمنة، وسط حالة من الغموض بشأن تداعيات التصعيد العسكري على الاقتصاد العالمي.

وتُتوقّع ردود فعل قوية عند افتتاح الأسواق العالمية يوم الإثنين، حيث يرجّح المحللون أن تشهد أسواق الأسهم موجة من التراجع، يقابلها ارتفاع في أسعار النفط والذهب والدولار، مع تنامي المخاوف بشأن استقرار الإمدادات النفطية في منطقة الشرق الأوسط، وازدياد الضغط على معدلات التضخم العالمية.

أبرز المحاور والتحليلات:

اضطراب فوري متوقّع في الأسواق

يتوقّع محللون أن تؤدي الضربات الأميركية إلى ارتفاع أسعار النفط وتراجع مؤشرات الأسهم، لا سيّما مع اندفاع المستثمرين نحو أصول آمنة مثل الذهب والدولار الأميركي.

تأثيرات محتملة على التضخم والفائدة

يرى خبراء اقتصاديون أن أي ارتفاع كبير في أسعار الطاقة سيعزز من معدلات التضخم، مما قد يعقّد جهود البنوك المركزية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، في خفض أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من العام.

النفط في بؤرة الاهتمام

سجّلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا بنسبة 18% منذ 10 يونيو، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ خمسة أشهر. وفي حال تصاعد التوتر أو إغلاق مضيق هرمز - أحد أهم الممرات النفطية في العالم - قد تتجه الأسعار نحو حاجز الـ130 دولارًا للبرميل، وفقًا لتقديرات مؤسسة "أوكسفورد إيكونوميكس".

رد إيراني مرتقب وغموض في المشهد

تترقب الأسواق باهتمام ردّ إيران على الهجوم، حيث قد يؤدي أي تصعيد إضافي إلى تفاقم التوترات، في حين يرى بعض المحللين أن الضربة الأميركية قد تدفع طهران نحو القبول باتفاق سلام، ما يهدئ الأسواق لاحقًا.

تأثيرات متباينة على الدولار

رغم تراجع أداء الدولار خلال العام الجاري، إلا أن التصعيد العسكري قد يعيد بريقه كملاذ آمن. وأوضح ستيف سوسنيك، كبير محللي السوق في "آي.بي.كيه.آر"، أن الطلب على السندات الأميركية قد يرتفع في ظل التوتر، مما يدفع الدولار للصعود.

المشهد العام: تذبذب مؤقت أم أزمة ممتدة؟

تاريخيًا، أظهرت الأسواق قدرة على التعافي بعد صدمات جيوسياسية مشابهة. فعلى سبيل المثال، بعد غزو العراق عام 2003 أو هجمات منشآت "أرامكو" في السعودية عام 2019، شهدت الأسهم تراجعًا مؤقتًا تلاه ارتفاع خلال أشهر.

وفي هذا السياق، أشار تقرير مشترك صادر عن "ويدبوش سيكيوريتيز" و"كاب آي.كيو برو" إلى أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 تراجع في المتوسط بنسبة 0.3% خلال الأسابيع الثلاثة التالية لاندلاع نزاع، لكنه ارتفع لاحقًا بمعدل 2.3% خلال شهرين.

يبقى المشهد الاقتصادي العالمي رهينًا لما ستؤول إليه التفاعلات السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط خلال الأيام القادمة. وبينما يحاول المستثمرون إعادة تقييم استراتيجياتهم في ضوء التطورات، فإن الأنظار تتجه إلى ردود الأفعال الرسمية من طهران، وما إذا كان العالم على أعتاب مواجهة مفتوحة أو بصدد تفاهمات سياسية مرتقبة قد تُعيد بعض التوازن للأسواق.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار