«خليجيون»| السعوديون أكثر سياح الخليج زيارة لمصر خلال 2023

الأحد, 14 يناير, 2024 - 2:44 م

أهرامات الجيزة (الإنترنت)

القاهرة: «خليجيون»

احتل السياح السعوديين المرتبة الأولى في قائمة الخليجيين الذين زاروا مصر خلال العام 2023، في وقت تراهن السلطات المصرية على انتعاش القطاع لزيادة الحصيلة الدولارية بالبلاد.

وخلال العام المنقضي استقبلت مصر نحو 1.1 مليون سائح خليجي، من بينهم 800 ألف وافد سعودي، بحسب ما نقل موقع العربية السعودي.

ويقول المسؤولون المصريون إن السوق الخليجية تعد من أهم الأسواق المصدرة للحركة السياحية الوافدة لمصر، حيث تتسم بمعدلات إنفاق وإقامة وتكرارية زيارة مرتفعة.

منتج مصري جديد للسياح الخليجيين

وأعلن وزير السياحة المصري أحمد عيسي، خلال اجتماع حكومي لمتابعة خطة الوزارة خلال العام الجديد، إعداد منتج جديد مخصص للسوق العربية ودول مجلس التعاون الخليجي يخص منطقة الساحل الشمالي.

وقال المسؤول الحكومي إن السوق السعودية استحوذت على الحصة الأكبر من التدفقات السياحية الوافدة من دول الخليج العربي إلى مصر، إذ تجاوز عدد الوافدين من المملكة 800 ألف سائح.

وأضاف أن وزارة السياحة تعتزم إطلاق برامج سياحية تستهدف مواطني دول الخليج العربي خلال 2024 على أن تبدأ هذه البرامج بالمملكة العربية السعودية باعتبارها أكبر الأسواق العربية تصديرًا للسائحين إلى مصر، على أن يتم استهداف أسواق أخرى خلال الفترات المقبلة.

وتعمل وزارة السياحة المصرية حاليًا على تنظيم لقاءات بين مستثمرين مصريين وسعوديين وشركات طيران من المملكة للترويج والتسويق للمقاصد السياحية المصرية، لافتا إلى أن هدف هذه اللقاءات هو التعريف بإمكانات المقصد السياحي المصري وتنوعه للشركاء السعوديين، فضلاً عن توضيح الفرص الاستثمارية.

وتخطط مصر لمضاعفة طاقتها الفندقية الحالية والتي تبلغ نحو 220 ألف غرفة في ظل استراتيجية الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول 2028، كما أن بعض المناطق خاصة في القاهرة والساحل الشمالي ما زالت تحتاج إلى زيادة الطاقة الفندقية.

أكبر عدد سياح وإيرادات في تاريخ مصر خلال 2023

وسبق أن كشف عضو الاتحاد المصري للغرف السياحية وائل زعير، أنّ عدد السياح في مصر بنهاية 2023 بلغ 15 ملايين سائح حققوا 15 مليار دولار للدولة المصرية وهو الرقم الأعلى في تاريخ السياحة المصرية مقارنة بـ14 ملايين سائح حققوا 14 مليار دولار في عام 2010.

وتوقع، خلال تصريحات تليفزيونية، الوصول إلى 18 مليار دولار في عام 2024 بالتزامن مع السير بخطى جيدة، لاسيما بعد الأحداث الأخيرة التي أثرت على العالم.

وبالتزامن مع ذلك، بدأت الحكومة المصرية إعداد مشروع قانون التعامل مع السائح الأجنبي، وذلك في إطار خطة متكاملة لمضاعفة أعداد السياحة الوافدة للبلاد وزيادة الإيرادات السياحية.

وأكد خبراء سياحة أهمية مشروع القانون في تحسين تجربة السائح، مما ينعكس على زيادة عدد الليالي السياحية، وتكوين انطباع إيجابي عن المقصد السياحي المصري، كما أكدوا استمرار تحسن معدلات السياحة الوافدة لمصر خلال الموسم الشتوي، وتأثرها بشكل طفيف بالأوضاع في غزة.

وقال وكيل لجنة السياحة والطيران بمجلس النواب أحمد الطيبي، إن مشروع قانون التعامل مع السائح الأجنبي يهدف لمضاعفة أعداد السياح الوافدين للبلاد، من خلال تنمية سياحة الفرد الواحد، وتحسين التجربة السياحية بشكل عام، مما ينعكس على زيادة عدد الليالي السياحية.

واستقبلت مصر 4.2 مليون سائح خلال الربع الأول من السنة المالية 2023/2024، بزيادة 23.2% عن نفس الفترة من العام الماضي، وزادت عدد الليالي السياحية إلى 47.7 مليون ليلة بمعدل نمو 9.3%، وبلغت الإيرادات السياحية 4.5 مليار دولار خلال هذه الفترة، وفقًا لبيانات البنك المركزي المصري.

خطة الـ300 مليار دولار

وتستهدف الحكومة المصرية، مضاعفة حصيلة البلاد من النقد الأجنبي لتصل إلى 300 مليار دولار، وتعتزم الوصول لهذا الهدف من خلال نمو عائدات السياحة بنسبة 20% سنويًا لتصل إلى 45 مليار دولار عام 2030، بالتركيز على جنسيات السائحين الأعلى إنفاقًا، بجانب نمو الصادرات السلعية إلى 145 مليار دولار، والاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى 19 مليار دولار، وعائدات قناة السويس متضمنة قطاع الخدمات البحرية لتصل إلى 26 مليار دولار خلال 6 سنوات.

30 مليون سائح بحلول عام 2030

ومن أجل هذه الأهداف، تخطط الحكومة المصرية لاستقبال ما لا يقل عن 30 مليون سائح بحلول عام 2030، من خلال زيادة معدلات الحركة السياحية الوافدة إلى المقصد السياحي المصري، وتحسين التجربة السياحية، بالتوازي مع التسويق السياحي، ورفع جودة الخدمات المقدمة للسائح، ومضاعفة عدد الغرف الفندقية إلى ما لا يقل عن 500 ألف غرفة، وكذلك إطلاق مناطق سياحية حرة تتضمن حوافز جاذبة للمستثمرين.

عمرو القاضي، رئيس هيئة تنشيط السياحة يرى أن قطاع السياحة في مصر يشهد نشاطًا ملحوظًا خلال الفترة الأشهر الأخيرة، لعدة أسباب من بينها المرونة التي تقدمها الفنادق في التسعير، بالإضافة إلى مرونة شركات الطيران.

يقول «القاضي» لـ«خليجيون» إن بلاده تستهدف زيادة أعداد السائحين إلى 18 مليون سائح موسم 2024، مشيرًا إلى زيادة السياحة العربية القادمة إلى مصر بنسبة 20%، بفضل الترويج للمنتجات السياحية غير التقليدية أمام السائح العربي، والخليجي على وجه التحديد.

واستبعد القاضي تأثر القطاع بالأحداث الجارية في المنطقة، معتقدًا أن السوق السياحية المصرية أثبتت قدرتها خلال السنوات الماضية على التعامل مع الأزمات، في ظل إجراءات تنشيطية حكومية داعمة للشركات، وتدشين حملات ترويجية مشتركة.

الخبير السياحي محمد فاروق يرى أن الإجراءات الحكومية تتماشى مع المستهدف الذي وضعته الدولة للوصول لمعدلات سياحية مرتفعة، خاصة في ظل إقبال ثابت على المقاعد المصرية رغم الأزمات التي يشهدها العالم حاليا.

ولفت فاروق في تصريح لـ«خليجيون» إلى ضرورة الاهتمام بشكل أوسع بعنصر الاستثمار في القطاع السياحي، سواء على الصعيد الحكومي أو القطاع الخاص، وتسهيل إجراءات دخول استثمارات أجنبية مباشرة إلى السوق.

وتمثل عائدات السياحة في مصر حوالي 12% من إجمالي الناتج المحلي، ونحو 15% من إيرادات مصر من العملات الأجنبية، ويضم القطاع حوالي 3 ملايين شخص يعملون في مهن ترتبط بصورة مباشرة وغير مباشرة بالسياحة.