خليجيون| شبح التفكك السوفييتي يلاحق أميركا في «تكساس» و«الأسكا»

خليجيون| شبح التفكك السوفييتي يلاحق أميركا في «تكساس» و«الأسكا»
الرئيس الأميركي جو بايدن (الإنترنت)
القاهرة: نصر عبد المنعم

عاد الحديث مجددا عن سيناريو الولايات المتحدة على غرار الاتحاد السوفيتي في تسعينات القرن الماضي بعد رفض ولاية تكساس الأميركية تنفيذ تعليمات مركزية فيدرالية بتمكينها من الحدود مع المكسيك، في وقت تصاعدت نبرة روسية لاستعادة ولاية الأسكا التي اشترتها الولايات المتحدة من القيصر الروسي قديما، فيما استبعد محللون حدوث «السيناريو السوفييتي».

كانت البداية مع تصاعد حدة التوترات بين تكساس والمسؤولين الفيدراليين، مع تصويت المحكمة العليا الأميركية بالسماح لعملاء حرس الحدود الفيدراليين بإزالة حاجز الأسلاك الشائكة المثبت هناك بمبادرة من حاكم الولاية الجمهوري، في ظل استمرار أزمة المهاجرين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وفق «سي إن إن».

وتحول هاشتاغ «تيكسيت» (TEXIT) لسكان تكساس يدعون فيه بشكل مكثف للانفصال لترند على مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات القليلة الماضية، فيما رفع متظاهرون الأعلام الفلسطينية. سيناريو تراه الدكتورة نهي بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية مستبعدا تماما في المدى القريب نظرا لقوة الولايات المتحدة عسكريا واقتصاديا وسياسيا.

ومع تصاعد الأزمة، طالبت وزارة الأمن القومي الأميركية ولاية تكساس بمنحها «الوصول الكامل» إلى الحدود بحلول الجمعة الـ26 يناير وفقًا لرسالة حصلت عليها شبكة CNN، وقالت تكساس إن منطقة شيلبي بارك في إيجل باس مفتوحة للجمهور، ولكن تم منع فرق الجمارك وحماية الحدود الأميركية من الوصول إليها، وفقًا للرسالة.

وكتب حاكم ولاية تكساس، غريغ أبوت، تدوينة على صفحته بمنصة أكس (تويتر سابقا)، مساء الجمعة قال فيها: «ستواصل تكساس ممارسة حقها الدستوري في حماية حدودنا الجنوبية والدفاع عنها.. وفي غياب الرئيس بايدن، سنبقى على أهبة الاستعداد للحفاظ على سلامة سكان تكساس والأميركيين».

مفارقات تفسرها خبيرة الشأن الأميركي في اتصال لـ«خليجيون» بفقدان البوصلة الأميركية في الداخل والأزمات المتكررة في الإدارات الأميركية بداية من ترامب ووصولا لبايدن.

مخاوف من الحرب الأهلية

تصاعدت مخاوف من انزلاق الولايات المتحدة إلى حرب أهلية على خلفية ارسال الحرس الوطني قوات إلى ولاية تكساس على الحدود مع المكسيك، وهو ما قللت منه أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية مؤكدة « أن الولايات المتحدة لن تصل لمصير الاتحاد السوفيتي»، وأستدركت في الوقت نفسه أن مكانة الولايات المتحدة في كونها الدولة الحلم أو الأكثر ديمقراطية تعرضت لانتتكاسة على خلفية تدخلاتها في شؤون الدول وتأجيج الصراعات ودورها في ملفات حقوق الإنسان خاصة مع تصاعد قوى أخرى موازية وهي الصين.

وقال مصدر في إنفاذ القانون لشبكة CNN، إن عملاء الجمارك وحماية الحدود الفيدراليين مستعدون الآن لاختراق السياج «بسرعة» ردًا على أي أمور تشغيلية منقذة للحياة أو مسائل تشغيلية حرجة. وأضاف المصدر أنهم سيخرقون السياج على الفور لتقديم المساعدة لأي فرد في محنة أو إذا اعتبروه «ضروريًا من الناحية التشغيلية».

وكانت ولاية تكساس قد رفعت دعوى قضائية العام الماضي لوقف قطع الأسلاك، قائلة إنها تدمر بشكل غير قانوني ممتلكات الدولة وتقوض الأمن من أجل مساعدة المهاجرين على عبور الحدود.

وأمرت محكمة استئناف اتحادية في ديسمبر عملاء حرس الحدود بوقف هذه الممارسة أثناء سير إجراءات المحكمة، وقدمت وزارة العدل هذا الشهر طلبًا طارئًا، تطلب فيه من المحكمة العليا إلغاء هذا القرار.

وتوقعت الدكتورة نهي بكر أن يلقي ملف الهجرة غير الشرعية بظلاله على الداخل الأميركي، مؤكدة أنه الملف الذي غرس بذرة الخلاف والتداعي للقوة الأميركية واختبار لأخطر مشكلة في الداخل الأميركي.

عودة الأسكا

على صعيد مواز، تعالت نبرة روسية حول امكانية إعادة ولاية الأسكا ومملتكات أخرى كانت تحت سيادة روسيا القيصرية، عقب توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرارًا جديدًا، لتوجيه وتمويل الإدارة الرئاسية ووزارة الخارجية في «البحث عن العقارات في الاتحاد الروسي، والإمبراطورية الروسية السابقة، والاتحاد السوفييتي السابق، والتسجيل المناسب للحقوق والحماية القانونية لهذه الممتلكات».

وبسبب الصيغة الغامضة، استغل المدونون القوميون المتطرفون الوثيقة للدعوة إلى عدوان روسي جديد «ضد البلدان التي تسيطر على ممتلكات روسية، ومن بينها الولايات المتحدة، ودول حلف شمال الأطلسي في شرق ووسط أوروبا، والعديد من دول آسيا الوسطى.

وهو ما استبعدته أيضا الخبيرة في السياسة الأميركية نهى بكر «لأن محاولة روسيا استعادتها بالقوة مع رفض أميركي قاطع لإعادتها تعني حربا عالمية ثالثة بين قوتين نوويتين لن تبقي ولا تذر».

في عام 1867، تم رسميا التوقيع على اتفاقية بيع ألاسكا الروسية لصالح الولايات المتحدة الأميركية مقابل مبلغ 7، 2 مليون دولار (أي ما يعادل حوالي 115 مليون دولار في وقتنا الحاضر).، خلال تلك الفترة قاربت مساحة ألاسكا 1.6 مليون كلم مربع، وجاء البيع لمعاناة الإمبراطورية الروسية من ضائقة مالية خانقة على إثر نهاية حرب القرم.

يك بيع الأسكا ( الإنترنت)

في يوليو الماضي لوحت روسيا باستعادة ألاسكا من الولايات المتحدة. وقال رئيس مجلس «الدوما» الروسي، فياتشيسلاف فولودين، «على الولايات المتحدة أن تتذكر أنه يمكننا استعادة ولاية ألاسكا التي كانت تتبع لروسيا القيصرية حتى القرن الـ19».

وأردف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية آنذاك: «أدعو أميركا لأن تتذكر دائمًا أن هناك إقليما يدعى ألاسكا، كان جزءا من روسيا، فعندما تحاول التصرف بموارد بلادنا في الخارج، عليها قبل ذلك أن تتذكر أن لدينا أيضا شيئا يمكن استعادته». لكن، وزارة الخارجية الأميركية نفت التقارير التي تفيد بأن النزعة الانتقامية لدى بوتين، بسبب الدعم الذي تقدمه واشنطن لأوكرانيا، قد تمتد إلى ألاسكا.

أهم الأخبار