الإعدام والجلد.. الغرب يفتح «الملفات الخلفية» للحوثيين

الإعدام والجلد.. الغرب يفتح «الملفات الخلفية» للحوثيين
أحد مقاتلي الحوثي (أرشيفية)
القاهرة: «خليجيون»

بدأ الإعلام الغربي فتح الملفات الخلفية التي تدين جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، والتي يمكن أن تقود الجماعة إلى تضييق دولي جديد، في ضوء العمليات العسكرية التي يشنها مقاتلولها في البحر الأحمر، ردًا على العدوان الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني.

على وجه التحديد، أعادت وسائل إعلام غربية الحديث عن تزايد حالات الإعدام والجلد العلني التي تنفذها الجماعة في المناطق التي تسيطر عليها في اليمن، مع نقل شهادات أطراف متضررة من تصرفات الحوثي غير القانونية.

ربط انتهاكات الحوثي بهجمات البحر الأحمر

وفي محاولة لربط طرفي الخيط ببعض، أوردت صحيفة «تلغراف» البريطانية تقريرًا عن استهداف نشطاء حقوق الإنسان والإعلاميين في مناطق سيطرة الحوثيين، في موازاة العمليات العسكرية بالبحر الأحمر.

عربيًا، فإن المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني يفرقون بين موقف جماعة الحوثي من أحداث غزة وبين سياسة الجماعة محليًا في الواقع اليمني، مشيرين إلى أن محاولة الاصطفاف إلى جانب المقاومة الفلسطينية خطوة مرحّب بها، وحتى وإن جاءت من دول غربية أو أنظمة ديكتاتورية.

سفينة تجارية استولت عليها قوات الحوثي (الإنترنت)
سفينة تجارية استولت عليها قوات الحوثي (الإنترنت)

لكن الصحيفة البريطانية، التي تشن بلادها عمليات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن، نقلت عن من وصفتهم بخبراء حقوقيون ومدنيون يمنيون قولهم إن سكان المناطق الخاضعة لنفوذ الحوثي، يعانون من أساليب وحشية تمارس بحقهم، مثل أحكام الإعدام التعسفية والجلد العلني.

وأفادت الباحثة في قسم الشرق الأوسط وأفريقيا في منظمة «هيومن رايتس ووتش»، نيكو جعفرينا، أن الحوثيين «يستخدمون هجماتهم في البحر الأحمر كغطاء لانتهاكاتهم الحقوقية في الداخل».

يظهر الربط الواضح بين سياسة الحوثي الداخلية وبين عمليات البحر الأحمر في قول الباحثة: «بينما ينشغل الحوثيون في الترويج للعالم بأنهم يدافعون عن الفلسطينيين في قطاع غزة، فإنهم يقومون بقمع اليمنيين الذين يجرؤون على انتقادهم».

«ارتفاع في حالات التعذيب والإعدام العلني»

وقالت جعفرينا إن هناك «ارتفاعا في حالات التعذيب والإعدام العلني»، منذ بدأ الحوثيون بمهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر، دون أن توضح العلاقة بين التصرفين.

ونقلت الصحيفة عن رشيد معروف، من وحدة الإعلام بالجيش اليمني، تأكيدات مماثلة، إذ أوضح أن هناك «العديد من أحكام الإعدام قد صدرت» من المحاكم التي يسيطر عليها الحوثيون بعد اندلاع الحرب في قطاع غزة.

ولفت إلى قضية الناشطة الحقوقية، فاطمة العرولي، التي حكم عليها الحوثيون قبل أسبوعين بالإعدام بتهمة «التجسس». وكانت قوات الحوثي قد اعتقلت العرولي، لدى عودتها إلى البلاد قبل نحو عامين، ومن المتوقع أن ينفذ الحكم قريبا.

قالت المصادر إن العرولي اعتُقلت في 12 أغسطس 2022 عند نقطة تفتيش خاضعة لسيطرة الحوثيين في مديرية الحوبان في محافظة تعز بينما كانت في طريقها من عدن إلى صنعاء. وذكر محاميها إنها كانت قد عادت لتوها من زيارة والدتها في الإمارات، مكان مولدها ومقر إقامة عائلتها حاليا. اتصلت العرولي بشقيقها عند نقطة التفتيش لتخبره أن الحوثيين أوقفوها، وانقطعت أخبارها عن أسرتها حتى يناير 2023.

ومن بين المهددين بالإعدام قريبا، المراهق خالد عتيق صالح العوادي، الذي يبلغ حاليا من العمر 15 عامًا، وكان قد جرى اعتقاله قبل سنتين أيضًا.

عمليات اغتيال

وأضاف أن «الجماعة اغتالت العديد من الناشطين الإعلاميين»، مضيفًا: «لقد تعرضت شخصيا للعديد من التهديدات ومحاولات الاغتيال، لذا اضطررت للفرار إلى الحدود مع السعودية للعمل في منطقة عسكرية تعتبر أكثر أماناً من الداخل».

وفي سياق متصل، يقول الزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، براء شيبان، إن استيلاء الحوثيين على السلطة القضائية في اليمن «ساعد في تسهيل إطلاق الجولة الأخيرة من عمليات الإعدام».

وأمس الإثنين، كشف مصدر قضائي لـ«دويتشه فيلة» الألمانية أن محكمة تابعة للحوثيين قضت بإعدام 13 شخصا بتهمة المثلية، مؤكدًا أنه جرى القبض على 35 شخصا آخر بنفس التهمة، ويخضعون للمحاكمة حاليا.

هجمات البحر الأحمر

ومنذ 19 نوفمبر، ينفّذ الحوثيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب لارتباطها بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، دعمًا لقطاع غزة الذي يشهد عدوانًا من قوات الاحتلال.

وفي أعقابها، شنت القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة لهم في اليمن منذ 12 يناير الماضي. وينفذ الجيش الأميركي على حدة بين حين وآخر، ضربات على صواريخ يقول إنها معدة للإطلاق. وعلى خلفية الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة، قائلين إن مصالح البلدين أصبحت «أهدافًا مشروعة».

اقرأ أيضًا:

الحوثيون: لا نستهدف سوى السفن المرتبطة بإسرائيل

«نحن فعلناها».. الحوثيون يتبنون الهجوم على سفينتين في البحر الأحمر

مصادر يمنية: الحوثيون نشروا الأطفال المجندة على جبهات القتال خلال فترة الهدنة

أهم الأخبار