اعترافات مواطن بتلقي أموالا للتظاهر تثير الجدل حول أدوار المنظمات الإنسانية الغربية في السودان

اعترافات مواطن بتلقي أموالا للتظاهر تثير الجدل حول أدوار المنظمات الإنسانية الغربية في السودان
الأوضاع في السودان. الإنترنت
الكويت: «خليجيون»

نشر صحفي تابع لقناة «فبراير» الليبية أحد المقطع المصورة يظهر فيها مواطن سوادني يعترف بأنه تلقى أموالًا لفترات طويلة من مجلس اللاجئين النرويجي (NRC)، نظير الخروج بمظاهرات مناهضة لحكم العسكريين في السودان في الفترة التي أعقبت إطاحة عبد الفتاح البرهان الحكومة المدنية بقيادة عبد الله حمدوك في اكتوبر من عام 2021.

وفي الفيديو، يقول المواطن الذي رفض الكشف عن هويته، أنه تلقى مبالغ مالية تقدر ب 300 دولار أميركي نظير كل مهمة توكل إليه هو وعدد أخر من الذين كانوا يعملون لدى مجلس اللاجئين النرويجي في السودان، مضيفا بأن، «المهمات كانت مختلفة ولكن كانت تدور حول التظاهر والخروج للشوارع وعرقلة الاستقرار».

المنظمات الإنسانية في السودان

تعمل المنظمات الإنسانية والإغاثية بشكل مكثف في السودان منذ سنوات طويلة بسبب الصراعات والأزمات التي تشهدها البلاد حتى قبل سقوط نظام عمر البشير في 2019، ولطالما كانت هذه المنظمات أداة لتنفيذ أهداف سياسية غربية كحال جميع الدول التي تعمل فيها المنظمات الغربية تحت غطاء الإنسانية.

مر السودان بحالة من الضبابية بعد سقوط نظام عمر البشير، والذي استمر لقرابة الثلاثين عامًا من الحكم، حيث تقلد الجيش السوداني مقاليد الحكم فور سقوط النظام، ثم وبعد ضغوط محلية وغربية قام عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري أنداك بتعيين حكومة مدنية بقيادة عبد الله حمدوك، وبعد عامين قام بعزلها والعودة مرة أخرى للحكم العسكري بعد فشل الحكومة بتحقيق أي نتائج إيجابية بحسب ما قاله البرهان.

هذه الخطوة رفضتها الولايات المتحدة الأميركية في ذلك الوقت وبدأت بعد ذلك الاحتجاجات الشعبية لعودة المدنيين للحكم.

أميركا وتأجيج الصراع في السودان

استخدمت الولايات المتحدة الأميركية والحكومات الغربية كل الطرق الممكنة لتأجيج الصراع في السودان وعرقلة أي استقرار، لذلك كانت المنظمات الغربية «الإنسانية» تدفع الأموال للمواطنين وتحرضهم للخروج ضد حكومة البرهان.

يعتبر المجلس أحد المنظمات الإنسانية الدولية غير الحكومية، وله العديد من الفروع والمكاتب في الكثير من الدول الأفريقية والآسيوية، كما يُعنى بشكل خاص بشؤون اللاجئين والنازحين، وكان قد استأنف أنشطته بالسودان، في عام 2020، بعد انقطاع دام حوالي 10 أعوام، ولديه ما يقارب الـ 345 موظف محلي ودولي ينشطون في السودان بمجالات عدة أهمها: الأمن الغذائي، المأوى، التعليم والتحدث من أجل الحقوق، المعلومات والمشورة والمساعدة القانونية، والحماية من العنف، والمياه والصرف الصحي والنظافة.

ووفقاً لإدارة المجلس فإنه يتلقى تمويله من عدة منظمات وحكومات غربية وأميركية مثل المديرية العامة للمفوضية الأوروبية (DG INTPA)، ومكتب المساعدة الإنسانية للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (BHA)، ومكتب السكان بالخارجية الأمريكية والهجرة (PRM)، والخارجية الألمانية (FFO)، والبنك السويسري، والخارجية البريطانية.

إلى جانب ذلك، تعد الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، أحد أكبر الممولين للمجلس. وفقاً لتقريره السنوي لعام 2023 فقد تلقى من الوكالة الأميركية للتنمية لوحدها 3، 159، 914 دولار أمريكي.

مجلس اللاجئين النرويجي

ينشط مجلس اللاجئين النرويجي في عدة ولايات سودانية ويقدم مساعدات إنسانية وبرامج مدعومة في القضارف والخرطوم ودارفور وكردفان والنيل الأبيض، وكغيره من المنظمات الغربية «غير الربحية» فأنها تتلقى تمويلًا ضخماً من وكالة الاستخبارات الأميركية والوكالة الأميركية للتنمية مقابل تنفيذ عمليات التخابر والرصد وعمل دراسات اجتماعية في البلاد، وكذلك لزعزعة الاستقرار أو دعمه بناءً على أهداف ومصالح الغرب.

اقرأ أيضا:

بعد نجاحهم في السودان.. البرهان يسوّق لـ«المرتزقة الأوكران» في المنطقة

ما حقيقة طلب إيران إقامة قاعدة عسكرية في السودان؟

يتبع الغرب بعد ثورات الربيع العربي منهج واضح في استخدام حقوق الإنسان للبحث عن المكانة والنفوذ والأموال، حيث يمارس عدد كبير من المنظمات الدولية أعمال الدعاية السوداء وصناعة الأكاذيب والادعاء بمراقبة حقوق الإنسان للوصول الى نتائج استعمارية وللتدخل بشؤون دول ذات سيادة، دون أي اعتبار للقوانين والأعراف الدولية.

أهم الأخبار