وقف العدوان.. هل تحسم مأساة غزة الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

وقف العدوان.. هل تحسم مأساة غزة الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
بايدن وترامب.. ( الإنترنت)
القاهرة: «خليجيون»

رسميا بدأ أمس الثلاثاء السباق الفعلي إلى الرئاسة الأميركية، بعد إعلان فوز كل من الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب بترشيح حزبيهما لانتخابات الرئاسة في نوفمبر المقبل، في تجدد لمواجهة سابقة جمعتهما قبل أربع سنوات، وفي ثاني مشهد من نوعه بين رئيسين تنافسا في دورتين متتاليتين منذ نحو 70 عاما.

وكان بايدن بحاجة إلى أصوات 1968 مندوبا للفوز بالترشيح، وقالت شركة إديسون للأبحاث إنه تجاوز هذا الرقم مع بدء ظهور نتائج الانتخابات التمهيدية في جورجيا، قبل النتائج المتوقعة من مسيسيبي وولاية واشنطن وجزر ماريانا الشمالية والديمقراطيين الذين يعيشون في الخارج، وفق تقرير لوكالة الأنباء القطرية «قنا».

وبعد ساعات، حصد ترامب أصوات 1215 مندوبا المطلوبة لتأمين ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، إذ أجرت أربع ولايات انتخابات، بما فيها جورجيا التي يواجه فيها الرئيس السابق اتهامات جنائية بسبب مساعيه لإلغاء نتائج الولاية في اقتراع 2020.

ترامب يصدم المسلمين والعرب

في المقابل صدم ترامب المسلمين في أنحاء العالم بإعلان دعمه الصريح للحرب الإبادية الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأعرب المرشح الجمهوري المحتمل فى الانتخابات الأمريكية 2024 دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، عن دعمه للحرب التي تشنها دولة الاحتلال في قطاع غزة، في تصريح هو الأكثر وضوحا له حتى الآن بشأن القتال هناك، حسبما أفاد موقع الحرة.

وعندما سُئل ترامب خلال مقابلة على شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، إن كان يقف «في معسكر إسرائيل»، أجاب بـ«نعم»، وعاد محاوره ليسأله ما إذا كان «موافقا» على الطريقة التي تنفذ بها إسرائيل هجومها في غزة، فرد الرئيس السابق بالقول: «يجب عليك إنهاء المشكلة».

وكانت قد حضّت تحركات احتجاجية أمريكية الناخبين على عدم التصويت لبايدن في صناديق الاقتراع، بسبب دعمه لإسرائيل.

دعم الاحتلال نقطة ضعف بايدن

ورغم فوز جو بايدن في انتخابات ترشيح الحزب الديمقراطي بجميع الولايات تقريبا في يوم (الثلاثاء الكبير)، لكن تصويتا احتجاجيا لا يستهان به في ولاية مينيسوتا، وست ولايات أخرى بسبب دعمه للكيان الإسرائيلي أثار مرة أخرى تساؤلات مزعجة لحملته الانتخابية، حيث لم يمنع نجاحه في الانتخابات التمهيدية بولايات (ألاباما، أركنساس، كولورادو، أيوا، ماين، ماساتشوستس، نورث كارولينا، أوكلاهوما، تينيسي، تكساس، فيرجينيا، وفيرمونت) الأصوات الداخلية التي تطالبه بضرورة تدخله لوقف العدوان على غزة.

وبعد فرز ما يقرب من 90%من الأصوات المتوقعة في مينيسوتا، وضع 20% من الناخبين الديمقراطيين المشاركين في هذه الولاية علامة «غير ملتزم» أمام الاختيار لإظهار معارضتهم لدعم بايدن للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، كما ظهر اختيار «غير ملتزم» أيضا على بطاقات الاقتراع في انتخابات ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة في ست ولايات أخرى في يوم (الثلاثاء الكبير)، وهي ولايات ألاباما وكولورادو وأيوا وماساتشوستس ونورث كارولاينا وتنيسي.

ورغم أن جو بايدن حقق انتصارات في جميع الولايات الديمقراطية التي شهدت انتخابات، إلا أن النتائج الأولية أشارت إلى اضطرابات في قاعدة دعمه، خصوصا في ولايات حاسمة مثل مينيسوتا وميشيغان، من خلال ما أبداه دعاة خيار «غير ملتزم»، وهذا ما تخشاه حملة الرئيس بايدن عند انطلاق الاقتراع الأساسي نوفمبر المقبل.

استمالة المسلمين

وفي المقابل وبهدف التأثير على الناخبين الأمريكيين، خاصة المسلمين الذي ظلوا يشكلون على الدوام عماد حملاته الانتخابية السابقة، سلط جو بايدن الضوء مع بداية شهر رمضان على الأزمة الإنسانية في غزة، قائلا في بيان «بينما يجتمع المسلمون في جميع أنحاء العالم حول أيام وأسابيع الصيام، فإن معاناة الشعب الفلسطيني ستكون في مقدمة ذهن الكثيرين، إنها على رأس أولوياتي.. هذا العام، يأتي رمضان في لحظة من الألم الشديد، الحرب في غزة، وقد تسببت في معاناة رهيبة للشعب الفلسطيني، أكثر من 30 ألف فلسطيني قتلوا معظمهم مدنيون بينهم آلاف الأطفال، كما تعهد بايدن في البيان بأن إدارته مستمرة في العمل «دون توقف» للتوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار.

مواجهة مرتقبة

وتلوح في الأفق مواجهة محتملة بين جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بسبب الخلاف المتزايد بينهما حول الخطوط الحمراء في غزة، والذي أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تقيد المساعدات العسكرية إذا مضى الكيان الإسرائيلي قدما في اجتياح بري في جنوب القطاع.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن التوترات بين بايدن ونتنياهو أضافت زخما للمناقشات داخل الإدارة الأمريكية حول كيفية استخدام نفوذها لإقناع الكيان الإسرائيلي ببذل المزيد من الجهد لتسهيل وصول الإغاثة الإنسانية إلى غزة وتجنب وقوع المزيد من الخسائر الفادحة بين المدنيين الفلسطينيين في عدوانها على غزة.

وتشكل إمدادات الأسلحة الأمريكية أكبر مصدر لنفوذ بايدن، وقاوم بايدن استغلال هذا النفوذ، ولا يستبعد المسؤولون الأمريكيون احتمالية حدوث تحول في السياسة قد يشمل وضع شروط على المساعدات العسكرية إذا نفذت سلطات الاحتلال تهديدها باجتياح رفح في هجوم بري.

وسبق أن حذر موظفون في حملة إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن من خسارته للناخبين في الانتخابات المقبلة نتيجة موقفه من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وطالبوه بالدعوة لوقف لإطلاق النار، وقالوا إن المتطوعين من طاقم بايدن الرئاسي ينسحبون بأعداد كبيرة، وإن الأشخاص الذين صوتوا للحزب الديمقراطي لعقود يترددون هذه المرة.

وتبين المعلومات أن أكثر من ألف مسؤول في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وهي جزء من وزارة الخارجية، قد وقعوا نوفمبر الماضي على رسالة مفتوحة تحث إدارة بايدن على الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، كما نظم بعض الموظفين في الإدارة الأمريكية وقفة احتجاجية بالقرب من البيت الأبيض للمطالبة بوقف إطلاق النار في ديسمبر الماضي.

وبالرغم من أن بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعترفا بوجود خلافات بينهما حول الحرب في غزة وأهدافها، فإن الدعم العسكري الأمريكي لتل أبيب لا يزال مستمرا.

الطاقة والدفاع والأمن.. ملفات تعيد هيكلة العلاقات العراقية التركية.. ماذا حدث؟

الكونغرس الأميركي يستعد لوأد «الأونروا» بمنع التمويل نهائيا

أهم الأخبار