مجزرة التلامذة تكشف الوجه المفزع للحرب السودانية.. من فعلها؟

مجزرة التلامذة تكشف الوجه المفزع للحرب السودانية.. من فعلها؟
مناطق سيطرة الحركة الشعبية شمال ( الإنترنت)
القاهرة: «خليجيون»

اتخذت الحرب السودانية الدائرة في البلاد بين الجيش الظامي وقوات الدعم السريع المنشقة من ناحية وبين الجيش وما يسمى بقوات الجيش الشعبي من ناحية أخرى، بعدا أخر قاسيا باستهداف مبان حكومية ومقتل أطفال ومدنيين.

واتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو اليوم الأحد، الجيش السوداني وقطاع شمال، بقصف مدرسة بقرية في جبال النوبة بولاية جنوب كردفان بجنوب البلاد يوم الخميس الماضي مما أسفر عن مقتل 11 تلميذا واثنين من المعلمين.

وكشفت الحركة الشعبية في بيان «تفاجأ الجميع صباح يوم الخميس في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً بقصف مُباغت لسلاح الجو السُّوداني على قرية الهدرا بمقاطعة دلامي بجبال النوبة، حيث أسقطت عددا من البراميل المُتفجرة أدّت إلى استشهاد 11 تلميذا واثنين من المعلّمين».

بينما لم يصدر رد من الجيش السوداني حول حقيقة تورطه في قصف المدرسة.

أثار قصف جوي بالسودان ( الإنترنت)

فيما أكدت منظمات حقوقية مقتل 11 طفلاً واثنين من المعلمين، وإصابة 45 آخرين خلال قصف عشوائي بطيران الجيش السوداني استهدف مدرسة ابتدائية في منطقة هدرا بولاية جنوب كردفان، في حادثة وصفت بـ«المجزرة البشعة» وحصدت إدانات واسعة.

براميل متفجرة

وبحسب نشطاء في منظمات مدنية وحقوقية بالمنطقة تحدثت إليهم موقع (عاين) الإخباري فإن طائرة من طراز أنتنوف تتبع للجيش ألقت براميل متفجرة على مدرسة الهدرا الابتدائية صباح الخميس الماضي، وهي منطقة تقع جنوب شرق الكرقل، وتخضع لسيطرة الحركة الشعبية - شمال قيادة عبد العزيز الحلو، وأحالت الأطفال ومعلميهم إلى أشلاء.

وتدير الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو منطقة جبال النوبة، الواقعة على الحدود مع دولة جنوب السودان، بواسطة «الجيش الشعبي» وسلطة مدنية.

وقال بيان الحركة «القوات المسلحة السودانية إن أرادت حربا مع الجيش الشعبي فهي تعرف مكان معسكراته ومواقعه جيدا، ولا يوجد أي سبب لقصف مدرسة للأطفال الأبرياء».

ومنذ عدة أشهر، تدور معارك بين الحين والآخر بين الجيش السوداني و«الجيش الشعبي» بقيادة عبد العزيز الحلو في ولاية جنوب كردفان، تمكن على إثرها «الجيش الشعبي» من الاستيلاء على عدد من مقار الجيش السوداني في مدينتي كادوقلي والدلنج بالولاية.

سكان جنوب دارفور يستغيثون من الجوع

على هامش الحروب الطاحنة في البلاد والتي دفعت ملايين السكان لشفا المجاعة أطلقت قطاعات شعبية ورسمية في جنوب دارفور نداءات للمنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياة السكان بعد تفاقم الأوضاع الإنسانية جراء النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها بصورة جنونية بسبب توقف الإمدادات الإغاثية إلى دارفور لعدة أشهر.

وكشفت لقطات خاصة بالخدمة التلفزيونية لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) الصيدليات القليلة التي تعمل في مدينة نيالا وهي شبه خالية من الأدوية والمستلزمات الطبية خصوصا الأدوية المنقذة للحياة، وأدوية الطوارئ والأمراض المزمنة، مع انعدام المستلزمات الخاصة بإجراء العمليات الجراحية.

وقال الطبيب إبراهيم القونى «ما في تطعيمات من بداية الحرب في شهر أبريل 2023، وحتى الآن كل الأطفال الذين ولدوا في هذه الفترة لم يجدوا تطعيمات، وفي أدوية كثيرة منقذة للحياة أيضا ليست متوفرة، وكذلك أدوية الأمراض المستوطنة في البلد ما متوفرة، وأدوية الحالات الطارئة غير متوفرة».

وكانت وسائل إعلام أفادت أن الجيش السوداني منع دخول المساعدات من حدود تشاد إلى دارفور التي مزقتها الحرب، وهي خطوة ندّدت بها واشنطن ومنظمات إغاثة.

مأساة إنسانية

وتشكّل منطقة دارفور الشاسعة، المتاخمة لتشاد، واحدة من أكثر مناطق السودان تضررا منذ بدء الحرب قبل نحو11 شهرا، حيث توقف مركز غسيل الكلى الوحيد الذي كان يعمل في مدينة نيالا لتنقطع خدماته التي كان يقدمها لمئات المرضى الذين اضطر بعضهم للنزوح إلى خارج المدينة فيما ظل البعض لمواجهة المصير المحتوم في ظل توقف شبه كامل لجميع المستشفيات والمراكز الصحية العاملة في المدينة.

وفق مصادر في العمل التطوعي «مدينة نيالا عانت كثيرا بسبب الحرب نقصا في الجانب الصحي، علماً بأن المستشفيات في مدينة نيالا كانت متوقفة طوال فترة الحرب، ولكن في الأونة الأخيرة بعد سقوط القيادة قامت «مبادرة القندول» بإعادة مستشفى نيالا والجانب الصحي جزئياً عبر مستشفى نيالا، لكن بقية المراكز الصحية والمستشفيات متوقفة تماماً حتى الآن، نناشد كل المنظمات الإقليمية والدولية بالتدخل العاجل لإنقاذ المرضى بمدينة نيالا».

واعتبر مفوض العون الإنساني المكلف بولاية جنوب دارفور يحيى إبراهيم الدقيل أن قرار الموافقة على إيصال المساعدات الإنسانية لدارفور يمثل بشرى لسكان الإقليم المنهك بالأزمات الإنسانية، مناشداً في الوقت نفسه المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياة المواطنين.

وأعلنت الحكومة السودانية مطلع مارس الحالي لأول مرة، عن موافقتها على إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود مع تشاد، بعد أن كانت تتمسك بإغلاق مسار المساعدات الإنسانية من تشاد المتهمة من السلطات السودانية بمساعدة قوات الدعم السريع.

حذر يخيم على البورصات الخليجية قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي

إيران تتحدى العقوبات الأميركية بسلسلة عقود نفطية

أهم الأخبار