خليجيون| 4 مسارات خليجية في حرب غزة.. و«التطبيع» أبرز الخاسرين

خليجيون| 4 مسارات خليجية في حرب غزة.. و«التطبيع» أبرز الخاسرين
محمد بن زايد ومحمد بن سلمان في لقاء سابق. أرشيفية
القاهرة: «خليجيون»

سلطت دراسة أميركية الضوء على 4 مسارات تنتهجها دول مجلس التعاون الخليجي في التعامل الدبلوماسي والإنساني مع حرب الإبادة على قطاع غزة التي دخلت شهرها السابع، وسط حديث عن ضغوط مارستها الإمارات والسعودية لوقف الحرب وتخفيف وطأة الأزمة الإنسانية في القطاع.

الدراسة التي أعدها «معهد دول الخليج العربية في واشنطن»، واطلعت عليها «خليجيون» رأت أن دول مجلس التعاون تواجه الحرب على غزة عبر «المساعي الدبلوماسية الخاصة والمناورات وراء الكواليس، وصولًا إلى الانتقاد العلني لإسرائيل، والجهود المكثفة لتمويل وتقديم المساعدات لقطاع غزة»».

ويرجح نائب الرئيس التنفيذي لمعهد دول الخليج العربية في واشنطن، السفير وليام رويبوك، معد الدراسة، أن تواجه الجهود الرامية لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع باقي دول الخليج «أضرار جسيمة أيضًا»، خصوصا مع تزايد الضغط الدولي الهائل لتفادي المجاعة الوشيكة في قطاع غزة، ومع إصرار إسرائيل الشديد على المضي قدمًا في عملية رفح العسكرية.

ويعيش قطاع غزة حتى اللحظة على وقع الغارات الجوية والقصف، في وقت وافقت إسرائيل على إرسال وفد إلى واشنطن لبحث الهجوم البري الذي تعد له على رفح. وفي ظل الأزمة الإنسانية الكارثية الناجمة عن الحصار وتدمير البنية التحتية في القطاع البالغ عدد سكانه 2، 4 مليون نسمة، تكرر الأمم المتحدة أن المجاعة «أقرب أن تكون حقيقة واقعة في شمال غزة"، محذرة من إن النظام الصحي ينهار "بسبب استمرار الأعمال العدائية والقيود المفروضة على الوصول» إلى مختلف المناطق.

السعودية وعبء التطبيع

وتلفت الدراسة الأميركية إلى إنضمام كل من الإماراتيين والسعوديين إلى آخرين في إدانة إسرائيل بشدة لفتحها النار في أوائل مارس على الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون تسلم المساعدات الغذائية، مما أسفر عن استشهاد أكثر من مئة شخص، وفقًا لوزارة الصحة في قطاع غزة.

واستندت دراسة «معهد دول الخليج العربية» إلى مقال للمفكر والكاتب السعودي هشام الغنام شكك في قيمة تطبيع العلاقات، إذ ووفق الدراسة «أصر في 25 فبراير، على موقع (المجلة) الإخباري المملوك للسعودية، على أن إسرائيل أصبحت (عبئًا أخلاقيًا) على من يتعامل معها.

لقراءة نص مقال الكاتب السعودي هشام الغنام «ما الذي تعلّمه العالم والعرب من حرب غزة؟» انقر هنا

وتساءل الغنام «عما إذا كان السلام مع إسرائيل مرغوبًا فيه بعد الآن، في ضوء الفظائع التي ارتكبتها في قطاع غزة، والهيمنة العسكرية على العرب التي تسعى إسرائيل لإظهارها. وأشار الغنام بصراحة إلى السياسة السعودية في عدة نقاط»، مستشهدا بولي العهد السعودي محمد بن سلمان بصورة صريحة، منوهًا بأنه «يعكس وجهات نظر سعودية رفيعة المستوى».

ويقول السفير وليام رويبوك «مارس السعوديون ضغوطًا لفظية وفعلية للتراجع عن المحادثات المتعلقة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وشددوا على المطالب التي تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية».

كذلك بسلط «معهد دول الخليج العربية» الضوء على الجانب الإنساني في التعاطي الخليجي مع مشهد حرب غزة، إذ يشير إلى «تعاون الإماراتيين والمصريين منذ فبراير على توصيل الإمدادات الغذائية إلى قطاع غزة جوًا. وتمويل شحنة بحرية من قبرص بلغ وزنها 200 طن من الإمدادات الغذائية رتبتها منظمة المطبخ المركزي العالمي، وهي منظمة اغاثية إسبانية يقودها الطاهي الشهير خوسيه أندريس».

ضغوط إماراتية على أميركا

وتستند الدراسة الأميركية إلى تقارير لم توضح هويتها حول «دور إماراتي في الضغط على الولايات المتحدة لأخذ زمام المبادرة في بناء مرفأ عائم لتفريغ المساعدات الإنسانية القادمة لقطاع غزة».

وفي وقت سابق هذا الشهر، أعلنت الولايات المتحدة عن مشروع بناء ميناء عائم موقت قبالة سواحل غزة لإيصال المساعدات إلى سكان القطاع المتضورين جوعا بسبب الحرب والحصار الإسرائيلي.

ويشير «معهد دول الخليج العربية» إلى تهديدات إماراتية (غير مؤكدة) بوقف الجسر التجاري البري إلى إسرائيل الذي يمر عبر السعودية والأردن، والذي جرى إنشاؤه بعد أن أوقفت هجمات الحوثيين معظم حركة الشحن في البحر الأحمر، إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وحسب تقارير إعلامية، استند إليها الدبلوماسي الأميركي السابق، فقد رفض الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان الاتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ السابع من أكتوبر «في سياق ضغوط غير مباشرة تهدف على ما يبدو إلى تعميق عزلة الزعيم الإسرائيلي»، كما كان «هناك انتقاد رسمي لاذع للإجراءات الإسرائيلية في قطاع غزة، بما في ذلك من قبل سفيرة الإمارات لدى الأمم المتحدة، لانا نسيبة».

بل وأشار الباحث إلى السماح لقائد شرطة دبي ضاحي خلفان، وإن تحدث بصفته الشخصية، «بِحثّ القادة العرب على إعادة النظر في كيفية التعامل مع إسرائيل.

ورقة النفط الخليجي

على صعيد الضغوط الاقتصادية، يستدل الباحث الأميركي بانسحاب شركة النفط الوطنية الإماراتية «أدنوك» وشريكتها «بريتيش بتروليوم» في 13 مارس، من صفقة غاز بقيمة ملياري دولار كان من المفترض أن تقام مع شركة «نيوميد»، أكبر منتج وطني للغاز في إسرائيل.

ويذهب السفير وليام رويبوك إلى القول إن «الإماراتيين يستخدمون الإشارات الإيجابية لتذكير الإسرائيليين بفوائد التطبيع مع الإمارات، بما في ذلك السفارة الإسرائيلية المفتوحة في أبوظبي، واستمرار الرحلات الجوية المباشرة، والسماح لوزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي في فبرايربحضور اجتماع لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي، أول زيارة على المستوى الوزاري منذ السابع من أكتوبر».

وأخيرا ترصد الدراسة الصادرة عن «معهد دول الخليج العربية في واشنطن» دور القطريين في «استضافة مفاوضات غير مباشرة مرتبطة بإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين. وقد استأنف الطرفان، بما في ذلك الفريق الإسرائيلي بقيادة الموساد، جهودهما في 17 مارس في الدوحة، على أن تواصل الفرق الفنية المحادثات بعد أيام».

اقرأ المزيد:

معبر رفح في مباحثات أمنية بين مصر وإسرائيل

البرادعي ينتقد حوارات العرب في التواصل الاجتماعي.. ماذا قال؟

200 شاحنة غذاء وقود تدخل غزة

.

أهم الأخبار