الإمارات تؤكد حقها في دفع خطر الإرهاب من تهديد أراضيها

الإمارات تؤكد حقها في دفع خطر الإرهاب من تهديد أراضيها
أمل شعبان

شددت دولة الإمارات على حقها في دفع العدوان والدفاع عن النفس وعن سيادتها وأراضيها بموجب القانون الدولي.

وأوضحت أن ما تقوم به الجماعات الإرهابية من اعتداءات لن يمر بدون رد شـامل، وأن دولة الإمارات تملك الحق القانوني والأخلاقي لمنع خطر الإرهاب من تهديد أراضيها ومكتسباتها وردع مرتكبيه.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها خليفة شاهين المرر، وزير دولة، خلال الدورة العادية الـ 157 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، التي عقدت في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في القاهرة.

وأشار المرر - الذي ترأس وفد الدولة- في كلمته خلال الاجتماع إلى أن دولة الإمارات تعرضت لاعتداءات إرهابية آثمة من قبل جماعة الحوثيين الإرهابية استهدفت المناطق والأعيان المدنية وأدت إلى وقوع ضحايا مدنيين وخسـائر عينية، وبالمثل استمرت الهجمات الإرهابية الحوثية على الأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية.

وأضاف أنه تم استخدام أعداد كبيرة من الصـواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة في هذا العدوان الحوثي. وشدّد على أنّ يقظة واستعداد قواتنا المسلحة وحرفيتها العالية في التصدي لهذه المحاولات أفشلت وقوع عمليات إرهابية واسعة النطاق تستهدف إيقاع ضحايا من مختلف الجنسيات المقيمة في دولة الإمارات التي تبلغ أكثر من 200 جنسية، حيث يقيم في دولة الإمارات أكثر من مليونين من مواطني الدول العربية الشقيقة.

وقال: "نعرب عن عميق شكرنا للدول العربية الشقيقة لموقفها المتضامن معنا ولصـدور القرار رقم 8725 بالإجماع عن الدورة غير العادية لمجلس الجامعة في 23 يناير 2022، فإننا نؤكد مرة أخرى أن ما قامت وتقوم به ميليشيات الحوثي الإرهابية من اعتداءات يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتهديداً للسلم والأمن الإقليمي والدولي، وهي أعمال إرهابية آثمة ترتكبها جماعة إرهابية، وهذا ما أكد عليه البيان الصـادر بالإجماع عن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وما تضمنه القرار رقم 2624 /2022/ الصـادر يوم 28 فبراير الذي وصف الجماعة في نص الفقرة العاملة رقم 1 بأنها "جماعة الحوثيين الإرهابية" وأدرجها ككيان على قائمة حظر السـلاح، بموجب الفقرة العاملة رقم 5.

كما نوه إلى أن دولة الإمارات تؤكد على حقها في دفع العدوان والدفاع عن النفس وعن سيادتها وأراضيها بموجب القانون الدولي، وأن ما تقوم به الجماعات الإرهابية من اعتداءات لن يمر بدون رد شـامل، وأن دولة الإمارات تملك الحق القانوني والأخلاقي لمنع خطر الإرهاب من تهديد أراضيها ومكتسباتها وردع مرتكبيه.

وأكد في كلمته أن دولة الإمارات تملك القدرة الوافية لحماية سكانها والمقيمين على أراضيها ليعيشوا في أمن وأمان وحرية من أي إرهاب آثم.

ولفت إلى أنه ما كان للميليشيات الإرهابية أن تستمر في عدوانها وجرائمها وتعنّتها ورفضها للحلول السلمية للأزمة اليمنية لولا التدفق المستمر للأسلحة الإيرانية عليها، في انتهاك صريح لقرارات مجلس الأمن الدولي، ولولا عدم مبالاة وتخاذل المجتمع الدولي في اتخاذ موقف حاسم من استمرار هذه الجماعات الإرهابية في غيها.

وأكد على أهمية الاستمرار في مطالبة كافة دول العالم بتصـنيف الحوثيين ككيان إرهابي وإدراجهم على قوائم المنظمات الإرهابية، كما أكد معاليه على أن هذا التصنيف لا يتعارض مع استمرار تقديم العون الإنساني للشعب اليمني، وبالمثل لا يتعارض مع سعينا للعمل على الوصـول إلى وقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي للصراع في اليمن.

وأضاف المرر أنه في وقت يشتد فيه القلق والتوتر جراء الوضع في أوكرانيا، لا بد من التأكيد على إعطاء الأولوية لحماية المدنيين، واحترام جميع الأطراف للقانون الإنساني الدولي، وتغليب عوامل السلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي

وأشار إلى أنه من واقع مسؤولية دولة الإمارات كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وكرئيس للمجلس عن شـهر مارس 2022، ستبذل كل الجهود الهادفة إلى توقف الأعمال العدائية وخفض التصعيد والعودة إلى الحوار والمفاوضات للوصول إلى حل سلمي لهذا الصراع، تنفيذاً للدبلوماسية وتجنباً لمزيد من الاستقطاب والتوتر، إيماناً منا بأن المسؤولية المشتركة لجميع الأطراف في وقت الأزمات هي البحث عن الوسائل والطرق الأكثر نجاحاً في تأمين الحلول السلمية، وإيجاد بيئة مستقرة للأمن الإقليمي والدولي، انطلاقاً من حق جميع الدول التمتع بالأمن والسـيادة والاستقلال وسلامة أراضيها الإقليمية.

ولفت إلى أن التوترات القائمة على المستوى الدولي يتوجب أن لا تنسينا أهمية تعزيز الموقف العربي والعمل العربي المشترك للدفع بحلول سياسية لأزمات المنطقة العربية المستمرة.

كما أكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تجدد دعوة إيران إلى الرد الإيجابي على مبادراتنا ودعواتنا المتكررة للحل السلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسـى من خلال المفاوضـات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

وجدّد تأكيد دولة الإمارات على موقفها الثابت في دعم قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين، ودعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع بعملية السلام وصـولاً إلى تحقيق سـلام عادل وشامل.

وفي الشأن اليمني، أكد على الدور المحوري للمملكة العربية السعودية، وعلى أهمية تحقيق وقف شامل لإطلاق النار والعودة لمحادثات السلام بين الأطراف اليمنية، انطلاقاً من مبادرة السلام المقدمة من المملكة العربية السعودية وبالاستناد إلى المرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبالأخص القرار 2216.

كما أكد على تحميل ميليشيات الحوثي الإرهابية وداعميها مسؤولية استمرار الحرب، ما يستوجب من المجتمع الدولي اتخاذ موقفٍ حازم وممارسة ضغطٍ أكيد على جماعة الحوثيين الإرهابية يجبرها على الانصياع لمتطلبات السلام وإنهاء معاناة الشعب اليمني الشقيق.

وفيما يخص الأزمة السورية، أشار إلى أهمية إيجاد دور عربي فاعل في جهود الحل السياسي، ومساعدة سـوريا في العودة إلى محيطها العربي، ورفض التدخلات الإقليمية في الساحة السورية.

وفيما يتعلق بالشأن الليبي، شدد المرر على أن دولة الإمارات تؤمن إيماناً راسخاً بأن الحلول السياسية والدبلوماسية هي الطريق الأمثل والوحيد الكفيل بإنهاء الصراع في ليبيا، بما يحافظ على ما تحقق من انجازات، وبما يحقق تطلعات الشعب الليبي في بناء مستقبل آمن ومزدهر.

وفي الشأن العراقي جدد دعم دولة الإمارات لكافة الجهود المعنية بتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار للعراق ولشعبه، وفي مواجهة التدخلات الأجنبية في شؤونه الداخلية ومحاولات النيل من سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، كما أشار إلى ترحيب دولة الإمارات بإنهاء عمل لجنة الأمم المتحدة للتعويضات المترتبة على جمهورية العراق من غزو دولة الكويت في العام 1990.

وأعرب عن أمله أن يتم مواصلة البناء على مثل هذه الخطوات الإيجابية لإنهاء كافة المسائل العالقة بين الأشقاء في دولة الكويت وجمهورية العراق.

وجدد المرر في كلمته دعم دولة الإمارات كافة الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في السـودان وإلى إنجاح المرحلة الانتقالية وتحقيق التنمية والازدهار والنهوض بالاحتياجات الملحة للشعب السوداني الشقيق، وتجاوز التحديات التي يواجهها في تحقيق تطلعاته.

كما استكمل: "نتطلع إلى استكمال الحكومة في الصومال العملية الانتخابية بسلام ونجاح، بما يمكن الشعب الصومالي الشقيق من تجاوز التحديات والالتفات إلى تحقيق الأمن والتنمية والاستقرار ومحاربة الإرهاب".

وقال إن دولة الإمارات تؤكد على منهجها الثابت في مواصلة العمل من أجل تحقيق السلام، ونشر ثقافة التسامح والاعتدال والتعايش بين الشعوب، ونبذ العنف والتطرف والكراهية، وتغليب لغة الحوار والعقل والدبلوماسية والحلول السياسية بين الدول، وبناء جسـور التواصـل والتفاهم تحقيقاً للاستقرار والازدهار في المنطقة.

وتم خلال الاجتماع استعراض القضايا والموضوعات المطروحة على جدول أعمال الدورة 157 لمجلس الجامعة وتبادل وجهات النظر بشأنها بهدف بلورة موقف توافقي إزاءها. وتطرق الوزراء المشاركون إلى التطورات والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والقضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.

أهم الأخبار