اكتئاب الخريف خطر موسمي يهدد ملايين البشر كل عام

اكتئاب الخريف خطر موسمي يهدد ملايين البشر كل عام
نهى سلطان

يرحب الجميع بانتهاء فصل الصيف بحرارته المرتفعة، ويتغزلون في فصل الخريف لدرجة أن البعض يطلق عليه "سيد الفصول" وهو قد بدأ بالفعل اليوم الجمعة فصل الخريف، ويستمر 89 يوما و20 ساعة و 44 دقيقة.. لكن هذا الفصل يأتي بالعبء النفسي على ملايين البشر حول العالم، وهم مرضى "الاكتئاب الموسمي العاطفي " أو "اكتئاب الخريف " حسبما يسميه البعض، وطبقا لتقرير نشر فى موقع web md، فإن الاكتئاب الموسمى يؤثر على 11 مليون شخص في الولايات المتحدة كل عام.

الاكتئاب الموسمي يعد نوعا من أنواع الاكتئاب المرتبط بتغير الفصول خلال السنة، ويبدأ هذا النوع من الاكتئاب في الوقت ذاته من كل سنة، وفي معظم الأحيان تكون البداية في فصل الخريف لتستمر لفصل الشتاء، ويطلق على هذه الحالة اكتئاب الخريف.

وهناك أسباب عدة وآراء مختلفة حول الإصابة باكتئاب الخريف، إذ يعتقد بعض العلماء بأن الجسم يعمل على إفراز هرمونات معينة في أوقات محددة من كل سنة، بحيث ينتج عن هذه الهرمونات تغيرات نفسية، مثل: الشعور بالاكتئاب.

وهناك نظرية أخرى ترجح أن السبب يعود إلى قلة التعرض لضوء الشمس أثناء فصلي الخريف والشتاء، مما يجعل الجسم يفرز «هرمون السيروتونين» بنسبة أقل، إذ يعد «السيروتونين» الهرمون الرئيسي المسئول عن ربط مسارات الخلايا المسئولة عن التحكم بالمزاج، وعند وجود أي خلل في المسارات التي تنقل السيالات العصبية في الدماغ يحدث تغير في المزاج، وتظهر أعراض الاكتئاب والتعب، وزيادة الوزن، وعادة ما يبدأ اكتئاب الخريف في أعمار صغيرة، وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الاكتئاب.

ويعاني الأشخاص المصابون باكتئاب الخريف بأعراض طفيفة، ولكن يعاني البعض الآخر من أعراض اكتئاب حادة تؤثر على علاقاتهم الاجتماعية ووظائفهم.

والجدير بالذكر أن اكتئاب الخريف يعد أقل شيوعًا في الدول مشمسة المناخ، على عكس الدول التي لا تظهر فيها أشعة الشمس إلا ما ندر.

يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن ما يعرف بالاكتئاب الموسمي الدوري والذي يحدث في فترة تغيير الفصول ويزداد في الفترة ما بين فصل الخريف والشتاء، وأن ما يحدث هو "تباين الحالة المزاجية" ما بين الليل والنهار، وذلك بمعنى يمكن أن يزيد الاكتئاب صباحا و يقل بالتدريج مساء، ويمكن أن يحدث العكس.

وأوضح فرويز، أعراض الاكتئاب الموسمي تتمثل في: فقدان الشغف، اضطرابات في النوم" النوم لفترات طويلة، أو النوم لفترات قصيرة، عدم الرغبة في الحركة، سيطرة الأفكار الانتحارية طبقا لشدة الحالة.

ولكي نتغلب على الاكتئاب الموسمي، نوّه فرويز، بزيارة للطبيب النفسي، وإعطاء أدوية اكتئاب، و مثبتات مزاجية، ومضادات زهام مع مضادات اكتئاب.

من جانبها وصفت الدكتورة مروة شعير، الباحثة في معهد تكنولوجيا علوم الأغذية، هذه الحالة، قائلة: إنه اكتئاب الخريف كما حذرنا منه علي بن أبي طالب، فاحرصوا على قراءة القرآن، موضحة: «كتير من العلماء رجح إن السبب هو قله التعرض للشمس من الخريف مرورا بالشتاء، وبالتالي نقص السيرتونيين، ومن ثم الإحساس بالاكتئاب، لأنه هو المسؤول عن السعادة والتحكم بالمزاج، والبعض الآخر قال تغير الجو يؤثر على بعض هرمونات الجسم، ومن ثم الشعور بالاكتئاب.

وأشارت الدكتورة مروة شعير، إلى أن الاكتئاب الموسمي يصيب أغلب الناس، وأبرز أعراضه تتمثل في الرغبة في النوم لساعات طويلة على مدار اليوم، وعدم القدرة على أداء الأعمال المعتادة، واضطراب المزاج الحاد، وسرعة الانفعال، وأحيانا الشعور بالذنب.

علاج اكتئاب الخريف

وعن كيفية الوقاية والعلاج، أوضحت الباحثة في معهد تكنولوجيا علوم الأغذية، أن النصيحة الأساسية «المشي والمشي والمشى، إذا أن الرياضة في العموم تعمل على مساعدة الشخص على التخلص من القلق والغضب فقط، كما أنها تحمي الإنسان من زيادة الوزن والعزلة في أثناء تقلب المواسم، كما يعد الخروج من المنزل للاستمتاع بالطبيعة وأداء النشاطات المختلفة مفيد للتخلص من هذه الحالة.

أهم الأخبار