لماذا لا تتحول سفارات الكويت إلى أكاديمية إعداد كوادر وطنية شابة؟

لماذا لا تتحول سفارات الكويت إلى أكاديمية إعداد كوادر وطنية شابة؟
بقلم: دكتور - يوسف العميري

منذ عقود طويلة، والكويت بلد جاذب لملايين البشر من مختلف بلدان العالم، الباحثين عن مستقبل أفضل وفرص عمل تؤمن لهم ولأسرهم حياة أفضل.

ولا عجب في ذلك فالكويت تتميز بالعديد من المزايا الاقتصادية والاجتماعية التي تجعلها مقصداً مثالياً للعمل والاستقرار.

من بين المزايا التي تجعل الكويت مقصداً للعمل والاستقرار: اقتصاد قوي ومتنوع، يعتمد على النفط والغاز والصناعات الأخرى. نظام تعليمي متطور، يضم العديد من الجامعات والمدارس الدولية. بيئة عمل محفزة ومتطورة، توفر فرص عمل عديدة في مختلف المجالات. نظام صحي متطور ومتكامل يوفر الرعاية الصحية لجميع المواطنين والمقيمين. مستوى عيش مرتفع، يتميز بالأمن والاستقرار والرفاهية.

وإضافة إلى ذلك، فإن الكويت تحرص على توفير الفرص الوظيفية للكويتيين والمقيمين على حد سواء، وتتميز بمعاملة حسنة وإنصاف للعمالة الوافدة، مما يجعلها مقصداً مثالياً للباحثين عن فرص العمل والاستقرار في المنطقة.

وبالطبع نحن نرحب دوما بإخواننا العرب وكذلك إخواننا من آسيا، فأكثرية المقيمين في الكويت من مصر وسوريا والهند وبنغلاديش والفلبين، فيما يتصدر المصريون الوافدين في سوق العمل بـ 447.8 ألفاً.. يليهم الهنود بـ 429.2 ألفاً، حسب أحدث الإحصاءات الصادرة عن هيئة المعلومات المدنية العام الماضي.

ولا شك في أن كل هؤلاء أضافوا وشكلوا فارقا وقدموا للمجتمع الكويتي الكثير والكثير مقابل ما منحتهم الدولة من فرص عمل وحياة ورعاية صحية واجتماعية وخلاف ذلك.

لكن ذلك كله لا ينفي حقيقة مهمة للغاية، وهي حاجتنا إلى «تكويت» الكثير من الوظائف خصوصا في القطاعات المهمة والحساسة، التي تستدعي خلق كوادر كويتية في قطاعات مثل الخارجية، وأخص بالذكر سفاراتنا وبعثاتنا الدبلوماسية حول العالم.

فمنذ سنوات، ومع عديد الرحلات التي قمت بها في كثير من بلدان العالم، لاحظت أن كثيرا من الوظائف في السفارات والقنصليات الكويتية لا يشغلها كويتيون، رغم أهمية وحساسية الأمر.. في الوقت الذي تجد فيه العكس بالنسبة لمعظم دول العالم، حيث تحرص كل دولة على منح مختلف الوظائف في سفاراتها - حتى غير الدبلوماسية - لمواطنيها، بغرض تدريبهم وتنمية مهاراتهم من أجل تكوين كوادر شابة يمكنها قيادة المستقبل.

وعليه أقترح أن نمنح شبابنا الفرصة للعمل في مختلف سفاراتنا وقنصلياتنا خارج الديار، وبدلا من أن يبقى الشاب عقب تخرجه في الكويت بلا عمل حقيقيا يقوم به، فليبعث إلى سفارة وطنه لخدمة بلده ولكي يحصل على الخبرات اللازمة التي تؤهله ليكون كادرا مؤهلا.

وأظن أن الأمر لن يكون مكلفا، فالراتب الذي سيحصل عليه هذا الشاب الكويتي سيكون مساويا لراتبه داخل الكويت، وربما مع بعض الحوافز البسيطة وهي في كل الأحوال لن تزيد عن رواتب غير الكويتيين في هذه السفارات.

ومجددا، هذه ليست دعوة لعدم الاعتماد على غير الكويتيين في الوظائف والأعمال المختلفة، لكنها دعوة لبناء كوادر جديدة في بعض التخصصات والمجالات التي تتطلب ذلك.

أهم الأخبار