تصعيد أم تمثيل..

«خليجيون» خاص| «مآرب أخرى» وراء التصعيد بين إسرائيل وإيران

«خليجيون» خاص| «مآرب أخرى» وراء التصعيد بين إسرائيل وإيران
جندي يقف قرب تابوت وهمي بعلم إسرائيل في طهران
القاهرة: نصر عبد المنعم

تتسع حدود التصعيد بين إسرائيل وإيران، على وقع استمرار عدوان الاحتلال على قطاع غزة، ما ينذر باتساع مساحة التوتر في الشرق الأوسط، في حين يدفع البعض بأن «مآرب أخرى» وراء التصعيد بين سلطات الاحتلال والجمهورية الإسلامية.

صراع يراه الخبير الاستراتيجي المصري اللواء عادل العمدة متعمدا لفك رقبة نتنياهو من الحساب مع الداخل الإسرائيلي ومحاولة لإخماد الثورة ضده داخلياً بفتح جبهات جديدة وصرف الأنظار من ناحية أخرى عما يحدث في غزة.

ووجه جيش الاحتلال ضربة قوية لإيران السبت بقتل 5 من عناصر الحرس الثوري في هجمة صاروخية بمكان تواجدهم في الداخل السوري، ما استدعي تهديد الرئيس الإيراني بالرد على الضربة الإسرائيلية في سوريا.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تعهد بمعاقبة إسرائيل على الضربة التي نفذتها السبت، وأسفرت عن مقتل خمسة من الحرس الثوري الإيراني في سوريا.

في المقابل، يرى الخبير الاستراتيجي اللواء عادل العمدة في اتصال لـ«خليجيون» أن إيران بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبًا لإسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة، في ظل رغبة الأخيرة إنقاذ رئيس وزراء الاحتلال وإعطاء دولة الكيان فرصة للانتقام حتى لو خارج الحدود، مستبعدًا أي رغبة أميركية في وقف العدوان على غزة بالوقت الحالي.

ونقلت وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية عن رئيسي قوله في بيان إن «الجمهورية الإسلامية لن تترك جرائم النظام الصهيوني تمر دون رد»، منددًا بالهجوم.

من ناحيته، استبعد على رجب المتخصص في الشأن الإيراني انزلاق الصراع لمواجهة مباشرة أو تصعيد، مقللاً من تهديدات الرئيس الإيراني في هذا الشأن، لافتا إلى أن لدى إيران مشكلات داخلية كبيرة على رأسها الأزمة الاقتصادية وملفها النووي والنجاة من أي تورط عميق في الأزمات الحالية، مستشهدا بتهديدات إيرانية سابقة لم تنفذ.

وقال بيان للحرس الثوري إن محمد أمين صمدي «استشهد بعد أن كان من بين جرحى الجريمة الإرهابية الصهيونية التي وقعت اليوم في دمشق». ووردت أنباء عن مقتل أربعة آخرين من أعضاء الحرس الثوري في وقت سابق من يوم السبت.

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ذكرت وسائل إعلام رسمية أن وزارة الخارجية الإيرانية نددت بالهجوم الإسرائيلي الذي أدى إلى مقتل أربعة من أفراد الحرس الثوري الإيراني، ووصفته بأنه «محاولة يائسة لنشر عدم الاستقرار في المنطقة».

فيما يعتقد العمدة أن ما يحدث في المنطقة يهدف في النهاية مصر باعتبارها الجائزة الكبرى، وأن ما يجري يضرها أكثر من غيرها، خاصةً في الملف الاقتصادي وضرب أهم مصدرين للعملة، وهما قناة السويس والسياحة.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني قوله «إيران.. تحتفظ بحقها في الرد على الإرهاب المنظم للنظام الصهيوني الزائف في الوقت والمكان المناسبين». كما حث الدول الأجنبية والمنظمات الدولية على التنديد بالهجوم.

حق يراه خبير الشأن الإيراني مقيدًا بأولويات إيرانية أخرى تستبعد الدخول في أي صراع مباشر في المنطقة أو التورط في تحدي المجتمع الدولي بشكل صريح ودفع فاتورة الصراع الدائر في غزة، مضيفا أن إيران لن تحتمل عقدًا آخر من العقوبات الأميركية والغربية القاسية، والتي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد والاستثمار، وهو ما يفسر هدوء سياسة طهران تجاه عواصم الخليج في الشهور الأخيرة.

أذرع إيران في المنطقة

وترتبط جماعات في ثلاث دول عربية مع إيران، هي جماعة الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان والسلطات في سوريا، لذلك خاطب ديفيد كاميرون وزير خارجية بريطانيا إيران حينما طلب منها وقف هجمات الحوثيين على السفن.، وفق رويترز. وهذا ما يؤهلها لأن تكون طرفا قويا في معادلة الشرق الأوسط وورقة ضغط في أي مفاوضات قادمة على مصير المنطقة ومصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفق الخبير في الشأن الإيراني.

وتتهم الولايات المتحدة الأميركية إيران صراحة بدعم الحوثي في اليمن، وقال الجيش الأميركي على موقع «إكس إن قوات القيادة المركزية الأميركية نفذت يوم الجمعة ضربات ضد صواريخ حوثية مضادة للسفن كانت موجهة نحو جنوب البحر الأحمر.

وكتبت القيادة المركزية على موقع «إكس»: «رصدت القوات الأمريكية الصواريخ من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن وخلصت إلى أنها تمثل تهديدا وشيكا للسفن التجارية وسفن البحرية الأمريكية في المنطقة. وبالتالي قصفت القوات الأمريكية الصواريخ ودمرتها دفاعا عن النفس».

اعتراف إيراني بدعم الحوثي

ورغم تجنب إيران اعترافها الرسمي بدعم الحوثيين كشفت أربعة مصادر إقليمية ومصدران إيرانيان أن قادة من الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبنانية موجودون في اليمن، للمساعدة في توجيه هجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر والإشراف عليها.

وذكرت المصادر الإقليمية الأربعة أن إيران، التي سلحت ودربت ومولت الحوثيين، كثفت إمداداتها من الأسلحة للجماعة في أعقاب اندلاع الحرب في غزة، بعد أن هاجمت حركة حماس المدعومة من إيران إسرائيل في السابع من أكتوبر، بحسب وكالة «رويترز».

مسيّرات وصواريخ كروز

وأضافت المصادر أن طهران قدمت طائرات مسيرة متطورة وصواريخ كروز مضادة للسفن وصواريخ باليستية يمكنها إصابة أهدافها بدقة وصواريخ متوسطة المدى للحوثيين الذين بدأوا استهداف السفن التجارية في نوفمبر تضامنا مع الفلسطينيين في غزة.

وقالت جميع المصادر إن قادة ومستشارين من الحرس الثوري الإيراني يقدمون أيضا دعما من الخبرة والبيانات والمعلومات الاستخباراتية لتحديد أي من عشرات السفن التي تمر عبر البحر الأحمر يوميا تتجه إلى إسرائيل وتشكل أهدافا للحوثيين.

ونفى ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرارا في مؤتمرات صحافية أسبوعية ضلوع طهران في هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. كما نفى محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين أي ضلوع لإيران أو حزب الله في المساعدة على توجيه الهجمات في البحر الأحمر.

وقال عبد السلام إن هدف الجماعة يتمثل في استهداف السفن الإسرائيلية المتجهة إلى إسرائيل من دون التسبب في أي خسائر بشرية أو أضرار مادية كبيرة. وأضاف أن الغارات الأميركية والبريطانية على اليمن لن تجبر الجماعة على التراجع.

كذلك أضاف «لا ننكر أن لدينا علاقة مع إيران وأننا استفدنا من التجربة الإيرانية في ما له علاقة بالتصنيع والبنية التحتية العسكرية البحرية والجوية وما غير ذلك.. .لكن القرار الذي اتخذه اليمن هو قرار مستقل لا علاقة له بأي طرف آخر».

لكن مسؤولا أمنيا مقربا من إيران قال «الحوثيون لديهم طائرات مسيرة وصواريخ وكل ما يحتاجون إليه في قتالهم إسرائيل، لكنهم كانوا بحاجة إلى التوجيه والمشورة بخصوص طرق الشحن والسفن، لذلك قدمت لهم إيران ذلك».

إيران تعلن اغتيال «الحاج صادق» قائد فيلق القدس في سوريا

«خليجيون»| الفشل يتربص بخطة سلام أوروبية بين إسرائيل والفلسطينيين

أهم الأخبار