من طرد السفير الصهيوني إلى الرد العسكري.. سيناريوهات تفاقم الأزمة المصرية الإسرائيلية قبل اجتياح رفح

من طرد السفير الصهيوني إلى الرد العسكري.. سيناريوهات تفاقم الأزمة المصرية الإسرائيلية قبل اجتياح رفح
جنود مصريون في سيناء.(ارشيفية)
القاهرة: أحمد كامل

تزامنا مع استعداد الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ هجوم على مدينة رفح الفلسطينية، سلطت منصات إعلامية مصرية الضوء على حالة غضب داخل الأوساط المحلية، والتي تشير إلى أزمة تلوح في الأفق بشأن مستقبل العلاقة المصرية الإسرائيلية.

وظهر الأمر جليا عبر تصريحات رسمية وشعبية تداولتها تلك المنصات أمس، والتي تضمنت دعوات تطالب بطرد السفير الإسرائيلي فضلا عن أحاديث حول استعداد الجيش المصري على الحدود مع رفح.

ونقلت وكالة الأنباء البريطانية رويترز عن مسؤولين أمنيين لم تذكر اسمهما، عن إرسال القاهرة نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سيناء في الأسبوعين الماضيين، تزامنا مع اقترات الزحف الإسرائيلي نحو رفح.

أدخنة متصاعدة جراء قصف إسرائيلي في مدينة رفح
أدخنة متصاعدة جراء قصف إسرائيلي في مدينة رفح

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية قد نقلت عن دبلوماسي غربي كبير في القاهرة، قوله إن المسؤولين المصريين حثوا نظراءهم الغربيين على إبلاغ إسرائيل بأنهم يعتبرون أي تحرك لإجبار سكان غزة على العبور إلى سيناء بمثابة انتهاك من شأنه أن يعلق فعليا اتفاقية السلام.

مصر: لدينا أوراق نستخدمها

على رأس مؤشرات التوتر هو التعليق الرسمي الذي أدلى به السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إذ أكد تأزم الوضع في رفح جراء الكارثة الإنسانية محذرًا من أن «أي عمليات قصف واسعة النطاق تنذر بتفجر الموقف وسيناريوهات عديدة تستعد الدولة المصرية لمواجهة أي منها».

إذ قال أبوزيد خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «الحكاية»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب عبر فضائية «MBC مصر»، مساء الاثنين: «لو طرحت الدولة موقفًا ستعبر عنه بشكل رسمي، لا شك أن مصر لديها من الأرواق التي تستخدمها وتلوح بها بالشكل والأسلوب المناسب، في ظل متابعة الوضع والتطورات على الأرض».

ولفت إلى أن «هناك توتر في العلاقات المصرية الإسرائيلية بلا شك، هل تتصور أن قتل 28 ألفًا، وإعاقة دخول المساعدات، يعني أن الأمور على خير ما يرام؟! أي قارئ للبيانات المصرية أقل ما يصل إليه من تحليل هو أن مصر غير راضية بأي شكل من الأشكال عما يحدث».

السفير احمد أبو زيد
السفير احمد أبو زيد

مصر لن تقبل المساس بأمنها

وفي نفس الليلة تحدث رئيس الهئة العامة المصرية للاستعلامات ضياء رشوان، والذي لم يستبعد طرد السفير الإسرائيلي، مؤكدًا أن بلاده لن تقبل أيّ مساسٍ بأمنها القومي أو أراضيها، أو أيّ محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.

وقال خلال تصريحات لبرنامج «كلمة أخيرة» عبر شاشة «ON E»، مساء الإثنين، إن الردّ المصري «لن يكتفي على إجراءات رمزية، مثل سحب أو طرد السفراء، إذا تعرّض الأمن القومي المصري أو الأراضي المصرية للتهديد أو تصفية القضية الفلسطينية».

وتابع: «مصر لديها من الوسائل ما يمكنها من الدفاع عن أمنها، ولا أظن أن الإجراءات الرمزية بكل أنواعها مثل طرد السفير مستبعدة، لكن الإجراءات الفعلية وصلت إلى إسرائيل ووصلت إلى من يوصلون إليها بما يمكن أن يترتب عليه أي تحرك».

ضياء رشوان
ضياء رشوان

دعوات لطرد السفير الإسرائيلي

وعلى فضائية مصرية ثالثة، خرج رئيس كتلة الحوار المصري، الدكتور باسل عادل، رئيس ومؤسس كتلة الحوار، داعيا إلى «طرد السفير الإسرائيلي والبعثة الدبلوماسية واستدعاء البعثة الدبلوماسية المصرية من إسرائيل»، كما طالب بتعليق معاهدة السلام.

وأضاف خلال تصريحات عبر شاشة «CBC»، مساء الإثنين، «كلنا نساند موقف الدولة وجيشنا العظيم ونثق به كل الثقة، وأنا مطمئن تماما التشكيلات العسكرية جاهزة جدا على الحدود وبالقرب من الجدار الفاصل، وموقفنا في غاية الشرف وحدودنا هي قدس الأقداس».

الجيش المصري سيرد بكل قوة جسارة

وعبر نفس الفضائية حذر عضو البرلمان المصري مصطفى بكري، الاحتلال الإسرائيلي من «مغبة المساس بأمن مصر القومي ومحاولات جر مصر والجيش المصري»، مؤكدًا أن «الجيش المصري سيرد بكل قوة جسارة دفاعًا عن أمنه القومي في حال المساس أو الاستهانة بالحدود المصرية، وستجد إسرائيل أن كل السيناريوهات مفتوحة».

وتوقع بكري أن «إسرائيل سوف تحرص تماما على تفادي الاحتكاك مع الجيش المصري، وأن مخطط التهجير الذي تسعى إليه إسرائيل ستوقفه أمريكا في اللحظة الأخيرة، لأنها أول من سيدفع ثمن توسعة الحرب».

مصطفى بكري عضو البرلمان المصري
مصطفى بكري عضو البرلمان المصري

تحذير أممي

وكان مفوض الأمم المتحدة السامى لحقوق الإنسان فولكر تورك قد حذر اليوم الثلاثاء، من «أي توغل إسرائيلي في رفح» معتبرًا «ذلك الزحف سيكون مرعبا نظرا لإمكانية تعرض عدد كبير للغاية من المدنيين، ومعظمهم من الأطفال والنساء، للقتل والإصابة».

وقال المسؤول الأممي ـ بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة ـ إن نحو 1.5 مليون فلسطيني مكتظون في مدينة رفح الفلسطينية، بلا مكان آخر يفرون إليه».

و رغم تحذيرات المجتمع الدولي ودول عربية من تداعيات العدوان على مدينة رفح الفلسطينية، إلا أن جيش الاحتلال نفذ سلسلة غارات إجرامية أسفرت عن استشهاد 52 فلسطينيًّا، استهدفت منازل ومساجد.

ويتخوف البعض أن تكون إسرائيل قد بدأت هجومها البري على رفح، رغم مزاعم الاحتلال أن الغارات انتهت، إذ تُشكّل المدينة الواقعة على حدود مصر، الملاذ الأخير للفلسطينيّين النازحين من العدوان الإسرائيلي المستمرّ في أماكن أخرى من قطاع غزّة في إطار الحرب المستمرّة ضد المدنيين في غزة منذ أربعة أشهر.

إقرأ المزيد

خليجيون| بين العقيدة والترويض.. أسباب أخرى لاجتياح رفح

«سيناء أو الموت».. مسؤول فلسطيني يعري نوايا إسرائيل تجاه سكان رفح

غارات الإجرام الإسرائيلي تتحدى العالم في رفح (فيديو)

أهم الأخبار