«خليجيون»| محاولات فاشلة لغسل وجه بايدن من جرائم إسرائيل

«خليجيون»| محاولات فاشلة لغسل وجه بايدن من جرائم إسرائيل
بايدن يلقي خطاب في الكونجرس ( الإنترنت)
القاهرة: نصر عبد المنعم

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية يحاول الرئيس بايدن تحسين صورته لدى الناخب المسلم في الولايات المتحدة، خاصة مع تدهور شعبية حزبه الديمقراطي إثر الدعم الأميركي الواضح لإسرائيل في حربها الوحشية على قطاع غزة.

حاولت الإدارة الأميركية تمرير هدنة في شهر رمضان تُحسب لإدارته، لكن مساعيه باءت بالفشل، مع الشروط الإسرائيلية التعجيزية، لكن بايدن سوَّق لفكرة جديدة لدعم غزة عن طريق مدها بالمساعدات الإنسانية عبر إنشاء ممر عائم على سواحل غزة لاستقبال سفن المساعدات بعد تفتيشها في قبرص، لكن حتى هذه الخطوة قوبلت بالشك والريبة في نواياها والغرض منها.

إصرار إدارة بايدن على إظهار اهتمامها بتخفيف حدة معاناة عن سكان غزة في شهر رمضان، تراه الدكتورة نهي بكر الخبيرة في السياسة الأميركية محاولة فقط لتبيض صفحة الإدارة الأميركية وتبرأة ساحتها من مجازر إسرائيل بحق المدنين.

وتضيف بكر في اتصال لـ «خليجيون» أنه مع وحشية ما يحدث في غزة وتطور الرقمنة والسوشيال ميديا، أصبحت الشعوب ترى بنفسها، ما يؤدي لمزيد من الضغوط على الحكومات التي تساعد في هذه المجزرة، وفي القلب منها إدارة بايدن التي حاولت التنصل من المسؤولية الأخلاقية عن طريق مبادرات وتصريحات لتهدئة الرأي العام الأميركي والفئة المتأرجحة تحديدا في الولايات الانتخابية، خاصة مع تقدم مؤشرات ترامب وشبح عودته.

عدد المسلمين في أميركا

حسب إحصائية صدرت عام 2022، يبلغ عدد المسلمين في أميركا حوالي 3.5 مليون مسلم، وهم بذلك يمثلون نحو 1.2% من سكان الولايات المتحدة. فيما يحتفل العالم الإسلامي وأكثر من 1.9 مليار مسلم بحلول شهر رمضان، بدأت طقوس استقبال شهر الصوم تمتد إلى دول غربية في أوروبا وأمريكا.

وشهدت لندن إضاءة شارع كوفيتري وهو أحد أهم شوارع العاصمة البريطانية، الرابط بين ميدان بيكاديللي وميدان ليستر سكوير بأضواء رمضان بمبادرة من العمدة صادق خان، لتكون المدينة أول مدينة أوروبية تشهد عرضًا ضوئيًا بهذا الحجم، ولتشهد كما قال السياسي البريطاني الباسكتاني الأصل على قيم التنوع في عاصمة المملكة المتحدة.

مظاهرات عالمية

وتشهد العديد من المدن العالمية مظاهرات حاشدة ومنددة بالمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، فضلا عن الحصار والتجويع الذي يمارسه جيش الاحتلال.

واستدعت الخبيرة في الشأن الأميركي للذاكرة حادث الجندي آرون بوشنل، والذي هز المجتمع الأميركي والغربي، وزاد من الغضب تجاه إدارة بايدن والذي يسعي لتقديم نفسه على أنه مناصر لحقوق الفلسطينيين من خلال تقديم المساعدات الإنسانية ودعوات وقف إطلاق النار، وأخيرا التفكير في فرض قيود على استخدام إسرائيل للسلاح الأميركي.

الجندي الأميركي آرون بوشنل احتج بطريقته أمام بعثة دبلوماسية إسرائيلية في الولايات المتحدة، رفضًا لما وصفه بنفسه «الإبادة الجماعية للفلسطينيين»، وأقدم على إحراق نفسه في بث مباشر وهو يهتف «الحرية لفلسطين» ليموت بعدها متأثرا بإصابته.

وساهمت الاحتجاجات الشعبية والضغوطات في الغرب على تغيُّر نبرة الخطاب والسياسة في عديد من دول أوروبا بشأن دعمها للحرب على غزة، وتحولت لتقديم المساعدات والتخفيف من دعم إسرائيل مع سقوط نحو 31 ألف شهيد فلسطيني أغلبهم من الأطفال والنساء.

ونظم الديمقراطي بايدن ومنافسه الجمهوري ترامب مؤتمرات انتخابية في ولاية جورجيا في أول مواجهة بينهما قبل الانتخابات العامة، وهي أول مناسبة انتخابية هذا العام يوجد فيها المرشحان في الوقت نفسه بولاية جورجيا.

غضب منتظر في العالم الإسلامي

الدكتورة سارة جميل، أستاذ علم الاجتماع، توقعت أن تنطلق الاحتجاجات في العالم الإسلامي مع استمرار القصف الإسرائيلي الوحشي على المدنيين في غزة، ولم تستبعد أن تغلف هذه الاحتجاجات ببعض أعمال العنف وهو ما يثير قلق الأوربيين والأميركيين.

وتقول جميل في اتصال لـ «خليجيون» إن العالم الإسلامي وعلى الأقل الشعوب ستشعر بإحساس بالذنب مع احتفالاتهم في رمضان وممارسة الشعائر الدينية في وقت يقتل اخوتهم المسلمين في غزة بدم بارد وأن أجواء الشهر الكريم توقظ الحمية الدينية، كما توقعت أن تمتد التظاهرات للمدن الغربية ذات الكثافة الإسلامية.

وتستبعد الخبيرة في الشأن الأميركي لجوء إسرائيل إلى تخفيف ضرباتها على المدنيين في غزة، مذكرة بتاريخ الجيش الإسرائيلي واعتداءاته المتكررة على دور العبادة والمصلين في الأوقات العادية.

اقرأ أيضًا:

خليجيون| حماس تلمح لتخليها عن حكم غزة.. أين المصير؟

رمضان في غزة.. فرحة مكسورة وجوع إجباري وصلوات على حافة الخوف

أهم الأخبار