سعر الدولار في لبنان.. استقرار وهمي أم «الليرة بتحكي»؟

سعر الدولار في لبنان.. استقرار وهمي أم «الليرة بتحكي»؟
الليرة اللبنانية مقابل الدولار (الإنترنت)
القاهرة: «خليجيون»

واصل سعر الدولار استقراره اليوم مقابل الليرة اللبنانية، خلال تعاملات الثلاثاء 12 مارس 2024، بينما لا تزال الليرة اللبنانية تُعد أسوأ العملات أداءً في 2024.

فيما ينظر اللبنانيون إلى إقرار مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2024، على أنه مدخل توحيد سعر صرف الليرة مقابل الدولار، والتخلص من الأسعار الثلاثة الموجودة بالحد الأدنى لصرف الليرة، وهي: السعر الرسمي، ومنصة صيرفة، والسوق السوداء (الموازية).

اللبنانيون اعتادوا مشهد انهيار الليرة

قالت الخبيرة الاقتصادية والمالية اللبنانية راشيل متى إن اللبنانيين «اعتادوا على مشهد تدهور الليرة اللبنانية و لم يعد سعر صرف الدولار أساس الحِسبة بعد شبه التثبيت الذي شهدته الليرة في الفترة الأخيرة»، معتبرة أن استقرار الليرة اللبنانية حالياً وهميا ووقتيا، إذ لا يعتمد على أُسس متينة و إصلاحاتٍ ثابتة و دائمة تعيد الثقة إلى هيكلية الاقتصاد، وفق «ليبأكونيمي».

الدولرة في لبنان

وأوضحت أنه «بعد ان فرضت الدولرة نفسها على مختلف القطاعات الاقتصادية، كالطبابة والاستشفاء والمحروقات، و اتخذت وزارة الاقتصاد قرارات بالتسعير و إضافة رسوم جمركية بالدولار الأميركي. كما تضمن مشروع موازنة 2024 بنوداً تجيز للحكومة اقتطاع بعض الرسوم والضرائب بالدولار الأميركي، وليس بالعملة الوطنية، لم يعد تصنيف بلومبرغ ذا أهمية كبيرة، بل هو فقط إشارة تذكيرية لمشهد التدهور الذي شهده لبنان منذ عام 2019. فبات معيار حياة اللبناني على مدى توفر الدولار الأميركي و قدرته على تحصيله».

مصرف لبنان المركزي (الإنترنت)
مصرف لبنان المركزي (الإنترنت)

وأضافت متى أن «بعض قرارات مصرف لبنان ساهمت في استقرار الليرة اللبنانية ليستقر السعر على 89، 500 ليرة للدولار الواحد منذ أواخر تموز الماضي، و منها قرار وقف العمل بمنصة صيرفة، بعد ان لعبت دوراً اساسياً في تشجيع المضاربة عندما استُخدمت لتأمين بعض المكاسب. كما ساهم قرار وقف تمويل الدولة وعدم صرف أي مبالغ إضافية من الاحتياط الإلزامي إضافة إلى تحديد طبع الليرة اللبنانية في عدم تسريع التضخم و الحدّ منه».

هدف مصرف لبنان الحفاظ على استقرار سعر الصرف

وأشارت ة إلى أن هدف مصرف لبنان هو الحفاظ على استقرار سعر الصرف إلى حين البدء بالإصلاحات الأساسية في هيكلة الاقتصاد اللبناني و تمهيداً لإطلاق منصة بلومبرغ والتي كان مصرف لبنان ينوي إطلاقها في أواخر العام الماضي.

من جانبه، حذر محمد فحيلي، خبير في المخاطر المصرفية والباحث في الاقتصاد، من تحول الليرة إلى سلعة يتم التداول بها وخسارتها كلياً لدورها كأداة للتداول أو للادخار، مما يهدد بعودة لبنان إلى أيام ما قبل الأزمة حيث كانت «الليرة بتحكي»، وفق تصريحات تلفزيونية.

شروط استعادة كرامة الليرة

يرى فحيلي أن إعادة تكوين كرامة الليرة اللبنانية تتطلب إطلاق عجلة ترميم الثقة بين النظام المالي (مصرف لبنان والمصارف التجارية) والمجتمع اللبناني. ويؤكد أن المشكلة تكمن في أداء السلطة وتمنعها عن تصويب أدائها والمساهمة في إنقاذ الاقتصاد الوطني.

عوامل تؤثر على سعر الدولار

وأشار فحيلي إلى أن الضغط على السيولة بالدولار الأميركي، ووفرة الليرة اللبنانية المتداولة، هي أعراض باقية لعجز الدولة.

المال هو المشكلة الرئيسية

وأكد فحيلي أن لبنان يعاني من مشكلة واحدة فقط، وهي النظام السياسي الذي تسبب في فقدان الثقة في النظام المالي. ويضيف أن الطريق إلى الانتعاش الاقتصادي طويل، بينما سيكون الطريق إلى استعادة القيمة الحقيقية لأموالنا أطول بكثير.

غياب الإصلاحات الحكومية

ورأى فحيلي أن الإجراءات الحكومية أو غيابها هما السبب الجذري لكل مرض يعاني منه لبنان. ويقول أنه كان من الممكن تجنب الأزمة المالية لو تم تطبيق بعض الإصلاحات.

اقرأ أيضا:

تقلبات حادة في سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية اليوم الثلاثاء 20 فبراير 2024

أسعار الدولار اليوم في لبنان مقابل الليرة

البنك المركزي: 15 ألف ليرة

السوق السوداء: 89.000 ألف ليرة للشراء و90.000 ألف ليرة للبيع

الصرافين: متماشيًا مع السوق السوداء

أهم الأخبار