عملية عسكرية تركية عراقية مشتركة.. متى وأين وضد من؟

عملية عسكرية تركية عراقية مشتركة.. متى وأين وضد من؟
الحدود التركية العراقية ( الإنترنت)
القاهرة: «خليجيون»

تمر العلاقات التركية العراقية بمرحلة جديدة للتعاون على أنقاض خلافات شديدة وتوترات سابقة واتهامات بهتك السيادة الوطنية.، ووصل حد الحديث بين الجانبين على شن عملية عسكرية على معاقل حزب العمال الكردستاني.

عملية مشتركة

وتطور التعاون إلى حد أن أبلغ مسؤول في الحكومة العراقية وكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم الخميس بأن تركيا طلبت العراق المشاركة في عملية عسكرية موسعة داخل الأراضي العراقية تعتزم إطلاقها هذا الربيع لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة والذي تصنفه جماعة إرهابية.

وقال المسؤول الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن اسمه نظرا لحساسية المسألة «وزيرا خارجية ودفاع تركيا أبلغا الجانب العراقي خلال اجتماعهم اليوم بأن أنقرة أكملت تحضيراتها لشن عملية عسكرية موسعة هذا الربيع داخل الأراضي العراقية لمطاردة (مقاتلي) حزب العمال الكردستاني وبعمق قد يتجاوز 40 كيلو مترا».

توتر قديم في العلاقات

ومرت العلاقات بين الجارتين في السنوات الماضية بفترات توتر عميقة، إذ كثفت أنقرة عملياتها عبر الحدود ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني المتمركزين في المناطق الجبلية بشمال العراق. وقال العراق إن العمليات تنتهك سيادته، لكن أنقرة تقول إنها يجب أن تحمي نفسها وحذرت من توغل جديد.

ويختلف الجانبان أيضا بشأن استئناف صادرات النفط من خط أنابيب النفط الخام الذي يمتد من العراق عبر تركيا والذي تقول أنقرة إنه جاهز للعمل لكن بغداد لم تستأنف عملياته بعد.

الحوار أولا

وبعد توتر كان سيد الموقف بين البلدين خلال الأسابيع القليلة الماضية، شدد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في لقاء مع وزير الدفاع التركي يشار غولر في فبراير الماضي، على أن حل الأزمات يكون بالحوار وليس بخرق سيادة الدول وإضرار مواطنيها، في إشارة منه إلى الضربات التركية الأخيرة على مواقع لحزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية والتي استفزت بغداد إلى حد كبير.

وذكرت الرئاسة العراقية في بيان وقتها أن رشيد أكد خلال لقائه مع غولر، الذي يزور العراق، على ضرورة حل المشاكل الحدودية والملفات الأمنية بين البلدين عبر التعاون والتشاور والتنسيق المتبادل، وتشكيل لجان أمنية من الجانبين لتحديد المشكلة ووضع الحلول اللازمة لها.

تمهيد سياسي

في الإطار التطور النوعي في العلاقات أعلنت وزارة الخارجية العراقية أن وزير الخارجية فؤاد حسين استقبل وفدا برئاسة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس المخابرات إبراهيم كالين في بغداد لعقد قمة أمنية يحضرها أيضا وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي ووزير داخلية إقليم كردستان بابير أحمد ورئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض.

وأضاف المصدر «الجانب التركي قدم شرحا عن تفاصيل العملية العسكرية وطلب مشاركة القوات العراقية في العملية بما في ذلك الحشد الشعبي الذي يفرض سيطرته على مناطق من بلدة سنجار حتى الحدود السورية حيث ينتشر عناصر حزب العمال الكردستاني، إضافة إلى قوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان».

وتابع قائلا «الوفد التركي ناقش أيضا إمكانية تنفيذ اتفاق سنجار الأمني الذي توصلت إليه الحكومة العراقية مع إقليم كردستان في 2020».

اتفاق سنجار

ويتضمن اتفاق تطبيع الأوضاع في سنجار الموقع بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان في أكتوبر 2020 خلال ولاية رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي محاور إدارية وأمنية وأخرى خاصة بإعادة الإعمار، ما يمنح الحزب الديمقراطي الكردستاني نفوذا واسعا في المنطقة الممتدة حتى الحدود السورية، ويمكنه من كبح جماح حزب العمال الكردستاني الذي يعتبر سنجار منطقة انطلاق عملياته داخل أراضي تركيا وسوريا.

وقال الخبير الأمني جبار ياور، الأمين العام لوزارة البيشمركة، لوكالة أنباء العالم العربي «القوات التركية تستعد إلى عملية عسكرية واسعة ستطلقها قريبا وتستمر حتى الصيف لفرض ما أسمته الطوق الأمني بعمق 40 كيلومترا وعلى طول الحدود مع العراق».

وأضاف «منذ منتصف الأسبوع الجاري اندلعت اشتباكات بين القوات التركية ومجموعات من حزب العمال في قرى تابعة لقضاء العمادية في محافظة دهوك وعلى جبل متين، مما أرغم الأهالي على النزوح من أكثر من 200 قرية».

ويؤكد خبراء أمنيون أن حزب العمال الكردستاني ليس لديه مقرات أو معسكرات على الأرض وينتشر في مخابئ مسلحة، إضافة إلى امتدادهم على الشريط الحدودي مع إيران، وهي مناطق نائية ولا تتحرك فيها السيارات مما يصعب عملية السيطرة عليها.

ولدى تركيا عشرات المواقع العسكرية في الأراضي العراقية، ودأبت على شن غارات جوية بطائرات حربية وطائرات مُسيرة على أهداف للحزب الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.

وتابع ياور «الجيش التركي أكمل خلال الفترة الماضية، فتح طرق وقام بجهد هندسي كبير على الأرض لاستدامة مجهوده الحربي بدلا من استخدام الطائرات في الدعم اللوجستي. وزارة الدفاع التركية تعترف علنا بوجود 87 (تمركزا) داخل الأراضي العراقية بين معسكر ونقاط استطلاع ومراقبة ثابتة».

وبحسب إحصاءات قيادة العمليات المشركة التابعة للقائد العام للقوات المسلحة العراقية، نفذت القوات التركية 540 عملية داخل العراق خلال العام 2023 فقط، وجميعها دون إذن الحكومة العراقية.

وتتهم تركيا حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وهي تنظيمات كردية تضم أكرادا من العراق وسوريا وتركيا تقاتل تنظيم داعش في شمال شرق سوريا بدعم من القوات الأميركية. وتقول تركيا إن قوات سوريا الديمقراطية تدعم عمليات حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي التركية.

وحمل حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية، السلاح ضد تركيا في 1984.

وكان الصراع يدور سابقا في المناطق الريفية بجنوب شرق تركيا، لكنه يتركز الآن في إقليم كردستان بشمال العراق الذي يتخذه مقاتلو حزب العمال الكردستاني مقرا لهم.

وساطة عمانية بين أميركا وإيران.. الأمم المتحدة تعلق

رسميا.. أبو مازن يكلف محمد مصطفي بتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة

أهم الأخبار