انطلاق انتخابات الثأر في تركيا

انطلاق انتخابات الثأر في تركيا
مكاتب الاقتراع في تركيا (الإنترنت)
القاهرة: «خليجيون»

فتحت مراكز الاقتراع التركية أبوابها، لاستقبال 61 مليون ناخب، يختارون رؤساء بلدياتهم، في انتخابات تشكل اختبارًا حاسمًا للرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يسعى للثأر من الهزيمة التي مني بها في انتخابات 2019، عنجما خسر اسطنبول.

وأولى أردوغان أهمية منقطعة النظير لهذه الانتخابات، وعقد جولات مكوكية في أنحاء البلاد، دعمًا لمرشحي حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه، وعقد مؤتمرات انتخابية مكثفة.

أردوغان يسعى لرد الإهانة

ويسعى أردوغان عبر هذه الانتخابات الثأر للإهانة التي تعرض لها بهزيمة حزبه عام 2019 أمام رئيس البلدية المنتهية ولايته أكرم إمام أوغلو، في العاصمة الاقتصادية للبلاد أحد أبرز معاقل حزبه.

النقطة الجوهرية في انتخابات اسطنبول تحديدًا، تتمثل في أن إعادة انتخاب أكرم إمام أوغلو، يعني أن ذلك يُكسبه نقاطًا في الانتخابات الرئاسية لعام 2028.

يدرك أردوغان أهمية المدينة جيدًا، حبق استبق الانتخابات وعقد أمس السبت ثلاثة تجمعات انتخابية في إسطنبول، التي يصفها بأنها "الجوهرة، الكنز" وكان رئيس بلديتها في التسعينات، قبل أن يصبح رئيسا لتركيا.

أردوغان وإمام أوغلو.. مواجهة مكررة

وتحدث الرئيس التركي مجددًا عن «أوجه القصور» لدى إمام أوغلو الذي وصفه بأنه شخص طموح لا يكترث كثيرًا لمدينته و«رئيس بلدية بدوام جزئي» مهووس بالرئاسة. وقال قبل توجهه للصلاة في مسجد آيا صوفيا «أُهملت إسطنبول على مدى السنوات الخمس الماضية. نحن نسعى لإنقاذها من كارثة».

ورغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم طفيف لرئيس البلدية المنتهية ولايته، فإن ذلك لا يعني أن فوزه محسوم أو شبه محسوم في الانتخابات البلدية، لا سيّما أنّ فوز إردوغان في الانتخابات الرئاسية في مايو جاء مخالفا للتوقعات.

تشتت المعارضة التركية

وفي الأثناء تبقى المعارضة مشتتة في انتخابات 2024، خلافًا للانتخابات البلدية التي أجريت عام 2019. لم يتمكن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، من الحصول على دعم الأحزاب الأخرى، سواء في إسطنبول لصالح إمام أوغلو أو في أي مدينة أخرى في تركيا.

كما يخوض حزب الشعوب الديموقراطي الموالي للأكراد، الانتخابات البلدية بمفرده مجازفًا بالخسارة أمام الحزب الحاكم المهدد هو نفسه في بعض المناطق بحزب ينيدن رفاه (الرفاه الجديد) الإسلامي.

من جهته، أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، السبت، فيما كان يقوم بجولة في مدينة إزمير الواقعة في غرب البلاد والتي يتوقع أن تبقى بيد المعارضة مثل العاصمة أنقرة «سنحقق غدا انتصارا عظيما لن يكون هزيمة لأحد (.. .) ففي النهاية، تركيا هي التي ستنتصر».

وفي إسطنبول، حرص إمام أوغلو على التحدث فقط عن قضايا محلية معددا الإنجازات التي حققها والتي سيحققها. وفي بلد يواجه تضخما نسبته 67% على أساس سنوي وانهيارا في عملته (من 19 إلى 31 ليرة مقابل الدولار في عام)، قد يميل الناخبون إلى إعطاء الأفضلية لمعارضي أردوغان.

وبالنسبة إلى المراقبين، سيكون لنسبة المشاركة التي عادة ما تكون مرتفعة، دور حاسم لا سيما في إسطنبول إذا تحرّك الناخبون بأعداد أقل لدعم إمام أوغلو.

في المدن الكبرى، سيختار الناخبون رؤساء بلدياتهم وكذلك أعضاء المجالس البلدية ورؤساء بلديات المناطق والمخاتير.

اقرأ أيضًا:

الغلاء يفسد بهجة رمضان في تركيا

تركيا تثبت سعر الفائدة عند 45%

أهم الأخبار