خبير يكشف الأرقام الحقيقية للمياه «المحجوبة» خلف سد النهضة.. هل ينفد صبر مصر؟

خبير يكشف الأرقام الحقيقية للمياه «المحجوبة» خلف سد النهضة.. هل ينفد صبر مصر؟
سد النهضة. (أرشيفية)
القاهرة: «خليجيون»

كشف الدكتور عباس شراقي الخبير المائي المصري، أن إجمالى التخزين فى سد النهضة خلال السنوات الأربع الماضية بلغ 41 مليار متر مكعب، في وقت تجمدت فيه مفاوضات السد بين إثيوبيا ودولتي المصب السودان ومصر.

وأضاف شراقي والذي يشغل رئيس قسم الموارد المائية بكلية الدراسات الأفريقية، على حسابه الخاص في «فيسبوك» أن إثيوبيا فتحت بوابتى التصريف فى 31 أكتوبر، 8 نوفمبر 2023، بتصريف يومى حوالى 70 مليون م3، وتم تجفيف الممر الأوسط فى منتصف نوفمبر 2023 للبدء فى الأعمال الهندسية لتعلية الممر الأوسط استعدادًا للتخزين الخامس فى الصيف القادم.

ولفت الخبير المائي أن إثيوبيا أغلقت بوابتى التصريف فى 27 يناير 2024، وأصبح المصدر الوحيد لمرور المياه هو تشغيل التوربينين المنخفضين رقمى 9 و 10 الذين انتظما نسبيا فى التشغيل عن أى فترة سابقة بتصريف يومى حوالى 20 مليون م3/يوم، ويقدر ما تم امراره من مخزون بحيرة سد النهضة منذ فتح احدى بوابتى التصريف فى 31 أكتوبر 2023 حوالى 6 مليار م3 ليصبح إجمالى المخزون حالياً 35 مليار م3، وانخفاض مستوى البحيرة بحوالى خمسة أمتار.

توقف المفاوضات

ديسمبر الماضي أعلنت وزارة الري والموارد المائية في مصر، انتهاء الاجتماع الرابع والأخير من مسار مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، الذي عقد في أديس أبابا، «دون تحقيق أي نتائج».

وقالت الوزارة في بيان «لم يسفر الاجتماع عن أي نتيجة نظراً لاستمرار ذات المواقف الإثيوبية الرافضة عبر السنوات الماضية للأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط التي من شأنها تأمين مصالح الدول الثلاث، وتمادي إثيوبيا في النكوص عما تم التوصل له من تفاهمات ملبية لمصالحها المعلنة».

وقالت وزارة الري المصري إنه على ضوء هذه المواقف الإثيوبية تكون المسارات التفاوضية قد انتهت، وأكدت أن مصر سوف تراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وأن مصر تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي. وأضافت الوزارة «بات واضحا عزم الجانب الإثيوبي على الاستمرار في استغلال الغطاء التفاوضي لتكريس الأمر الواقع على الأرض، والتفاوض بغرض استخلاص صك موافقة من دولتي المصب على التحكم الإثيوبي المطلق في النيل الأزرق بمعزل عن القانون الدولي».

وتعد هذه الجولة من المفاوضات الأخيرة، إذ تأتي في إطار اتفاق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أعلنا عنه في يوليو الماضي، على هامش قمة دول جوار السودان في القاهرة، لإجراء مفاوضات عاجلة بشأن ملء وتشغيل «سد النهضة»، خلال أربعة أشهر.

صور الأقمار الصناعية

وتوضح صور الأقمار الصناعية أن كمية المياه المخزنة فى بحيرة سد النهضة ثابتة منذ نهاية يناير الماضى، حيث يعتمد تشغيل التوربينين على كمية المياه المتجددة التى تأتى يوميا من بحيرة تانا (25 - 35 مليون م3) والتى تبلغ خلال شهر ابريل الجارى حوالى 25 مليون م3/يوم، وهى تقترب من نفس الكمية التى تمر حاليا من خلال تشغيل التوربينين دون التأثير على المخزون الحالى 35 مليار م3.

السيسي يعتمد سياسة النفس الطويل

سبق وقال الدكتور عباس شراقى إن الموقف التفاوضى المصرى فى أزمة سد النهضة تأثر بطبيعة الظروف التى مرت بها مصر، لافتاً إلى أن الرئيس السيسى كان لديه حرص على استمرار المفاوضات منذ بداية توليه السلطة

وأضاف شراقي في حوار سابق لموقع جريدة الوطن المصرية أن الرئيس عبد الفتاح السيسى جاء وكانت مفاوضات السد متوقفة، ثم عادت مصر للاتحاد الأفريقى وحضر الرئيس أول قمة للاتحاد الأفريقى فى غينيا الاستوائية، والتقى على هامشها رئيس الوزراء الإثيوبى وقتها هايلى مريام ديسالين والمفاوضات كانت متوقفة فتم الاتفاق على استمرار المفاوضات وعودتها مرة أخرى، وبالفعل عادت فى أغسطس 2014، وتم عقد اجتماع فى الخرطوم وفيه تم تحديد خطة لسير المفاوضات وتنفيذ التوصيات، فالرئيس يتعامل مع الأزمة بسياسة النفس الطويل والصبر.

وحول تعامل الرئيس السيسى مع الرفض الإثيوبى لإجراء الدراسة الهندسية قال الخبير المائي إن «الأولوية بالنسبة لنا كانت عودة المفاوضات واستمرارها، ولو صممنا على رفض ما أعلنته إثيوبيا، كان ذلك سيعنى فشل المفاوضات».

إثيوبيا تحتفل وتعلن نسبة اكتمال سد النهضة

في الرابع من أبريل أعلنت إثيوبيا أن نسبة بناء سد النهضة بلغت 95%، وجاء الإعلان بمناسبة الذكرى السنوية الـ13 لوضع حجر أساس للمشروع، الذي يثير خلافات مع مصر والسودان.

وقالت الخارجية الإثيوبية في منشور مقتضب عبر منصة إكس: يوافق «هذا العام الذكرى الـ13 لوضع حجر أساس لمشروع سد النهضة (في الثاني من أبريل 2011)».

وأضافت «مع اكتمال 95% (من بناء السد)، أصبح مشروعنا الرائد على وشك أن يصبح حقيقة واقعة».

مفاوضات عقيمة

ولم تسفر تلك الجولات، عن اتفاق يرضي كافة الأطراف، حيث أعلنت مصر بعد ذلك في بيان انتهاء مسار مفاوضات سد النهضة، في حين واصلت أديس أبابا أعمال البناء وملء السد، وتستعد هذا الصيف للملء السنوي الخامس.

وتتمسك مصر والسودان بالتوصل أولا إلى اتفاق ملزم مع إثيوبيا بشأن ملء وتشغيل السد، ولا سيما في أوقات الجفاف، لضمان استمرار تدفق حصتيهما من مياه نهر النيل. في حين تقول إثيوبيا إن السد ضروري لأغراض التنمية، خاصة من خلال توليد الكهرباء، وتشدد على أنها «لا تستهدف الإضرار بأي طرف آخر».

وأجرت إثيوبيا ومصر والسودان عدة جولات من المفاوضات لتقليص الفجوة بينها بشأن الخلافات حول مشروع سد النهضة، آخرها بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين 17 و19 ديسمبر 2023.

اقرأ أيضا.. السعودية تعدم «الشمري».. ماذا فعل؟

«المال الحلال أهو».. مصطفي أبو سريع يكشف سر أشهر «إفيه» في رمضان

أهم الأخبار