لبنان سويسرا الشرق الأوسط

لبنان سويسرا الشرق الأوسط
دكتور فهد عبد المحسن التميمي

لبنان بلد الجبال الشاهقة، والسواحل الساحرة، والتاريخ العريق، هو حقا سويسرا الشرق الأوسط، حين نذكر لبنان لا نتكلم فقط عن جمال الطبيعة الذي يلفه من جباله الخضراء التي تمتد كشموخ فوق البحر الأبيض المتوسط، بل نتكلم عن روح شعبه التي لا تنكسر، وعن قيم التعايش والتسامح التي صنعها هؤلاء المندمجين في الطوائف والأديان، ليصنعوا معا هوية لبنانية فريدة.

في ظلال هذه الجبال، يظل اللبنانيون يحتفظون بأملهم في مستقبل أفضل رغم محن كثيرة، وفي قلب هذا الأمل يقف الرؤساء الثلاثة: الرئيس جوزيف عون، والرئيس نبيه بري، والرئيس نواف سلام.. فهؤلاء القادة يعملون بكل عزيمة وإصرار من أجل إنقاذ لبنان من دوامة الحروب والصراعات التي كادت تمزق نسيجه الوطني، ويحرصون على إعادة لبنان إلى الحضن العربي الدافئ، ليكون شاهدا على السلام والتعاون بين الأمة العربية.

الجهود التي يبذلها هؤلاء القادة ليست سهلة، فهم يعملون على تحقيق لبنان خالي من السلاح غير الرسمي، معززين سلطة الدولة، مسيرين نحو دولة القانون ومكافحة الفوضى، و رغم كل تلك المحاولات تواجه لبنان تحديات كبيرة من الاحتلال الإسرائيلي الذي يشن غارات مستمرة ومدمرة، تزرع الخوف في قلوب الناس وتقوض كل جهود التهدئة والاستقرار.. هذه الاعتداءات تحد من قدرة الرئاسات الثلاث على تنفيذ خططها، وتزيد من أعباء اللبنانيين الذين يئنون تحت وطأة الحروب والأزمات الاقتصادية.

من هنا، تأتي أهمية الدعم السياحي للاقتصاد اللبناني والذي يمثل واحدا من أهم أركان ثبات لبنان، فهو ليس مجرد مورد مالي، بل باب يفتح نافذة الأمل امام اللبنانيين، ويعطي صورة جميلة للعالم عن لبنان الذي يعشق الحياة والجمال.

يا سادة إن إعادة الإعمار والتنمية السياحية ستعيد لبنان إلى مكانته التاريخية كوجهة ترفيهية وسياحية رائدة في الشرق الأوسط، و يجب أن يلتفت الجميع، سواء من داخل لبنان أو من دول المنطقة والعالم، إلى تعزيز هذا الجانب الحيوي من حياة الشعب اللبناني.

كما أقول بكل صدق إن دعم لبنان اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا يعزز من فرص الاستقرار ويرسخ دعائم السلام، فالشعب اللبناني بحاجة ماسة إلى التضامن العربي والدولي ليعيش بأمان وكرامة بعيدا عن الحروب والمآسي، فلبنان ليس فقط بلد الجبال والبحار، وإنما هو قلب نابض بالثقافة والحضارة، يستحق أن يحاط بالرعاية والاعتراف كدولة مستقرة ومزدهرة.

في الختام، لبنان بكل مكوناته وجماله، شعبه الجبار وجباله الشامخة، قادته المخلصون وجهودهم الظاهرة، معرض لتحديات كبيرة لكنه يستحق الدعم الكامل ليعود منارة للسلام والثقافة في الشرق الأوسط. كمواطن عربي وكويتي، أؤمن بأن لبنان سيبقى دائما سويسرا الشرق الأوسط، بلد الجمال والأمل والحياة.

ندعو الله أن يحفظ لبنان، هذا البلد الجميل ذو الجبال الشامخة والصروح الحضارية التي تشهد على تاريخ يمتد لعصور، وأن يعيد إليه استقراره وأمانه الذي يستحقه بكل جدارة.

ندعو أيضا لكل شعوب الوطن العربي وكل أمة الإسلام أن تنعم بالسلام والوحدة والقوة، وأن تجد طريقها نحو التنمية والازدهار دون عقبات أو اضطرابات، فالأوطان هي أرضنا وملاذنا، والشعوب هي روحها، ولا شيء أجمل من أن يعيش الإنسان في وطن يسوده الأمن والاستقرار، ويتحلى أبناؤه بالأمل والعمل من أجل مستقبل أفضل.

لنجعل من لبنان والنهر العربي، ومن كل بقعة في أمتنا العربية، منارات للسلام والحضارة والكرم والتعايش، ولنعمل جميعا من أجل دعمها بكل السبل الممكنة حتى تزدهر وترتقي، وتبقى دائما مصدر فخر لكل عربي.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أهم الأخبار