وسام «بن رضا» يعري مسؤولي المجلس الوطني للثقافة

وسام «بن رضا» يعري مسؤولي المجلس الوطني للثقافة
الدكتور يوسف العميري
د/ يوسف العميري

بالأمس، منحت فرنسا «وسام الفنون بدرجة فارس» إلى مدير لإدارة العلاقات الثقافية الخارجية، بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، محمد بن رضا تقديرا لجهوده ودوره الفعال في ترسيخ وتوطيد العلاقات الثقافية بين الكويت وفرنسا في المحافل الدولية والإقليمية.

وهو الحدث الذي أسعدني على المستوى الشخصي، فهذا الرجل (بن رضا) شخصية تستحق الثناء، نظرا لجهوده ودوره في دعم العلاقات الثقافية بين الكويت ومختلف دول العالم، وهو بحق شاب رائع وممتاز على المستوى العلمي والعملي والأخلاقي.

ولكن، وبمناسبة الحديث عن الثقافة الكويتية، فإن الحديث عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب فهو - كما يقول المثل الشائع- «لا يسر عدو ولا حبيب »، فالقيادة الحالية لهذا الصرح الوطني المهم ليست على مستوى هذا المجلس العريق، الذي يفترض أنه لسان حال الثقافة الكويتية.

فحسب الدستور الكويتي، فإن «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب» هو رأس الهرم الثقافي في الكويت، وكان الهدف منه منذ تأسيسه عام 1973 هو تنمية مختلف أوجه الحياة الثقافية في البلاد، لكن من عجب أن من بأيديهم مقاليد الأمور حاليا لا يعملون على «التنمية» بل "الهدم "!

وأخص بالذكر هنا ما يحدث ل «بيت الكويت للأعمال الوطنية».. .هذا الصرح الذي يبرز تاريخ ونضال الكويتيين، والذي تم إنشاؤه عام 1997م، وافتتاحه تحت رعاية- المغفور له بإذن الله- سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبد الله.

فمن يصدق أن المتحف، الذي يوثق تاريخ الكويت وما أصاب البلاد عام 1990، ودور الحلفاء في تحرير الكويت، مغلق منذ نحو ست سنوات.. .وهو ما يعني أن المسؤولين في المجلس لا يعون أن هذا المكان ليس مجرد مبنى عادي، بل هو ترجمة واقعية لحقبة مهمة من تاريخ الوطن وشاهد على نضال أبنائه.

صحيح أنني سعدت بتكريم بن رضا من قبل فرنسا، ومنحه هذا الوسام الرفيع، لكن كنت أود لو كان تكريمه من الكويت، وكنت أود ألا يغلق «بيت الكويت للأعمال الوطنية».. .لكن مع الأسف فمن يتولون زمام الأمور بالثقافة والمجلس الوطني ليسوا على مستوى المناصب التي يشغلونها، سواء من الناحية الثقافية والأدبية أو حتى من الناحية الإدارية.

وهنا أتساءل ألا يستحق هذا المتحف الذي يجسد تاريخ الكويت ونضال شهدائها وأبطالها أن يظل مفتوحا ليكون شاهدا على التاريخ؟ ألا يستحق منا المزيد من الجهد والدفاع عنه؟!

وأقولها بكل وضوح، هذا الصرح «أمانة» والحفاظ عليه واجب وطني وأخلاقي، وسوف نسأل عنه جميعا أمام الأجيال القادمة وسيذكره التاريخ وسيذكر ما حدث - ويحدث- له.

هذا، وللحديث بقية.. .

يوسف العميري

[email protected]

للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون

أهم الأخبار