خليجيون| لماذا سلم «حميدتي» مدينة ود مدني السودانية لـ«الأعيان»؟

خليجيون| لماذا سلم «حميدتي» مدينة ود مدني السودانية لـ«الأعيان»؟
نازحون في مدينة ود مدني السودانية.(أ.ف.ب)
القاهرة: أحمد كامل

أثار إعلان قوات «الدعم السريع» السودانية المناوئة للجيش، نيتها تسليم أمر إدارة مدينة (ود مدني) وسط السودان للأعيان والزعماء بهما، التساؤلات حول الأسباب التي دفعت حميديي للتخلي عن إدارة تلك المدينة، إذ يرى مراقبون أن ذلك الإعلان بمثابة محاولة للتبرأ من اتهامات بارتكاب جرائم سرقة واغتصاب وقتل في المدينة.

ويرجع الدكتور جمال عبد الجواد مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إعلان حميدتي نيته تسليم (ود مدني) للأعيان، إلى محاولة إخلاء مسؤوليته عما يحدث من جرائم وانتهاكات داخل المدنية، قائلا في تصريح إلى «خليجيون»:« حميدتي أراد أن يترك فراغا أمنيا من شأنه صناعة فوضى، تجبر أهالي المدنية على استدعاء (الدعم السريع) ومن ثم السيطرة عليها على نحو طوعي»، واصفا تلك القوات بـ «الميليشات» و«العصابات» حسب تعبيره.

وتداولت صفحات تواصل اجتماعي سوادنية، روايات غير موثقة عن تزايد حالات الاغتصاب التي تعرضن لها نساء في (ود مدني)، لم يتسن التأكد من صحتها من مصدر مستقل، في وقت تجاوز فيه الصراع بين الجيش السوداني و الدعم السريع الثمانية أشهر.

وتقع ود مدني على بعد 170 كيلومترا تقريبا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة الخرطوم في ولاية الجزيرة، وهي منطقة زراعية مهمة في بلد يواجه جوعا متفاقما. وقالت المنظمة الدولية للهجرة في بيان إن ما لا يقل عن 250 إلى 300 ألف شخص فروا من الولاية منذ اندلاع الاشتباكات قبل أربعة أيام.

وإذ يتوقع الخبير بمركز الأهرام، دخول السودان«في مرحلة فوضى مفتوحة قد تعيد تشكيل خارطة البلاد» فإنه يقول إن «حميدتي يتصرف بطبيعته كقائد ميليشا يحاول فرض السيطرة بكل الوسائل العنيفة»، مرجحا «تدخل القبائل السودانية لمواجهة زحف قوات الدعم السريع عبر تشكيل جماعات مسلحة جديدة» حسب تعبيره.

وتصاعدت العمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع بشكل مكثف، وذلك بعد أيام من انقضاء قمة دول مجموعة إيغاد بشأن السودان.

أسفرت الحرب في السودان عن سقوط أكثر من 12 الف قتيل حتى مطلع ديسمبر وفقا لحصيلة بالغة التحفظ لمنظمة أكلد المتخصصة في احصاء ضحايا النزاعات. كما أدت الى نزوح 4، 5 مليون شخص داخل البلاد فيما لجأ أكثر من 1، 4 مليون الى الدول المجاورة.

ومع امتداد القتال الى ود مدني، عادت إلى أذهان النازحين من الخرطوم الأوضاع التي عاشوها في العاصمة ودفعتهم الى الفرار منها. وفيما كان القتال دائرا بين الطرفين والطائرات الحربية تعبر السماء، أغلقت المحلات التجارية خوفا من النهب. ومع تقدم قوات الدعم السريع داخل المدينة، أصبح العثور على وسيلة انتقال أمرًا شبه مستحيل.

وحذرت المنظمة الدولية للهجرة اليوم الخميس من أن ما يشهده السودان «مأساة إنسانية ذات أبعاد هائلة، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الرهيبة في الأساس»، فيما أعلن برنامج الأغذية العالمي، اليوم الخميس، تعليق تسليم المساعدات الغذائية لبعض مناطق ولاية الجزيرة بالسودان. وأضاف في بيان، أن هناك نحو 300 ألف شخص فرّوا من ولاية الجزيرة في غضون أيام، بعدما اندلعت اشتباكات عنيفة هناك الأسبوع الماضي.

اقرأ المزيد

«الدعم السريع» تتعهد بترك «ود مدني» للأعيان.. والجيش السوداني يحقق

«الدعم السريع» تعلن انشقاق الكتيبة السادسة.. والجيش السوداني يرد

أهم الأخبار