ما بعد اغتيال العاروري..

لبنان أمام لُغز «الحرب الشاملة»: تسخين «فوسفوري».. وكل الاحتمالات واردة

لبنان أمام لُغز «الحرب الشاملة»: تسخين «فوسفوري».. وكل الاحتمالات واردة
مزارع يحرث أرضه في الخيام بجنوب لبنان. (أرشيفية)
بيروت: «خليجيون»

ما يزال لبنان في منطقة رمادية، أو حسب ساسة ومراقبين، تحت وطأة سؤال غامض بشأن سيناريوهات اندلاع حرب شاملة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة اللبنانية، خصوصا بعد اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري في بيروت، واستخدام الاحتلال «القذائف الفوسفورية» في قصف قرى جنوب لبنان، للمرة الأولى منذ أكتوبر الماضي.

وعقب اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر من العام الماضي، تفجر قصف متبادل عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية وحزب الله بين وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من ناحية أخرى، لكن سؤال الحرب عاد بقوة بعد اغتيال العاروري في وقت سابق هذا الأسبوع، في هجوم بطائرة مسيرة بالضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله، خصوصا بعد أن علّق أمين عام حزب الله حسن نصر الله مساء الأربعاء قائلا إن «جريمة اغتيال العاروري خطيرة ولن تبقى دون ردّ أو عقاب».

جعجع: حزب الله لن يحارب

رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الخصم العنيد للمقاومة اللبنانية، حذر اليوم الجمعة من أن الوضع في لبنان «غامض جدا» قائلا إن «كل الاحتمالات واردة، نظرا للأوضاع في جنوب البلاد والمنطقة». وفق تصريحات نقلتها الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام. وإذ يعدد جعجع تداعيات حرب غزة في منطقة البحر الأحمر، واغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري في بيروت، وحدوث انفجار في إيران عند مرقد قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، في ذكرى مقتله، فإنه يرى أن الحزب «لا يريد التدخل في الحرب على ما يبدو، بل جل ما يسعى إليه إثبات تواجده وتعزيز العمل على تحقيق القدر الأكبر من المكاسب الداخلية إلى جانب تحقيق إيران مكتسبات إضافية على مستوى المنطقة»، حسب تعبيره.

جعجع: الوضع في لبنان «غامض جدا» وكل الاحتمالات واردة

وفيما يرى محللون أنه تسخين لحرب محتملة، وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي من جغرافية استهدافاته لقرى في جنوب لبنان أمس، مستخدما أسلحة أخطر للمرة الأولى، خصوصا القذائف الفوسفورية التي أطلقها على عدد من البلدات الجنوبية. كما جدد الطيران الحربي الإسرائيلي والمدفعية، في وقت سابق الجمعة، القصف على عدد من القرى. وذكرت مصادر إعلامية، أن القصف المدفعي استهدف أطراف بلدة يارون في القطاع الأوسط، فيما شن الطيران غارتين بين بلدتي شيحين ومجدل زون في القطاع الغربي.

وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على منطقة الحدب في بلدة عيتا الشعب، وتطايرت شظايا الصواريخ على موقع الجيش في المنطقة. وخلال ساعات صباح اليوم، حلق طيران الاستطلاع الإسرائيلي فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط، وصولا إلى مشارف مدينة صور، وسط استمرار إطلاق القنابل المضيئة فوق القرى الحدودية المتاخمة للخط الأزرق.

صور بو مهدي المهندس والعاروري وسليماني.
صور بو مهدي المهندس والعاروري وسليماني.

نصيحة لمبعوث بايدن في بيروت

لكن المقاومة اللبنانية تتمسك بوجهة نظر أخرى، إذ يقول محمد خواجة عضو كتلة التنمية والتحرير في البرلمان اللبناني (حركة أمل) «نحن في حالة حرب، قد لا تكون حربا واسعة أو شاملة لكن عندما تشعر إسرائيل أنها قادرة على القيام بحرب أوسع لن تتأخر ساعة واحدة». ويضيف خواجة (المقرب من حزب الله) في تصريح لوكالة أنباء العالم العربي أن «إسرائيل تريد مشاركة الجانب الأميركي في حرب واسعة على لبنان وليس فقط تقديم الدعم كما تفعل الآن، وبدون المشاركة الأميركية لن توسع إسرائيل حربها على لبنان». وأكد أن الجانب الأميركي حتى الآن لا يبدو متحمسا للمشاركة في هذه الحرب «لأن الولايات المتحدة لديها اهتمامات أخرى، وحسابات أخرى، وبالأخص حساباتها في أوروبا، وتحديدا في أوكرانيا».

ووفقا لموقع «أكسيوس» الأميركي، فإن مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن، آموس هوكشتاين، زار تل أبيب أمس في إطار جهود التوصل إلى حل دبلوماسي لتهدئة الوضع. وأبلغ قادة إسرائيليون هوكستاين باستعدادهم لإعطاء فرصة للحل الدبلوماسي لكنهم أكدوا أن المدى الزمني المتاح لذلك قصير وأنهم جاهزون للقيام بعمل عسكري لإبعاد حزب الله عن الحدود الإسرائيلية وهي الخطوة التي يمكن أن تؤدي إلى اندلاع حرب شاملة.

قيادي بحركة أمل: لن يتجرأ الإسرائيلي أن يدخل الحرب منفردا

وينقل المحلل السياسي اللبناني ناصر قنديل عن مرجع سياسي القول إن «المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين سوف يستمع في بيروت (التي سيزورها) نصيحة بأن يقنع الإسرائيليين بتقبل الضربة التي سوف يتلقاها من المقاومة ردا على اغتيال القيادي صالح العاروري وعدم التورط بالرد عليها، فتكون النتيجة منع التصعيد والعودة الى ما بعد حرب 2006»، وفق تغريدة عبر منصة «إكس»

وفي هذا السياق يقول القيادي بحركة أمل، محمد خواجة «لن يتجرأ الإسرائيلي أن يدخل الحرب منفردا، هو ليس قادرا على فتح جبهتين، هو متعثر في غزة، ويقول إن الحرب في غزة لا تزال تحتاج إلى أشهر لحسمها». كما أوضح أنه «ليس من السهل أن تدخل إسرائيل في حرب واسعة مع لبنان، فحسب التقديرات الإسرائيلية، هم يقولون إن قوة المقاومة في لبنان تعد عشرة أضعاف القوة الموجودة في غزة». لكنه أكد أن «إسرائيل قادرة على اغتيال قادة، وتدمير منشآت، وتمتلك ترسانة عسكرية كبيرة وخاصة أن الجانب الأميركي زودها بأحدث ما يملك من أسلحة خلال الأشهر الثلاثة الماضية عبر جسر جوي وبحري، لكن هذا لا يكفي هم يريدون مشاركة أميركية كاملة».

رد حزب الله.. متى؟

وفيما يتعلق بتصريحات نصر الله قال خواجة «سيكون هناك رد، لكن السيد حسن كان غامضا وكان يتعمد الغموض لأن هذا يزيد الجانب الإسرائيلي ارتباكا».

إلى ذلك، يحاول ساسة لبنان حشد دعم دولي ضد عدوان إسرائيلي محتمل، إذ أعلن عبد الله بوحبيب وزير الخارجية اللبناني التقدم بشكوى أمام مجلس الأمن ضد إسرائيل لاعتدائها على منطقة سكنية في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. وتابع وزير الخارجية اللبناني، أن «الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية يعد انتهاكا سافرا لسيادة لبنان وسلامة أراضيه».

وأكد بوحبيب أن لبنان طالب مجلس الأمن إدانة الاعتداء الإسرائيلي واتخاذ كافة التدابير اللازمة لوقف الاعتداءات على أراضينا وشعبنا، بشأن الهجوم على الضاحية الجنوبية في بيروت.

اقرأ المزيد:

الكويت تحذر رعاياها في لبنان

المستشفيات اللبنانية تتأهب لمواجهة خطر «الحرب المرتقبة»

أهم الأخبار