خليجيون| «قصاصة ورقية» تفجر الجدل في ليبيا.. هل كان عمر المختار «إخوانيا»؟

خليجيون| «قصاصة ورقية» تفجر الجدل في ليبيا.. هل كان عمر المختار «إخوانيا»؟
قصاصة ورقية أثارت الجدل بشأن عمر المختار
القاهرة: عبد الهادي ربيع

أشعلت «قصاصة ورقية متداولة» موجات جدل عبر صفحات التواصل الاجتماعي في ليبيا، بعد أن أشاعت انتماء شيخ المجاهدين عمر المختار إلى تنظيم الإخوان.

ووصفت القصاصة، التي لقيت ردود فعل واسعة، المختار بأنه «الإخواني السنوسي عمر المختار -الذي تجاوز الأربعين من عمره-»، وتساءل الناشطون عن غرض تداول هذه القصاصة، خصوصا أنه من مواليد 1858 أي أن هذا الوصف للمختار يعود إلى العام 1898.

وزادت الشكوك بشأن صحة ما أثارته هذه القصاصة الورقية، في ضوء ما هو معلوم عن نشأة تنظيم الإخوان عام 1928، في حين أن الاحتلال الإيطالي أعدم الزعيم الليبي في العام 1931، وهي الفترة التي واكبت البدايات الأولى لنشأة التنظيم في مصر.

قصاصة ورقية أثارت جدل في ليبيا. (أرشيفية)
قصاصة ورقية أثارت جدل في ليبيا. (أرشيفية)

إخوان السنوسية في برقة

ويجزم رئيس منظمة برقة الحرة والباحث التاريخي، فايز ديهوم أن «عمر المختار لم يكن يوما إخوانيا لأسباب كثيرة سواء زمنيا أو فكريا»، مشيرا إلى «المختار كان يؤمن بدولته الوطنية -برقة- وحمايتها من المحتل، على العكس من فكر تنظيم الأخوان».

ووصف ديهوم في تصريح إلى «خليجيون» ما تحمله القصاصة المتداولة بأنه «نوع من التدليس الذي قد يفهم منه نسبة المختار إلى إخوان حسن البنا في حين انه ينتمي لإخوان السنوسية اي إخوة السنوسيين في المذهب والولاء، مثل كل برقة باعتبارهم إخوان السنوسية».

لحظة إعدام عمر المختار 1931. (أرشيفية)
لحظة إعدام عمر المختار 1931. (أرشيفية)

استيلاء إخواني على تاريخ ليبيا

وينفي الباحث التاريخي - استشاري طب الأطفال في مستشفيات سانت هيلينز ونوسلي التعليمية - أبوبكر اليدري علاقة «الإخوانية» الصوفية بحركة «الاخوان المسلمين»، منوها إلى أن «الإخوانيات الصوفية كانت طرقا صوفية دينية اختلفت كثيرا فيما بينها، وأن السنوسية كانت طريقة صوفية مالكية المذهب الفقهي، في حين كان الإخوان المسلمون حركة سياسية بالدرجة الأولى تسعى للسلطة».

وينوه، في تصريح إلى «خليجيون» إلى أن الطرق الصوفية في الدراسات و البحوث الغربية تسمى «Brotherhood» وأن الكتابات و الدراسات الايطالية تسمى الحركة السنوسية «Confraternita Senussita» أي «الأخوة السنوسية»، وأن تنظيم الإخوان هو الذي استل من هذه الطرق الصوفية التسمية.

عمر المختار وسط المجاهدين. (أرشيفية)
عمر المختار وسط المجاهدين. (أرشيفية)

استغلال اسم المختار

ووسط هذا الجدل، فقد أظهرت مفاجأة غير متوقعة أن هذه القصاصة الورقية هي فقرة من صفحة 50 في كتاب عمر المختار الحقيقة المغيبة، للكاتب يوسف عبد الهادي الصادر عام 2017 عن مكتبة وهبة القاهرة للطبع والنشر والتوزيع في مصر، وفق ملاحظة من الباحث الليبي المختص في شؤون الجماعات الإسلامية محمد يسري.

ويقول يسري في تصريح إلى «خليجيون» إن «مؤلف الكاتب ذو ميول خاصة تجاه السنوسية واضحة في كتابته وان توصيف المختار بالإخواني ليس تمجيدا في الإخوان بل تمجيد في السنوسية التي يصفها دائما بالأخوة». ويرجع انتشار هذه القصاصة إلى «طموح تنظيم الإخوان إلى العودة لشرق ليبيا، و اجتذاب تعاطف المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي بقصاصة مجتزأة من سياقها للترويج لللإخوان واستغلال اسم المختار».

أسد الصحراء

ويعد عمر المختار الملقب بأسد الصحراء وشيخ الشهداء وشيخ المجاهدين أحد أبرز رموز المقاومة الليبية -في إقليم برقة- ضد الاستعمار الإيطالي، منذ احتلال روما لها عام 1911.

ولد المختار عام 1862 في قرية زاوية جنزور في إقليم برقة شرقي ليبيا وفي عام1897 كلفه المهدي السنوسي بأن يكون شيخا لبلدة تسمى زاوية القصور ليحصل على لقب «سيدي» ككل شيوخ السنوسية الكبار.

انتقل المختار إلى السودان لينشر دعوة السنوسية حيث أقام المختار في «قرو» غرب السودان، ثم عينه المهدي شيخا لزاوية «عين كلك»، ولُقب بـ «أسد الصحراء»، لدفاعته عن مريديه وطلابه في الرحلة ضد أسد هددهم.

بعد وفاة محمد المهدي السنوسي عام 1902، عاد المختار مجددا إلى برقة ليعين مجددا شيخا لبلدة زاوية القصور.

وقاوم المختار الاحتلال طويلا إلى أن نجح الإيطاليون في 11 سبتمبر 1931 في أسره بعد معركة قتل فيها حصانه وكسرت نظارته، وأقيمت له محكمة صورية وصدر حكم الإعدام عليه شنقا، ليصبح رمزا وطنيا وعروبيا خلده جهاده في التاريخ.

اقرأ أيضا:

أكبر حقول النفط في ليبيا تحت «القوة القاهرة»

القبض على والي «داعش» في غرب ليبيا

أهم الأخبار