هجوم عبر السوشيال ميديا وملف «مزعوم» من ٢٧٥ ورقة..

«الإخوان» في الصورة.. هل تسبب العليان في إبعاد الهاجري عن تشكيلة الحكومة الكويتية الجديدة؟

«الإخوان» في الصورة.. هل تسبب العليان في إبعاد الهاجري عن تشكيلة الحكومة الكويتية الجديدة؟
الهاجري والعليان (خليجيون)
القاهرة: «خليجيون»

احتدم السجال على منصات التواصل الاجتماعي في الكويت، خلال الأيام الماضية، حول تسريبات بترشيح الدكتور عبد الله الهاجري أستاذ التاريخ في جامعة الكويت لتولي حقيبة التربية والتعليم في الحكومة التي جرى الإعلان عن تشكيلتها الأسبوع الماضي.

وفي حين خلا اسم التشكيل الحكومي الجديد من اسم الأكاديمي الكويتي، إلا أن أصداء تغريدة نائب كويتي بشأن اتهامات بـ«مخالفات» تلاحق الهاجري ما تزال قائمة، فيما عد مراقبون هذا السجال جزاء من ما يوصف بـ«اتهامات إخوانية» حالت دون توزير الهاجري.

ففي 17 يناير الجاري، نشر العليان تدوينة على حسابه بموقع «إكس» (تويتر سابقا)، قال فيها: النائب حمد العليان: الأخ رئيس الوزراء المكلف، تم تسليمك البارحة ملف يتكون من ٢٧٥ ورقة، كل ورقة فيه كفيلة بعدم توزير المرشح لوزارة التربية».

وتابع: «لذلك رأفة بالكويت والتعليم فيها، ورأفة بأصحاب الميدان التربوي وحماية لهم من اليأس والإحباط، نحذر من توزيره وأدعوك لتدارك الأمر بشكل عاجل، أو تحملك المسؤولية».

ثم توالت التعليقات على تدوينة النائب، والتي أجمعت على أن المقصود هو الهاجري، بعدما ترددت أنباء عن توليه حقيبة التربية في الحكومة الجديدة، قبل أ، يعلن التشكيل الرسمي، الذي خلى من اسم الهاجري.

عادل العدواني وزيرا للتربية

وأعلنت الأربعاء الماضي تشكيلة الحكومة الكويتية الجديدة، برئاسة محمد صباح السالم الصباح، وسمي فيها د.عادل محمد عبد الله العدواني وزيرا للتربية ووزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي.

وذهبت معظم التعليقات في طريق أن الهاجري لم يسمى وزيرا بعد، وأن ذلك يعني أن هجوم العليان غير مبرر، فقال حساب باسم مشعل المطيري: «أخوي حمد الرجال لحد الحين ما قسم ع طول بسم الله الرحمن والله شوي شوي».

شخصية علمية رصينة

وقال محمد الوهيب: «الدكتور عبد الله الهاجري شخصية علمية رصينة وحصل على الكثير من الأوسمة العلمية الرفيعة داخل الكويت وخارجها، ماهيك عن خبرته الإدارية الواسعة ولم يحدث مطلقا أن تمت إدانته من قبل أي لجنة داخل الجامعة أو خارجها. أرثي بالفعل لحال هذا الحزب الذي يريد ابتلاع التعليم وقتل كل ما هو جميل في هذا الوطن».

فيما أوضح مشعل السمران: «للأمانة أنا ضد توزير د.عبد الله الهاجري لأسباب احتفظ فيها لنفسي… لكن بعد ما شفت الهجوم عليه بطريقة ممنهجة بديت أحس إن توزيره هو اللي بينفع الوزارة خصوصا بعد النظر لمن هاجمه واخص منهم حدس ليس لكرهي لهم لكن لعدم قناعتي بهم وبطريقة إدارتهم للأمور.. .وضياع التربية أسبابه معروفة».

للشعب حق أن يعرف

أما سعود الغيث فقال: للشعب حق أن يعرف مضمون الملف إلى سلمته حتى يحكم، لأنه ظهوركم المفاجئ دفعه وحده محل للشك، واحد يتكلم عن ملفات والثاني عن الجندر ومو عارف شنو معناها، والفريق شكله كله نازل بالطريج على ما كل واحد يقعد من نومه».

وقال يعقوب الثويني: «بالانتخابات القادمة تعرف موقعك الحقيقي مع حزبك بعد كل هذا الأداء السلبي تجاه العديد من القضايا.. والحصانة اللي محتمي فيها تعلم جيدا أنها لن ولم تدوم لغيرك بالماضي، وبالمقابل لن تدوم لك بالمستقبل واذا تعتقد انك ضامنها فتأكد أنك في حالة يرثي لها.. وأرجع للماضي وشوف نتائج اللي وقفوا ضد إرادة الشعب اين هم الأن؟ واتمني فتح ملف كل شخص عليه شبهات او يحاول يجير القوانين لمصالح شخصية او لصالح حزب او تيار متلون».

قصة الهاجري وهجوم الإخوان

من جانبه، نشر عضو مجلس الأمة السابق د.هشام الصالح تدوينة على حسابه بموقع «إكس» تحت عنوان «حقيقة قصة د.عبد الله الهاجري وهجوم الإخوان وقروب زوال الألم عليه».

وأضاف أستاذ القانون الدستوري والإداري: «حاول الإخوان إزاحة د.عبد الله الهاجري من عمادة القبول والتسجيل ليضعوا أحد كوادرهم، وهو ما فعلوه في قطاعات أخرى في الجامعة حيث أغلب القطاعات في الجامعة خاضعة لهم»

وتابع: «عبد الله الهاجري لم يخضع لهذه الحرب المنظمة ضده وضد غيره فتم اعداد ملف هلامي بمخالفاته أثناء فترة عمادة القبول والتسجيل.. المشكلة أن هذه الفترة لم تتجاوز بضعة أشهر وكل هذه المخالفات المزعومة كانت كيدية ولا ترقى لأن تشكل موضوعا ينظر فيه في لجنة تحقيق وبالفعل لم يتم استدعاءه لأي لجنة تحقيق».

وأوضح الصالح: «واليوم بدأ هجوم الإخوان عليه حتى لا يتم توزيره خاصة ووزارة التربية وقروب زوال الألم وحلم استمرار السيطرة على الوزارة، فهل سيتم التضحية بالكوادر الوطنية المشرفة أمثال د.عبد الله الهاجري والسبب رفضهم الانصياع لهذا الحزب والتيار؟!».

وبعد أيام امتد النزال إلى ساحة أخرى بعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب د.عبد الله سهر مقالا في «الراي» تحت عنوان «لا يا عبد الله الهاجري.. .لن ندعك وحيداً!».

وقال سهر في مقاله المنشور في 20 يناير: «أُعلنها على رؤوس الأشهاد بأني ومجموعة من الزملاء النبلاء في جامعة الكويت وخارجها لنا الشرف بالدفاع عن الأستاذ الدكتور عبد الله الهاجري، عما قيل بحقه من أقاويل باطلة. فأحدهم راح يتطاول عليه غمزاً ولمزاً بما يقدح العِرض والشّرف وهذا بهتانٌ عندَ الله عظيم، وآخر يدعي بأن لديه ملفات ضده وهذا اتهام خطير يلزم مدعيه بالإثبات، ونحن على استعداد لمواجهته علناً باستجواب أكاديمي شعبي مفتوح إن كان فعلاً مستعداً ولديه حقائق مثلما يدّعي».

وتابع: «مما هو مؤسف بأن يحارب البعض المتميزين غيرةً منهم وحسداً، وهذا ما يحصل عند البعض الذي لا يستطيع رفع رأسه لينظر إلى القمم ولا هو قادر على بلوغها فيدعي عليها بالأباطيل ويرميها بالحجر. هذا البعض البغيض ممن يتبع تياراً سياسياً أو نخبوياً أو مصلحياً يتضرّر من وجود شخصيات مستقلة مبدعة مثل الدكتور الهاجري، لذلك يلجأون إلى محاولاتهم اليائسة لنفث سموم بطونهم المريضة عليه وعلى غيره من المتميزين، وهذا ما حصل مع الدكتور الهاجري.. .لأنه متميّز في نشاطه العلمي وأدائه الأكاديمي يُحارب بهذا الشكل ممن لا يستطيع عليه سبيلاً في مضمار العلم والعطاء».

الهاجري والحرب ضد المتميزين

كذلك كتب د.فلاح محمد فهد الهاجري مقالا في جريدة «القبس»: « قبل الحديث والدفاع عن هذه الشخصية الفذّة، فليعلم أخي القارئ أنّني، وإن كنتُ وهذه الشخصية من مشكاة قبيلة واحدة، فإنّني من أبعد الناس عن التعصب والحميّة الممقوتة، التي تدافع لمجرد الروابط الفكرية أو العرقية، والتي لا ترتضيها الشريعة الإسلامية والوحدة الوطنية، علاوة على سجلِّنا الحافل، بحمد الله، في الدفاع عن الكثير من الزملاء المظلومين في داخل الجامعة وخارجها من كل المشارب الفكرية والفئات الاجتماعية، دون أن نزايد على أحدٍ، ولا نقبل بالتأكيد المزايدة علينا».

وأضاف د.فلاح في مقاله الذي حمل عنوان «أ د.عبد الله الهاجري والحرب ضد المتميزين»، السبت: «إنّنا وبعد الحديث عن الحيادية، التي تتسم بها هذه المقالة، ننتقل إلى الحديث رأساً عن الأستاذ الدكتور عبد الله الهاجري، وقد تبادرت إلى الذهن علامات تعجّب وتساؤلات حول السبب وراء استهدافه في هذا الوقت بالذات؟! ولكنّني أترك تلك العلامات والتساؤلات ليجيب عليها الشارع الكويتي! أمّا الحديث عن شخصية هذا الفذّ، وعن تميزها بتجرّدٍ ووفق معايير الجدارة، فسأتكلم عنها، وإن كانت المقالة لا تكفي للحديث عن جميع المعايير، التي تتسم بها هذه الشخصية، إلا إنّني سأحاول الإيجاز».

واستكمل الهاجري مقاله معددا المناصب العلمية والإدارية التي تولاها الدكتور عبد الله الهاجري، مضيف: «إنّ هذا الرجل قد مُسَّ بما لا يليق بجنابه الكريم، فوجب علينا البيان القويم، فإنّ الذي يدّعي وجود ملفّاتٍ وخزعبلاتٍ لا أصل لها، إلا الترويج للباطل على حساب المصلحين، في محاولة للطعن بمن يستحق الثناء والشكر، ألا ينظر في نفسه؟ هل لديه تعارض في المصالح؟ أليس الأولى أن ينظر في ذاته ونفسه؟! إنّ المجتمع الكويتي ينتظر بفارغ الصبر أن يُدلي صاحب هذا البهتان بورقاته، التي لا ترتقي لأن تكون جريدة لمائدة على قارعة الطريق، فضلاً عن أن تقدم أمام المقامات السامية!».

اقرأ أيضا:

بالأسماء.. تشكيلة الحكومة الكويتية الجديدة برئاسة محمد الصباح

وتابع: «أما الذي قذف هذا الشخص النبيل الشريف العفيف، والذي يعفّ اللسان عن ذكر القذف الموجه له، فهل تثبّت من الأمر قبل أن يرسل ما أرسله صفحاً وجزافاً من غير دليل ولا برهان؟! أفلا يخشى أن يقع في إثم البهتان، أم أنّ الدنيا حلوة نضرة؟!».

أهم الأخبار