نجاخ لم شمل أطفال أوكرانيين..

كيف تحولت قطر لقبلة الباحثين عن وساطة وهدنة وتبادل رهائن؟

كيف تحولت قطر لقبلة الباحثين عن وساطة وهدنة وتبادل رهائن؟
تميم بن حمد أمير قطر ( الإنترنت)

نجحت دولة قطر أن تكون عنصرا فاعلا في السياسة الدولية عبر دبلوماسية «خاصة» وهي حل النزاعات وعقد الهدن الإنسانية وتبادل الرهائن ولم شمل العائلات في الحروب وادخال المساعدات.

وأعلنت قطر اليوم نجاح وساطتها في لم شمل دفعة جديدة من الأطفال الأوكرانيين مع عائلاتهم، في إطار جهودها المستمرة، بغرض لم شمل الأسر المشتتة بسبب النزاع بين روسيا وأوكرانيا.

الدوحة قبلة المشكلات والحلول

وعلى مدى أكثر من عقد من الزمن دأبت قطر على لعب دور الوسيط في مختلف نزاعات وصراعات الشرق الأوسط وحققت جهودها نتائج متباينة تراوحت ما بين النجاج النسبي إلى الفشل الذريع، لكن في النهاية باتت الدوحة قبلة للمنخرطين في الصراعات وعاصمة لها وزنا دوليا من نوع خاص.

وأوضحت لولوة بنت راشد الخاطر وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، أن سفارة دولة قطر في موسكو استضافت 11 طفلا وأسرهم خلال عملية لم الشمل، ورافقتهم إلى وجهاتهم النهائية للتأكد من سلامتهم وراحتهم.

وأفادت الخاطر أن المجموعة تضم أطفالا من ذوي الإعاقة، وقد تم تقديم رعاية طبية خاصة لهم، وذلك بالتنسيق مع الجانبين الأوكراني والروسي.

وأبانت أن جهود الوساطة المستمرة لدولة قطر لجمع شمل الأطفال الأوكرانيين تأتي امتدادا لنهجها في الوساطة وحل النزاعات بالوسائل السلمية، وفقا لمبادئ القانون الدولي، وتعكس أيضا التزامها الدائم بالمبادئ الإنسانية والتضامن الدولي، فضلا عن إسهاماتها الفعلية في بناء السلام والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

بداية دبلوماسية السلام

بدأت قطر باتباع سياسة خارجية أكثر حيوية ونشاطاً في اعقاب استلام الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني السلطة بعد الإطاحة بوالده الشيخ خليفة بن حمد آل ثان عام 1995، مستفيدة من القدرات المالية الهائلة التي باتت تملكها بفضل عائدات الغاز الضخمة.

وترافقت تلك الفترة مع تحقيق قطر المزيد من النمو الاقتصادي المدفوع بتطوير حقول غاز عملاقة في مياه الخليج والبدء بتصدير الغاز الى الأسواق العالمية في عام 1997.

كما شددت الخاطر على أن دولة قطر ستواصل المساهمة في هذا النهج البناء لتسوية النزاعات التي يواجهها العالم بالطرق السلمية.

تاريخ من الوسطات

في نهاية عام 2010 كانت قطر قد توسطت في عدد كبير من النزاعات الاقليمية حيث باتت محط اهتمام دبلوماسي وإعلامي دولي كبير وبلغت الأمور ذروتها عندما فازت بتنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2022.

وتمكنت قطر بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة نوفمبر الماضي في تنفيذ هدنة قصيرة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس في النزاع الدائر في القطاع الفلسطيني وتبادل عدد من الرهائن، كما تنخرط نفس العواصم في مفاوضات شاقة لإقرار هدنة طويلة نسبيا في القطاع والحيلولة دون اجتياج جيش الاحتلال لمنطقة رفح الفلسطينية.

وفق «بي بي سي» استضافت قطر محادثات غير مباشر بين الولايات المتحدة وإيران 3 يوليو 2022 ورغم فشلها في اختراق أو إحراز تقدم لإطلاق المفاوضات بين ايران والمجتمع الدولي حول إعادة العمل بالاتفاق النووي بين ايران ومجموعة خمسة زائد واحد الذي تم التوصل إليه في عام 2015 إلا أن الوساطة نفسها كانت محل نقاش.

وهذه ليست المرة الأولى التي تستضيف فيها قطر المفاوضات أو الوساطات بين أطراف الخلافات والنزاعات في الشرق الأوسط وغيرها من المناطق.

ومن أبرز الملفات التي توسطت فيها الدوحة، الإفراج عن الممرضات البلغاريات في ليبيا عام 2007 بجانب اتفاق الدوحة بين الفرقاء اللبنانيين عام 2008 وفي العام 2008 توسطت قطر بين الحكومة اليمنية والحوثيين لوقف القتال، لكن أطول وساطة مارستها الدبوماسية القطرية كانت بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والكيان المحتل في أعوام 2009 و2012 و2014 و2021.

السيسي وتميم (الإنترنت)
السيسي وتميم (الإنترنت)

كما لعبت دولة قطر دورا رئيسيا في إقرار وثيقة السلام دارفور عام 2011، بخلاف نجاحها في تحقيق المصالحة بين جيبوتي واريتريا 2011، وبجانب قدرتها في جمع شمل الفلسطينين في مصالحة تاريخية تحسب للدولة القطرية من خلال المصالحة بين حركتي حماس وفتح في العام.2012.

كما ساهمت قطر في اتفاق دارفور عام 2013 والإفراج عن راهبات محتجزات في شمال سوريا 2014، وكذا تبادل أسرى بين طالبان والولايات المتحدة 2014، ناهيك عن الإفراج عن جنود لبنانيين أسرى لدى جبهة النصرة السورية 2015

ومن بين انجازات الدبلوماسية القطرية اتفاق التبو والطوارق في ليبيا 2015، وإدارة مفاوضات الحكومة الأفغانية وحركة طالبان 2015، بالإضافة إلى اتفاق بين حكومة السودان وحركة «جيش تحرير السودان- الثورة الثانية» 2017، كما مثلت المحادثات بين الولايات المتحدة مع طالبان للخروج من أفغانستان 2019 انتصار مدويا للقوة الدبولوماسية للدولة الخليجية.

مسؤول قطري يكشف أبعاد زيارة أمير الكويت للبلاد

«العدل الدولية» تقول الحق ولاتنفذه.. القضية الفلسطينية تبحث عن اعتراف «استشاري»

أهم الأخبار