كارثة إنسانية في الأفق..

الجوع يزحف نحو ملايين السودانيين وجنرالات الحرب «لا حياة لمن تنادي»

الجوع يزحف نحو ملايين السودانيين وجنرالات الحرب «لا حياة لمن تنادي»
المجاعة تهدد السودان ( الإنترنت)
القاهرة: «خليجيون»

تزايدت الدعوات لوقف الحرب الضروس في السودان مع اقتراب البلاد من الدخول في مجاعة حقيقية تهدد ملايين المدنيين كما زادت من وتيرة التهجير والنزوح لعشرات الألاف، في وقت يصر جنرالات الحرب على استمرار الكارثة.

كانت أخر تلك الدعوات من عمار حمودة، المتحدث باسم قوى الحرية والتغيير في السودان، الذي حث الأطراف المتقاتلة على وقف الحرب فورا والدخول في مفاوضات سياسية بسبب الظروف الكارثية للأوضاع الإنسانية والتي اقتربت من المجاعة.

واندلعت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي إثر خلافات حول خطط دمج الأخيرة في القوات المسلحة، في الوقت الذي كانت الأطراف المدنية والعسكرية في البلاد تضع اللمسات الأخيرة على عملية سياسية مدعومة دوليا كان من المفترض أن تنتهي بإجراء انتخابات.

وقال حمودة لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم الأربعاء إنه «لا بد أن نصل إلى وقف لإطلاق النار لأن هناك المزيد من المعاناة في الطريق إذا لم نصل إلى وقف سريع لإطلاق النار، الآن هناك شبه مجاعة في السودان والوضع الإنساني كارثي، ولذلك فإن مسألة وقف إطلاق النار أصبحت ضرورة».

وكان رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان قال أمس الثلاثاء إنه لن تكون هناك عملية سياسية في البلاد إذا لم تنته الحرب الدائرة مع قوات الدعم السريع.

وقال البرهان خلال تفقده قوات الفرقة الثانية مشاة بالجيش في ولاية القضارف «كيف يمكن عمل اتفاق وسلام مع شخص لا يلتزم وكل يوم له رأي، لذا نقول لن يكون هناك سلام إلا بعد نهاية هذا التمرد»، في إشارة إلى قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

المجاعة تهدد الملايين

وفق البرنامج الأممي 25 مليون شخص على الأقل يعانون نتيجة ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية في السودان، في ظل الحرب الدائرة هناك منذ أكثر من عشرة شهور.

وأدى الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل الماضي إلى مقتل 12 ألف شخص بينما نزح أكثر من سبعة ملايين من منازلهم، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، فضلا عن الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية والمستشفيات والمرافق الخدمية.

وأوضح حمودة قائلا إن «المرحلة الأولى من الوصول إلى سلام هي إيقاف الحرب وإسكات صوت البنادق وطي صفحة العملية العسكرية ثم بدء المباحثات السياسية، وهذا أمر بديهي ومعروف ولا جديد فيه».

وردا على سؤال حول دور القوى المدنية في السودان، ومن بينها قوى الحرية والتغيير، في فرض وقف إطلاق النار، قال حمودة «مسألة وقف إطلاق النار في يد العسكريين، ونحن (القوى المدنية) ليس لنا غير أن نضغط في اتجاه أن ينصاعوا لصوت العقل».

موجات صادمة من النازحين

وقال برنامج الأغذية في بيان نقلته وكالة أنباء العالم العربي أن الأزمة في السودان «ترسل موجات صادمة إلى أنحاء شتى في العالم، مع نزوح آلاف الأسر واضطرارها إلى عبور الحدود إلى تشاد وجنوب السودان كل أسبوع».

وأوضح مايكل دانفورد المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في شرق أفريقيا في البيان أن «تأثير هذا الصراع يشمل ثلاث دول، هي السودان وجنوب السودان وتشاد، وقد تسبب في أكبر أزمة نزوح في العالم».مزيدا «بعد مرور ما يقرب من عام على الحرب، لا نرى أي مؤشرات على أن عدد الأسر الفارة عبر الحدود سوف يتباطأ».

وتسعى القوى المدنية إلى عقد اجتماع مع قادة الجيش السوداني، بعد أن عقدوا اجتماعات مماثلة مع قادة قوات الدعم السريع.

ومضى حمودة يقول «الجيش رد بصورة مبدئية، لكنه لم يحدد أين ومتى سيجتمع معنا، ونحن في انتظار ذلك لأن الاتفاق مع طرف واحد لا يجدي، فالمطلوب هو إيقاف الحرب، والحرب لها أكثر من طرف، وبالتالي التواصل مع الطرف الثاني يصبح ضرورة».

وأضاف «ولذلك نحن نعي أننا إذا لم نتواصل مع الطرف الثاني فإن أي تفاهمات مع طرف واحد لن يكتب لها النجاح».

وقال دانفورد «ما لم يتم حل الصراع وإتاحة وصول الوكالات الإنسانية (للمحتاجين) دون قيود وتلقي التمويل، فإن هذه الأزمة ستتفاقم.. .نحتاج إلى التمكن من تقديم الدعم للأسر في السودان لتجنب تحول أكبر أزمة نزوح في العالم إلى كارثة جوع مع الاقتراب من موسم القحط».

الفرصة الأخيرة

فيما اعتبرها حمودة الفرصة الأخيرة توقع أن يستجيب الجيش لطلب الاجتماع مع القوى المدنية «لأن هذا يصب في صالح الشعب السوداني».

وتحدث حمودة عن التحركات المقبلة للقوى المدنية في محاولة الوصول إلى حلول للأزمة وقال «في الفترة المقبلة سنحث كل دول الجوار والدول الإقليمية الفاعلة على العمل على إنهاء الحرب وعدم صب الزيت على النار وعدم تشجيع الأطراف للمضي بشكل أكبر في الحرب، وكذلك تشجيع الأطراف على العودة إلى منبر جدة (مفاوضات بين الطرفين المتحاربين برعاية السعودية)، ومواصلة جهود الحوار وصولا إلى وقف إطلاق النار، ثم بدء العملية السياسية التي تحل جذر المشكلة».

خليجيون| «رقيق موريتانيا» تحت رحمة شيوخ القبائل

تحذيرات خليجية من الفيتو الأميركي

أهم الأخبار