خليجيون| هل تسحب سلطنة عمان البساط من تحت أقدام تميم قطر؟

خليجيون| هل تسحب سلطنة عمان البساط من تحت أقدام تميم قطر؟
سلطان عمان (إكس)
القاهرة: نصر عبد المنعم

بدبلوماسية اخترقت أغلب الملفات الساخنة في المنطقة محققة نجاحات دون ضجيج، تخلت سلطنة عمان عن حياد سويسرا العرب وقررت الانخراط أكثر في حل الأزمات والخلافات بالمنطقة، ما يطرح التساؤل حول التعاطي الإيجابي مع التوجه العماني وهل تسحب السلطنة البساط من تحت أقدام أطراف أخرى فاعلة في الخليج؟

نجحت سلطنة عُمان في لعب دور لافت هذه الأيام ضمن المتغيرات والمقاربات بين عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يعد امتدادا للسياسة التي تنتهجها السلطنة منذ سنوات، وفق موقع المونيتور الإخباري.

الاتفاق النووي الأميركي الإيراني

واستشهد الموقع الإخباري، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له «بانخراط مسقط على مدار العقد الماضي في تسوية قضايا عالقة منذ فترة بين إيران وعدد من الدول»، لافتا إلى الدور الأبرز لمسقط في هذا الصدد وهو لعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة في عام 2013، والتمهيد للمحادثات الماراثونية التي تمخضت عن الاتفاق النووي عام 2015.

إذابة جبل الجليد بين القاهرة وطهران

لفتت القوة الناعمة لسلطنة عمان عقب زيارة السلطان هيثم بن طارق لطهران وبعد زيارة نادرة لمصر التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وسط حديث عن رغبة مشتركة في التقارب بين البلدين، وهو ما استند فيه المونيتور لترحيب المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خلال لقاء جمعه مع سلطان عمان بـ«دفء» العلاقات مع مصر والمملكة العربية السعودية، وتأكيده أن بلاده «ليست لديها مشكلة» في استئناف العلاقات الدبلوماسية مع مصر، بحسب ما ورد في بيان صادر عن مكتبه.

ما اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني عباس كلرو خلال لقاء جمعه برئيس مكتب رعاية مصالح مصر في طهران هيثم جلال أن التطور الشامل للتعاون بين إيران ومصر كدولتين إسلاميتين مهمتين يصب في مصلحة المنطقة، وفقا لما ذكرته وكالة مهر الإيرانية للأنباء.

سر قوة عمان

النجاح السياسي لسلطنة عمان في حلحلة ملفات صعبة بالمنطقة فسرته «سارة كيرا» مدير المركز الأوروبي لشمال أفريقيا للأبحاث إلى الرصيد الحيادي لسلطنة عمان على فترات طويلة وابتعادها عن الدخول في أزمات دولية، لافتا أن البعض أطلق على سلطنة عمان سويسرا العرب نظرا لحيادها رغم وجودها في منطقة لاتخلو من الأزمات وقربها من مناطق صراعات مثل الجبهة اليمنية.

وأضافت الباحثة السياسية لـ «خليجيون» أن سلطنة عمان نجحت في أكثر من ملف شائك وتحريك المياه الراكدة بين مصر وإيران في وساطة شهيرة قادة السلطان العماني بنفسه فضلا عن التوسط والمساعدة العمانية لإنجاح جهود الصين في التقارب السعودي الإيراني.

ولفتت كيرا أن مسقط وفرت متنفس سياسي وتصالحي لإيران في منطقة الخليج وكانت طهران متحمسة للتعاطي مع أي جهود عمانية لترميم علاقاتها بدوب خليجية وعربية رئيسية مثل مصر والسعودية.

قوة إقليمية ناعمة

واستطرد موقع المونيتور في إلقاء الدور الذي تقوم به سلطنة عمان، لا سيما في قضايا من هذا النوع تكون إيران طرفا فيها، مشيرا إلى دور عُمان في مساعدة بلجيكا وإيران على إتمام صفقة لتبادل سجينين الأسبوع الماضي تم بموجبها إطلاق سراح دبلوماسي إيراني كان يقضي عقوبة السجن لمدة 20 عاما في بلجيكا بتهم الإرهاب، مقابل عامل مساعدات بلجيكي أدين في إيران بالتجسس وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 40 عاما.

مكمل وليس بديل

واستبعد عمار علي حسن المفكر السياسي المصري استبدال الدور العماني المتنامي في المنطقة لإدوار دول أخرى، لافتا في تصريح لـ «خليجيون» أن لكل دولة قوتها الناعمة الخاصة مثل قطر والتي لعبت دورا ومازالت في قضايا عربية وإقليمية ودولية

واعتبر عمار أن الجهود العمانية مكملة لقوة الخليج الكلية الناعمة وليس هناك منافسة خاصة أن سلطنة عمان تطرق ملفات بعيدة عن اهتمامات دول أخرى بالمنطقة.

التوسط مع الحوثي

رأت دول كثيرة على رأسها بريطانيا أن سلطنة عمان هي الشريك الأفضل في التوسط لدى الحوثيين لوقف الحرب في الممرات الملاحية بالبحر الأحمر، وحث ديفيد كاميرون وزير خارجية المملكة المتحدة السلطات العمانية على التحدث مع الحوثي.

يشار أن مسقط استقبلت في الساعات الماضية وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لمناقشة الصراع في غزة مع نظيره العماني، بحسب ما أعلنته وزارة الخارجية الإيرانية.

كما أتت الزيارة في توقيت غاية في الصعوبة والدقة إثر تعرض مجمع دبلوماسي إيراني في دمشق للقصف من طائرات الاحتلال الإسرائيلي ومقتل عدد من قادة الحرس الثوري الإيراني ما يهدد باشتعال المنطقة وفي نفس الوقت التعويل على سلطنة عمان للتهدئة.

انسحاب الاحتلال من غزة يهوي بأسعار النفط لأدنى مستوى منذ 5 شهور

ملك البحرين يعفو عن «المشاغبين».. ما السر؟

أهم الأخبار