«المرايا» تفرمل أول أحلام محمد بن سلمان

«المرايا» تفرمل أول أحلام محمد بن سلمان
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
القاهرة: «خليجيون»

يواجه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحديا جديدا لطموحه في رؤية 2030 الذي تقلص بشأن المدينة المستقبلية، «ذا لاين» الواقعة ضمن مشروع «نيوم»، وفق تقارير غربية.

مشروع «ذا لاين» هو عبارة عن ناطحات سحاب متوازية مغطاة بالمرايا تمتد على مسافة 170 كيلومترًا وعرضها 200 متر فقط بين التضاريس الجبلية والصحراوية، وتمتد إلى البحر الأحمر، باعتبارها مدينة مستقبلية، ووعد ولي العهد بأن المشروع سيكون موطنا لـ 1.5 مليون ساكن بحلول نهاية العقد وسيقدم «طرق بديلة للحياة»، حسب صحيفة «تلغراف» البريطانية.

وقت تدشين المشروع قال الأمير محمد أن «ذا لاين» ستبنى وفقا لأحدث تقنيات البناء وعمليات التصنيع، وستعمل «نيوم» على تصميم المدينة رقمياً بأكملها، مضيفاً أنه ستتم الاستعانة بفريق من المعماريين والمهندسين المشهورين عالمياً.

لكن بعد أقل من عامين، ذكرت وكالة «بلومبرغ» الأميركية أن السعودية قلصت طموحاتها بشأن المدينة المستقبلية، «ذا لاين». ولفتت «تلغراف إلى تقليص هذه الطموحات بشكل كبير، إذ أنه من المتوقع الآن أن يستوعب المشروع 300 ألف شخص فقط على مساحة 2.4 كيلومتر بحلول عام 2030، حسبما أشارت تقارير هذا الأسبوع.

ووصفت صحيفة «تليغراف» هذه التطورات بـ«الضربة غير المفاجئة» مشيرة إلى ما قالت إنها «صعوبات تواجهها الحكومة السعودية لكسب المستثمرين الأجانب وتأثر الاقتصاد بتقلبات أسعار النفط الذي يشكل حوالي ثلاثة أرباع إيرادات ميزانية المملكة، منذ عام 2010».

لماذا تراجع حلم محمد بن سلمان؟

ويشير الخبراء إلى أن «الاقتصاد السعودي في عام 2023، شهد عجزا في الميزانية حوالي 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.. .ومن أجل الاستثمار في مشاريع مثل نيوم. ولدعم هذا المستوى من الإنفاق، فإنهم بحاجة إلى سعر أعلى للنفط»، وفق قناة الحرة الأميركية.

ووفقا لجيم سسوانستون من «كابيتال إيكونوميكس»، تحتاج السعودية إلى أن «يكون السعر 93 دولارا على الأقل لتحقيق التوازن في ميزانيتها»، مضيفا أنه «لم يصل النفط إلى هذا السعر حتى مع الارتفاع الذي شهدناه هذا العام مع تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس».

وأشارت الصحيفة إلى أن المشكلة الأساسية بالنسبة للمشروع تكمن في الاستثمار الأجنبي المباشر، إذ أنه في العام الماضي، حصلت السعودية على حوالي 11 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر، أي حوالي 1% أو أقل من الناتج المحلي الإجمالي.

ونقلت الصحيفة عن «توربيورن سولتفيدت»، المحلل الرئيسي في شركة مابلكروفت لاستشارات المخاطر، قوله إن السعوديين «يتطلعون إلى زيادة بمقدار 10 أضعاف في الاستثمار الأجنبي المباشر».

ويضيف سولتفيدت أن «الأموال الأجنبية تتدفق على المملكة لشراء الديون السيادية والأوراق المالية، لكن محمد بن سلمان فشل في إقناع المستثمرين بتوجيه الأموال مباشرة إلى مشاريعه». وأكد أنه «لاتزال المملكة تواجه معضلة أن المستثمرين يريدون أن يروا مزيدا من الأدلة على التغيير حتى يلتزموا باستثمارات طويلة الأجل في السعودية».

ويرى أن جذب الاستثمار المباشر «مشكلة مستمرة في جميع مشاريع رؤية 2030»، وهذا يعني، من وجهة نظره، أن «الحكومة فشلت بشكل مؤسف في تحقيق أهدافها، وما زاد من صعوبة الأمر هو الحرب بين إسرائيل وغزة التي أثارت المخاوف بشأن الأمن في المنطقة، ولذلك يجب على المملكة إيجاد طرق لطمأنة المستثمرين بشأن تحسين سجل حقوق الإنسان».

اقرأ المزيد:

«سبايا داعش».. جريمة استرقاق فتاتين من الإيزيديين تهز ألمانيا

منظمة التجارة العالمية تحذّر من «مخاطر»

فيديو: الحوثي يستهدف سفينة بحرية أميركية

أهم الأخبار