صرخة طفل فلسطيني تستنطق لوحة لفنانة بحرينية

صرخة طفل فلسطيني تستنطق لوحة لفنانة بحرينية
الفنّانة البحرينيّة وحيدة مال الله
القاهرة: منار إبراهيم

تحدثت الفنانة البحرينية وحيدة مال الله، عن لوحتها الفنية الجديدة المستوحاه من حرب الإبادة على غظة، قائلة: «كُنتُ كلّما أدير التلفاز لأستمع إلى نشرات الأخبار، أجد طفلا فلسطينيّا أو طفلة تصرخ قائلة ’يمّا‘ فأصبحت هذه الصرخة بطلة لوحتي».

ثلاث لوحات متتالية تعبر عن فلسطين

ثلاث لوحات متتالية تم ترتيبها بشكل عمودي شاركت بها وحيدة مال الله في معرض جماعي بالعاصمة البحرينية المنامة، وركزت من خلالها على التفاعل مع الحرب الدائرة في قطاع غزة الفلسطيني منذ أكثر من سبعة أشهر، فهي اختارت عنوان هدم الهوية وإعادة بنائها.

وفي ثلاث لوحات كتب على كل منها أسماء بلدان العالم فوق قطع من فحم بعد تكسيرها، وتم تصنيف هذه القطع من الفحم بوصفها «أداة رمزيّة شائعة في كافّة أنحاء العالم.. .تخلق حوافز إمّا للتكسير أو الاحتراق، كما تُثير الرّغبة لدى المتلقّي في تجسيد الحالة التي تكسر مفاهيم شائعة حول القوّة والهويّة والسلطة والأنظمة المهيمنة بأمل تفتيت الهويّات المتصارعة».

أسباب اختيار لوحات تتحدث عن صرخات طفل فلسطيني

وفي مقابلة أجرتها الفنان البحرينية مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP)، عن أسباب اختيار أسماء هذه البلدان ووضعها فوق مكعبات الفحم لتظهر «ما نُعاني منه في ظلّ الإصرار على خلق صور نمطيّة للجميع»

أضافت «هذه الصور النمطيّة تمحو الخصوصيات الثقافية وتُلغي التفرّد.. .تظهر كافة البنايات في العالم في حالة واحدة أشبه بمكعّبات تم رصّها بحيث تنعدم فيها الهويّات البصريّة وتُلغي فيها الخصائص المتفرّدة».

لوحة للفنّانة البحرينيّة وحيدة مال الله في معرض جماعي بغاليري الرواق في العاصمة البحرينية المنامة
لوحة للفنّانة البحرينيّة وحيدة مال الله

تضامن مع غزة عن طريق الفن

وخلال أعمالها الفنية تسعى مال الله إلى توصيل رسالة والتي سبق وعرضتها في بينالي الشارقة للفنون في الآونة الأخيرة، وتسعى على «خَلق أرضيّة إنسانيّة مشتركة لا تُلغي حقّ كلّ فرد في الاعتزاز بتراثه والتعبير عن هويته في إطار من الحوار المُشترك».

وأكملت «أردت أن أعطي سلطة للمتلقّي لكي يقوم بتفتيت كلّ ما هو سلبيّ وإعادة بناء تصوّراته عن كلّ تلك المفاهيم التي تُقيّد حريّته».

وأوضحت أنها من خلال مجموعة أعمالها الجديدة، وما يحدث الآن في قطاع غزة من حرب إبادة جماعية، وأظهرت بعض من تضامنها مع الشعب الفلسطيني، حيث اعتمد على تصوير جدران البيوت الفلسطينيّة والأسوار في تشكيلات مطرّزة تلتقي بشكلٍ مباشر إلى رمزيّة الشال أو الكوفيّة الفلسطينية.

أضافت «بدلا من التكسير والتفتيت، لجأت إلى الفعل النقيض، وهو بناء جدران جديدة للبيوت التي هدمتها قوات الاحتلال الإسرائيليّ للتمسّك بالأمل في بناء وطن فلسطينيّ جديد».

الفنانة البحرينية تعلمت تصميم الكلمات

وتعلمت الفنّانة البحرينية في ورشة تصميم الكلمات وإعادة تشكيلها بصرياً، ضمن تكوينات مختلفة، واستعادت خلال تنفيذها أعمالها الأخيرة كافة تلك الخبرات كاملة.

في مجموعة لوحات أخرى، استعملت فيها وحيدة مجموعة من الرمزيات مرتبطة بالدبابات وأدوات القتال، وعلى رأسهم المسدسات التي تبرز في الزوايا الأربع للوحة الرئيسية.

وقالت «على عكس أعمالي السابقة، يتجلّى نوع من الإحساس بالمباشرة، لأنّي أردت إبراز تفاعلي مع الحدث الفلسطيني بطريقتي وبأساليب الفنّ المعاصر دون تغييب موقفي وتضامني».

ولدت وحيدة في العاصمة البحرينية عام 1978، وهي من أبرز الفنانات منطقة الخليج، درست التصميم في جامعة البحرين، وتخرّجت من المعهد الإقليمي للإعلان والتسويق (ريام) عام 2002. وتعمل حاليا مصمّمة غرافيك في كليّة الفنون بجامعة البحرين.

وحققت شهرة كبيرة منذ عام 2010 بعد إطلاق مهرجان (دكاكين) للفنون في 20 موقعا مختلفا بسوق المنامة، إحدى أقدم أسواق البحرين.

أقيم أوّل معرض فرديّ لها في غاليري الرِواق في البحرين عام 2008، ثم انطلقت منه إلى المشاركة في مهرجانات دولية، وحازت جائزة الهرم الذهبيّ من المنتدى الفني الإعلامي الأول للشباب الذي أقيم عام 2009 في قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية في القاهرة.

أقرا المزيد:

أبرز الأفلام المتنافسة على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي 2024

«رفعت عيني للسما» أول فيلم مصري يفوز بجائزة في مهرجان كان

فنانة مصرية تثير الجدل بخسارتها 50 كيلو من وزنها

أهم الأخبار