«مدينة الجوعى».. رفح الملاذ الأخير لأهل غزة ونازحون يرون لـ«خليجيون» مأساتهم

«مدينة الجوعى».. رفح الملاذ الأخير لأهل غزة ونازحون يرون لـ«خليجيون» مأساتهم
نازحون فلسطينيون يتزاحمون أمام مخبز برفح
القاهرة: أحمد كامل

يتكدس مئات الآلاف في الخيام المنصوبة في رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، بعد النزوح من الشمال هربا من القصف الإسرائيلي المتواصل منذ 96 يوما، إذ يعيشيون على الفتات من المساعدات التي لا تكفي احتياجاتهم اليومية من الطعام والمياه.

واضطر الآلاف من النازحين إلى النوم في العراء، لصعوبة الحصول على خيمة مناسبة، إذ بات المتوفر منها لا يقي النازحين الوافدين من شمال قطاع غزة البرد أو المطر، وهو ما فاقم من معاناتهم.

وانتشر الجوع والمرض في القطاع، جراء نقص المواد الغذائية والأدوية، حيث اضطر الكثير من الفلسطينيين إلى اقطتاف أوراق الشجر وتناولها كطعام.

أطفال في رفح يتكدسون للحصول على الغذاء
أطفال في رفح يتكدسون للحصول على الغذاء

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، الجمعة، من أن «اشتداد الحرب وسوء التغذية والأمراض في قطاع غزة يخلق حلقة مميتة تهدد أكثر من 1.1 مليون طفل».

وأشارت اليونيسف إلى أن «هناك ارتفاعا في حالات الإسهال لدى الأطفال بنسبة 50% في أسبوع واحد فقط في غزة، مع تعرض 90% من الأطفال دون سن الثانية الآن إلى الفقر الغذائي الحاد».

تكدس الخيام في رفح الفلسطينية
تكدس الخيام في رفح الفلسطينية

مصريون يمدون أهل غزة بالمساعدات من السياج

وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يكشف محاولات عدد من المصريين بإمداد الفلسطينين بمساعدات متنوعة، عبر فتحات صغيرة في السياج الحدودي الفاصل بين رفح الفلسطينية ومصر.

ويقول العسقلاني النازح من مخيم جباليا، إن «بعض المساعدات تباع لأهل القطاع، إذ بلغ سعر علبة الفول 6 دولارات، وكيس الدقيق 25 دولار».

ورفح التي لا تزيد مساحتها عن 32 كيلومترا، باتت مزدحمة بسكانها تزامنا مع تكدس نحو مليون نازح يشكلون نصف تعداد سكان قطاع غزة الذي تبلغ مساحته الإجمالية 365 كيلومترا مربعا.

نازح يروي مأساة نقص الغذاء

ويؤكد النازح الفلسطيني أبوبكر العسقلاني، في حديث إلى «خليجيون»، صعوبة الحصول على المساعدات القادمة من مصر عبر معبر رفح، نظرا لتكدس عشرات الآلاف حول العربات، ما يزيد من ندرة فرص الحصول على طعام.

ويشير العسقلاني إلى انتشار الجوع والمرض بين أهل غزة، في ظل نقص الاحتياجات الأساسية من الغذاء والشراب والدواء والملابس تزامنا في موجات البرد وهطول الأمطار.

ويضيف النازح الفلسطيني أنه «اضطر للنزوح من شمال غزة، بعد استهداف منزله واستشهاد أخيه وبناته، ليتجه إلى خان يونس ومنها إلى رفح التي باتت الملاذ الأخير الآمن في غزة»، على حد قوله.

وتتدفق شاحنات المساعدات المصرية إلى قطاع غزة عبر بوابتي معبري كرم أبوسالم ورفح البري، والتي تضم الشاحنات الوقود وغاز الطهي والمساعدات الغذائية والاغاثية والأدوية والمستلزمات الطبية ومياه الشرب.

ونشرت ناشطة فلسطينية، مقطع فيديو، انتقدت عبره استغلال الوضع في غزة من لوبيات الفساد في معبر رفح.

وحذرت وزارة الصحة في غزة، مساء الأربعاء من خروج مستشفيات جنوب القطاع عن الخدمة مع تزايد الضربات الجوية والمدفعية عليها وفي محيطها.

قمة العقبة تدعو لمنع التهجير

وأمس الأربعاء، نتهت قمة العقبة الثلاثية بين قادة مصر والأردن والسلطة الفلسطينية إلى التأكيد على رفض التهجير القسري والحصار، وجددت الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وتزامنت القمة مع لحظة فارقة تواجه المنطقة العربية، وفق بيان الرئاسة المصرية، ونقلت حرص الرئيس المصري السيسي على تنسيق المواقف مع ملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، لضمان وحدة الصف والمواقف، وبما يحافظ على أمن واستقرار شعوب المنطقة.

اقرأ أيضا:

من رفح إلى جنين.. «مٌسيرات» الاحتلال توزع الموت على الفلسطينيين (فيديو)

المقاومة تكبد إسرائيل مزيدًا من الخسائر.. ورفح مخيم نازحين «ضخم»

أهم الأخبار