مجزرة شاحنات جديدة ومخاوف من مجاعة ورعب من اجتياح وشيك.. يوم عصيب في غزة

مجزرة شاحنات جديدة ومخاوف من مجاعة ورعب من اجتياح وشيك.. يوم عصيب في غزة
أنقاض منزل عائلة فلسطينية في غزة. (أ ف ب)
غزة: «خليجيون»

في وقت يهدد فيه رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية المحتلة باجتياح رفح قلل مسؤل فلسطيني من تلك التهديدات، في وقت ارتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة حول شاحنات المساعدات، بينما خرجت تحذيرات جديدة من مجاعة قريبة في القطاع.

قال باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة ورئيس دائرتها السياسية، إن تعليقات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بأن الجيش سيصل إلى كل في مكان في رفح غير واقعية لكن يجب التعامل معها بجدية، داعيا إلى رفع حق النقض (الفيتو) عن قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وأبلغ نعيم وكالة أنباء العالم العربي (AWP) اليوم الخميس «وزير الدفاع الصهيوني غالانت منذ بداية الحرب وهو يخرج بتصريحات لا تمت للواقع بصلة وغير متصلة بالميدان، دائما يهدد ويرفع سقف هذه التهديدات بشكل غير معقول».

لكنه شدد في الوقت نفسه على خطورة الوضع لو دخلت القوات الإسرائيلية رفح الواقعة على الحدود مع مصر.

وأضاف نعيم «على كل الأحوال، نحن نأخذ أي تهديدات على محمل الجد، وخاصة أننا نتعامل مع جيش صهيوني عنصري فاشي ليس له هدف إلا القتل والدمار وإهلاك الحرث والنسل بغض النظر عن النتائج على الأرض، وخاصة إذا الأمر كان متعلقا برفح.»

«نعتبر أن هذه التهديدات خطيرة إذا أقدم العدو على هذه الخطوة، سيفتح الباب لجريمة كبيرة جدا في وجود 1.2 مليون أو يزيد من الفلسطينيين المدنيين الذين طُلب منهم مغادرة الشمال في اتجاه الجنوب باعتبار أنه مكان آمن».

اتركوا الفيتو

وقال «الأصل أن الولايات المتحدة، التي بادرت هذه الخطوة، أن ترفع يدها عن الفيتو، وتسمح للإرادة الدولية بالوصول إلى وقف لإطلاق النار وإجبار إسرائيل على احترام القانون الدولي، وفتح المعابر لإيصال كل المساعدات التي يحتاجها القطاع. وهذا هو الطريق الذي يجمع الفنيون على أنه السبيل الأسهل والأفضل في إيصال كل الاحتياجات».

وحذر رئيس الدائرة السياسية لحماس في غزة من التبعات الإنسانية على كامل القطاع إذا حدث اجتياح لرفح.

وأضاف «نحذر من تداعيات ذلك على المستوى الإنساني في قطاع غزة الذي يعيش كارثة إنسانية منذ بداية العدوان. أي معركة جديدة في رفح في ظل وجود المعبرين (البريين) الأساسيين هناك - معبر كرم أبو سالم ومعبر رفح - فبالتأكيد هذا سيمنع استمرار دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وهي أصلا مساعدات شحيحة».

وردا على سؤال حول الرصيف البحري الذي أعلنت الولايات المتحدة عزمها تشييده على ساحل غزة لإيصال المساعدات بحرا إلى القطاع، قال نعيم «بالتأكيد أي خطوة يمكن أن تخفف من الحصار المفروض على شعبنا ومن المجاعة في شمال قطاع غزة هي خطوة في الاتجاه الصحيح. لكن أمامها تحديات كبيرة، ويثار حولها أسئلة كثيرة، وستحتاج إلى وقت طويل حتى يتم تنفيذها. وفي هذا الوقت يتساقط الفلسطينيون كل يوم بسبب الجوع».

وكانت المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وقبرص والإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة قد أعلنت الأسبوع الماضي عزمها فتح ممر بحري لإيصال مساعدات إضافية لقطاع غزة عن طريق البحر.

ومضى نعيم قائلا «ليس واضحا حتى اللحظة من الذي سيكون على الأرض لاستلام هذه المساعدات وتنسيقها وتوزيعها والسيطرة على المشهد.لكن الأهم من ذلك كله، لماذا نذهب إلى هذه الطريق الطويل؟ وكل التقارير تقول إنه لن يستطيع أن يقدم الكثير لمساعدة الشعب الفلسطيني في مواجهة هذه المجاعة».

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن الممر البحري الجديد سيسمح بإيصال الإمدادات إلى «المدنيين وليس إلى حماس». وكان غالانت قد دخل إلى قطاع غزة لتفقد قوات الجيش ومتابعة التحضيرات لفتح الميناء العائم لنقل المساعدات.

وتهدد إسرائيل منذ أسابيع بشن عملية برية في رفح، لكنها لم تقدم عليها حتى الآن، وسط تحذيرات دولية وإقليمية واسعة بسبب المخاطر المحتملة على نحو 1.5 مليون فلسطيني لجأوا إلى البلدة الحدودية فرارا من الحرب الإسرائيلية المستعرة على القطاع منذ السابع من أكتوبر.

تدهور الأوضاع الإنسانية في غزة

في المقابل قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة هشام مهنا اليوم الخميس إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة «تتدهور ساعة بعد ساعة» وإنه لا يزال هناك نقص شديد في الاحتياجات الأساسية ومنها الغذاء خاصة في شمال القطاع.

وقال مهنا في تصريحات لـ (AWP) إن المواطنون يعيشون ظروفا لا إنسانية وصعبة للغاية في شمال وجنوب قطاع غزة، والأوضاع الإنسانية تتدهور ساعة بعد ساعة والاحتياجات الإنسانية تزداد، حيث أن هناك نقصا شديدا في الاحتياجات الأساسية ومنها الغذاء خاصة في شمال قطاع غزة الذي شهد وفاة ما لا يقل عن 25 مواطنا معظمهم أطفال".

وأضاف مهنا «الوضع الإنساني في جنوب القطاع يتفاقم بسبب الاكتظاظ الكبير.. .مقابل شح في الدعم الإنساني الذي يدخل قطاع غزة».

وتابع قائلا «إسرائيل كسلطة قائمة بالاحتلال في قطاع غزة يتوجب عليها طبقا للقانون الدولي الإنساني أن تسمح للمدنيين بالوصول للمقومات الأساسية للبقاء على قيد الحياة من ماء وغذاء وعلاج، والأهم من ذلك المكان الآمن».

واعتبر أن إنزال المساعدات جوا ليس بالطريقة «المناسبة»، مشير إلى أنه «أسلوب غير مستدام ولا يمكنه توفير كميات متناسبة مع الاحتياجات الإنسانية الكبيرة، كما أنه يضع المواطنين في خطر بفعل عمليات الإنزال التي من الممكن أن تؤدي لإصابات أو حالات وفاة».

وأكد مهنا أنه «لا بديل عن الدعم الإنساني من خلال المعابر برا كونه أسرع وأقل تكلفة، وهناك العديد من الشاحنات التي تنتظر السماح لها بالدخول إلى قطاع غزة».

وفيما يتعلق بالوضع الصحي داخل القطاع، قال إن مستشفيات قليلة ما زالت «تحاول وتصارع» لتبقى قيد التشغيل والعمل، مشيرا إلى أنه لم يعد هناك سوى مستشفى واحد فقط قادر على تقديم خدمات طبية متقدمة من عمليات جراحية وخدمات العناية المكثفة، وهو مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس بجنوب القطاع.

مذبحة مساعدات جديدة

في سياق الحرب الوحشية قال مسؤولون بوزارة الصحة في غزة اليوم الخميس إن ستة فلسطينيين قتلوا وأصيب العشرات بنيران إسرائيلية بينما كانت حشود من السكان تنتظر شاحنات المساعدات في مدينة غزة.

وأفاد سكان ومسؤولون صحيون بأن الفلسطينيين كانوا يهرعون للحصول على مساعدات عند دوار الكويت بشمال مدينة غزة في وقت متأخر من مساء يوم الأربعاء عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار. ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق على الواقعة.

وأدى الصراع في غزة إلى نزوح غالبية سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وكانت هناك مشاهد فوضوية وحوادث مميتة أثناء توزيع المساعدات بينما يتدافع الناس الذين يعانون قسوة الجوع للحصول على الغذاء.

وقالت السلطات الصحية الفلسطينية في 29 فبراير إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص أكثر من 100 فلسطيني بينما كانوا ينتظرون تسليم مساعدات بالقرب من مدينة غزة. وألقت إسرائيل باللوم في الوفيات على الحشود التي حاصرت شاحنات المساعدات قائلة إن الضحايا ماتوا نتيجة التدافع أو الدهس.

وفي مخيم النصيرات بوسط غزة، قال مسؤولو صحة فلسطينيون إن ثمانية أشخاص قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مركزا لتوزيع المساعدات يوم الخميس.

وقال مسعفون فلسطينيون إن صاروخا إسرائيليا أصاب منزلا في دير البلح وسط قطاع غزة مما أدى لمقتل تسعة أشخاص يوم الخميس. وأفاد سكان بأن القصف الجوي والبري الإسرائيلي استمر خلال الليل على مناطق في أنحاء القطاع بما في ذلك رفح في الجنوب حيث يعيش أكثر من مليون نازح.

وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الخميس إن الضربات العسكرية الإسرائيلية في مختلف أنحاء قطاع غزة أدت لمقتل 69 فلسطينيا وإصابة 110 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

حافة المجاعة

ومع دخول الحرب الآن شهرها السادس، حذرت الأمم المتحدة من أن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في غزة، أي حوالي ربع السكان، على حافة المجاعة، ويتزايد الضغط العالمي على إسرائيل للسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى القطاع.

ودعت حركة حماس يوم الخميس إلى «النفير العام» في غزة والضفة الغربية والقدس يوم الجمعة بالتزامن مع الجمعة الأولى في شهر رمضان.

مسوؤل مصري يعلق على ميناء بايدن في غزة

«سندويتش كيليان مبابي» يقود مطعمًا فرنسيًا للقضاء

أهم الأخبار