خليجيون| مناوشات حماس وفتح على أطلال غزة

خليجيون| مناوشات حماس وفتح على أطلال غزة
دمار واسع في أجزاء كبيرة من قطاع غزة
القاهرة: نصر عبد المنعم

في وقت وقعت فيه حكومة الحرب على خطة اجتياح رفح دخلت الأزمة في غزة منعطفا مفاجئا بين أبناء البيت بالتراشق بالبيانات بين حركتي فتح وحماس، ما يفسره خبراء بطعنة في الظهر للشهداء و قدح في شرعية المقاومة.

تفاقمت الخلافات بين ضفتي الحكم في فلسطين المحتلة إثر بيان مشترك لحماس وحركة الجهاد والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، في وقت سابق من الجمعة، اعترضت فيه على تكليف محمد مصطفى بتشكيل حكومة فلسطينية جديدة.

وردت فتح التي تمثل السلطة في الضفة الغربية بهجوم حاد، متهمة حركة حماس التي تدير قطاع غزة بالتسبب في إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة.

وقالت فتح في بيان، ليل الجمعة، إن «من تسبب في إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، وتسبب بوقوع النكبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، خصوصا في قطاع غزة، لا يحق له إملاء الأولويات الوطنية».

وأكدت فتح أن «المفصول الحقيقي عن الواقع وعن الشعب الفلسطيني هي قيادة حركة حماس، التي لم تشعر حتى هذه اللحظة بحجم الكارثة التي يعيشها شعبنا المظلوم في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية».

طعنة في شر عية المقاومة

فيما اعتبر الدكتور أيمن الرقب المحلل في الشأن الفلسطيني حالة التراشق بين الحركتين «طعنة في شرعية المقاومة وخيانة للقضية»، ملقيا باللوم على الرئيس محمود عباس بسبب إلتفافه على التوافق والائتلاف الوطني بإصراره على تعيين محمد مصطفي رئيسا للوزراء متجاهلا الاتفاق المسبق على التوافق الوطني حول الحكومة الجديدة.

ولفت الرقب في تصريحات لـ «خليجيون» أن الاتفاق كان يقضي بتشكيل حكومة تكنوقراط ليس لها أجندات سياسية وتكون مهمتها إعادة ترتيب البيت الداخلي وإعادة إعمار غزة وتحسين حياة المواطنين التي تدهورت بفعل الحرب الوحشية على سكان غزة.

وأعربت فتح عن «استغرابها واستهجانها من حديث حماس عن التفرد والانقسام، وتساءلت هل شاورت حماس القيادة الفلسطينية أو أي طرف وطني فلسطيني عندما اتخذت قرارها القيام بمغامرة السابع من أكتوبر الماضي، التي قادت إلى نكبة أكثر فداحة وقسوة من نكبة 1948؟ وهل شاورت حماس القيادة الفلسطينية وهي تفاوض الآن إسرائيل وتقدم لها التنازلات تلو التنازلات»

واعتبرت فتح أن حماس «لا هدف لها سوى أن تتلقى قيادتها ضمانات لأمنها الشخصي، ومحاولة الاتفاق مع (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو مجددا، للإبقاء على دورها الانقسامي في غزة والساحة الفلسطينية».

مخجل وصراع على كرسي

واعتبر الرقب «أن هجوم فتح على حماس أمر مخجل ومعيب على الفصائل الفلسطينية أن تهاجم في ظل قتل الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الاسرائيلي يوميًا، وفي ظل هذه الدماء نتحدث عن 32 ألف شهيد».

ولفت أن هجوم فتح هو «صراع على كراسي ومقاعد تحت سيطرة الاحتلال، للأسف الشديد تمنينا منذ الأحداث الأولى للحرب أن يكون هناك ترتيب للبيت الفلسطيني، وأن يكون هناك الحديث عن تشكيل حكومة توافق وطني».

اتفاقية موسكو

وأعاد المحلل الفلسطيني ماحدث في موسكو التي استضافت مباحثات بين الفصائل المختلفة للوصول لتوافق، مضيفا «كان خلاف يتسع حيث أصر وفد أبو مازن برئاسة عزام الأحمد على تشكيل حكومة ذات حدود رباعية أي تعترف باسرائيل، ورفضوا فكرة حكومة ذات توافق أو حكومة تكنوقراط لا علاقة لها بالسياسة، لذلك رأينا بدلا من أن يتم التوافق تم تكليف محمد مصطفى لتشكيل هذه الحكومة».

إرضاء الأمريكيين

واتهم الرقب تمرير أبو مازن للحكومة الجديدة لإرضاء الأميركيين والإسرائيليين، خاصة أن الأميركيين وافقوا على محمد مصطفى بعد اعتراضات سابقة وطلبوا أن يكون لديه صلاحيات ولديه مقدرة على إصلاح الحالة الفلسطينية».

بيان حماس

وجاء في البيان المشترك أن «الأولوية الوطنية القصوى الآن هي لمواجهة العدوان الصهيوني الهمجي وحرب الإبادة والتجويع التي يشنها الاحتلال ضد شعبنا في قطاع غزة، والتصدي لجرائم مستوطنيه في الضفة الغربية والقدس المحتلة، خاصة المسجد الأقصى، وللمخاطر الكبيرة التي تواجه قضيتنا الوطنية وعلى رأسها خطر التهجير الذي لا يزال قائما".

واعتبر البيان أن «اتخاذ القرارات الفردية، والانشغال بخطوات شكلية وفارغة من المضمون، كتشكيل حكومة جديدة دون توافق وطني، هي تعزيز لسياسة التفرد، وتعميق للانقسام، في لحظة تاريخية فارقة، أحوج ما يكون فيها شعبنا وقضيته الوطنية إلى التوافق والوحدة، وتشكيل قيادة وطنية موحدة، تحضر لإجراء انتخابات حرة ديمقراطية بمشاركة جميع مكونات الشعب الفلسطيني».

وأضاف البيان: «هذه الخطوات تدلل على عمق الأزمة لدى قيادة السلطة، وانفصالها عن الواقع، والفجوة الكبيرة بينها وبين شعبنا وهمومه وتطلعاته، وهو ما تؤكده آراء الغالبية العظمى من شعبنا التي عبرت عن فقدان ثقتها بهذه السياسات والتوجهات».

وتابعت الحركات الأربع: «من حق شعبنا أن يتساءل عن جدوى استبدال حكومة بأخرى، ورئيس وزراء بآخر، من ذات البيئة السياسية والحزبية».

وأضاف البيان: «في ظل إصرار السلطة الفلسطينية على مواصلة سياسة التفرد والضرب عرض الحائط بكل المساعي الوطنية للم الشمل الفلسطيني، والتوحد في مواجهة العدوان على شعبنا، فإننا نعبر عن رفضنا لاستمرار هذا النهج الذي ألحق ولا زال يلحق الأذى بشعبنا وقضيتنا الوطنية».

وأختتم الخبير الفلسطيني بالتأكيد «أن حماس ومامعها من حركات فلسطينية ماتزال قوية على الأرض بخلاف قوتها السياسية وشعبيتها في الضفة ولايمكن الوثوق في أي حلول تحيد أي فصيل».

خليجيون| اجتياح لبنان مغامرة أم انتحار إسرائيلي؟.. خبير يوضح

أكشن هندي في البحر الأحمر.. مطاردة سفن مثيرة مع القراصنة

أهم الأخبار