«خليجيون»| قصف إيران يعيد فتح ملف الوجود الإسرائيلي في كردستان

«خليجيون»| قصف إيران يعيد فتح ملف الوجود الإسرائيلي في كردستان
أكراد يرفعون الاعلام الإسرائيلية بعد الاستقلال
القاهرة: أحمد كامل

أعاد قصف مدينة أصفهان الإيرانية فتح ملف الوجود الإسرائيلي في كردستان، بالتزامن مع اتهامات شبه رسمية للإقليم العراقي بالتواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي ومساعدته في توجيه ضربة إلى أصفهان، فيما اختلف محللون ومراقبون حول صحة تلك الاتهامات.

والجمعة الماضي، أفادت إذاعة الاحتلال الإسرائيلية بتعرض قاعدة عسكرية جوية إيرانية للقصف الإسرائيلي، مشيرة إلى أن «القاعدة العسكرية التي تعرضت للقصف هي قاعدة جوية إيرانية تقع على بعد 22 كيلومترا من مدينة أصفهان».

وعلى الرغم من عدم تبني الاحتلال الإسرائيلي الهجوم، إلا أن رئيس الأمن القومي الصهيوني لمَّح إلى تورط الاحتلال في الهجوم، وذلك في تغريدة أشار فيها إلى أن جيش الحرب الإسرائيلي وراء «هجوم أصفهان» في إيران.

وزعم بن غفير، عبر منصة «X»، أن الهجوم على إيران هو رد ضعيف، وأنه سيستمر في قول الحقيقة، رغم أنها لا تتناسب مع «رسائل الرئيس الأميركي، جو بايدن، ومهندسي العقل، وسأواصل النضال من أجلها»، بحسب تعبيره. وتابع بن غفير أن «إطلاق الصواريخ من إيران يتطلب ردا أقوى من إسرائيل».

وحدات للموساد داخل كردستان

ولم يستبعد أستاذ الإسرائيليات المصري الدكتور سامح عباس تورط كردستان في مساعدة الاحتلال الإسرائيلي، في توجيه الضربة الأخيرة على أصفهان نظرًا للعلاقة القديمة بينهما.

ويقول عباس في تصريح إلى «خليجيون» إن «الموساد الإسرائيلي له وحدات داخل إقليم كردستان من شأنها خدمة مصالح تل أبيب في هذه المنطقة، فضلاً عن وجود تمركزات تابعة لإسرائيل وأميركا في البلاد القريبة من إيران خاصة العراق وباكستان وسوريا».

ويضيف أستاذ الإسرائيليات أن كردستان في حالة عداء دائم مع إيران، ما يجعلها أرضًا خصبة لإسرائيل لتكون قاعدة تنظيم وتخطيط لعمليات عسكرية تهدد طهرن، وبالتالي فإنَّ إيران محاصرة من كردستان ودول عدة.

ويرى عباس أن الخاسر في المعركة الدائرة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، هو سلامة وأمن الشعب العراقي بما فيهم إقليم كردستان، لافتا إلى أن العراق داخليًا باتت نقاط مستهدفة سواء للفصائل العراقية التابعة للحشد الشعبي الموالي لإيران أو لسكان إقليم كردستان الذي يتعرض للقصف الإيراني من حين لآخر.

كردستان بريئة

في المقابل، رفض المحلل السياسي العراقي الدكتور غازي السكوني الاتهامات الإيرانية لإقليم كردستان بوصفه قاعدة لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة وإيواء المتمردين الإيرانيين، معتبرها «محاولة للتضليل الإعلامي لتبرير التعدي على الإقليم وقتل الأبرياء».

وتابع أن «إيران لا تؤمن بالأنظمة الفيدرالية الديمقراطية، وتتمسك فقط بالنظام الشمولي الذي أسسه ولاية الفقيه، وهناك أيضًا فضاء واسع من السنة يتعرضون لانتهاكات وإبادات من الحرس الثوري الإيراني ضمن مخطط طائفي يرفض أي وجود سني يهدد شرعيته القائمة على العنصرية الدينية». ويلفت إلى أن إيران سبق وأطلقت 72 صاروخًا على أربيل تحت مبرر استهداف المقاومة الإيرانية.

وفي يناير الماضي، تبنى الحرس الثوري الإيراني القصف بالصواريخ البالستية الذي طال مدينة أربيل شمال العراق، مشيرًا إلى أنه هاجم «مراكز تجسس وتجمعات لجماعات إرهابية مناهضة لإيران» في المدينة، تزامنًا مع قصفه مناطق في سوريا.

وفي بيان، قال الحرس الثوري الإيراني: «نعلن استهداف مقرات الجواسيس والتجمعات الإرهابية المناهضة لإيران في أجزاء من المنطقة في منتصف الليل بعدد من الصواريخ الباليستية وتم تدمير الأهداف والتفاصيل ستعلن لاحقاً».

وهذه ليست المرة التي تضرب إيران الإقليم الكردستاني، ففي التاسع عشر من مارس 2022 استهدف الحرس الثوري الإيراني بالصواريخ «منشأة عسكرية سرية» في قلب أربيل، عاصمة كردستان العراق.

وقال الحرس إن الهدف الذي جرى قصفه هو عبارة عن «منشأة استخباراتية إسرائيلية» تابعة للموساد الإسرائيلي، وهو ما أكده مسؤول أميركي كبير جرى اقتباس أقواله في تغريدة على موقع صحيفة «نيويورك تايمز».

بداية العلاقة بين إسرائيل وكردستان

وبدأت العلاقة بين الأكراد و الإسرائيليين منذ عام 1943 أي قبل نكبة 1948، وتعمقت بعد احتلال فلسطين بمساعدة الأكراد في معاركهم مع الأنظمة العراقية منذ أيام الملكية وما بعدها، وأمدتهم أكثر من مرة بالسلاح والأغذية والمعونات الصحية، والأموال، فضلا عن زيارة ممثلين من الموساد الإسرائيلي للمواقع الكردية في شمال العراق في فترة الستينيات، وكانت الاتصالات بينهما تجرى عبر طهران فى ظل حكم الشاه، وعبر العواصم الأوروبية خاصة في باريس ولندن، حسب مركز صيدا للبحوث والدراسات.

متى أصبحت العلاقة بين إسرائيل وكردستان مباشرة؟

أصبحت العلاقات مباشرة بين إقليم كردستان والاحتلال الإسرائيلي في 1965، مباشرة حينما أكد مدير عام في وزارة الخارجية الإسرائيلية آنذاك ديفيد كمحي، في أحد لقاءاته مع رئيس إقليم كردستان العراق سابقًا مسعود بارزاني أن «إسرائيل تعد بتقديم العون العسكري والمالي للحركة الكردية من أجل تحقيق حلم الدولة في شمال العراق».

وفِي عام 1971 ساعد أكراد العراق إسرائيل في عملية كبيرة لتهجير اليهود من بغداد إلى إيران عن طريق كردستان العراق، حيث قام بعض المهربين الكرد بدعم من قيادات كردية على مستوى عالٍ بتهجير المئات من اليهود إلى إيران مقابل مبالغ مالية كبيرة.

إسرائيل دعمت استقلال كردستان في 2017

ودعم الاحتلال الإسرائيلي الاستفتاء حول استقلال الإقليم العراقي عام 2017، رغم أنه لقي معارضة من الولايات المتحدة الداعمة للأكراد ولإسرائيل.

وبعد الاستقلال رفع أكراد عراقيون أعلام الاحتلال الإسرائيلي خلال احتفالهم بنتيجة الاستفتاء.

وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يبنيامين نتنياهو، أعلن أكثر من مرة تأييده لانفصال إقليم كردستان العراق، وإنشاء دولة كردية في شمال البلاد، حيث صرّح في عام 2014 خلال كلمته بمعهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب بأن «الأكراد شعب مقاتل وعصري على الصعيد السياسي، ولهم الحق في استقلال سياسي»، مما أثار حفيظة بغداد آنذاك.

ويتوزع الأكراد البالغ عددهم حوالى ثلاثين مليونا بين العراق وإيران وسوريا وتركيا، ويطالبون منذ أكثر من قرن بإقامة دولة خاصة بهم.

اقرأ المزيد

محمد البرداعي يتحدث عن «زمن الوحوش».. ماذا يقصد؟

أهم الأخبار