تباعد الأطراف وقلة خبرة «ستيفاني» يصعّب مهمة الأمم المتحدة الجديدة في ليبيا

تباعد الأطراف وقلة خبرة «ستيفاني» يصعّب مهمة الأمم المتحدة الجديدة في ليبيا
عناصر أمن تابعة لحكومة الدبيبة غرب ليبيا. (رويترز)
القاهرة: «خليجيون»

وصف حكيم اليمني، مدير الإعلام الخارجي بالحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، يوم الثلاثاء تصريحات مبعوثة الأمم المتحدة الجديدة إلى ليبيا بـ «الفضفاضة» و«لا يوجد فيها برنامج واضح»، متوقعا ألا تتمكن من تقديم شيء مختلف عن سابقيها، كما عبر عن أمله في العودة إلى «تفعيل دور لجنة 5+5» قائلا إنها كانت المرة الأولى التي اتفق فيها الليبيون.

وقال اليمني لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) «أعتقد أن تصريحات ستيفاني خوري هي بمثابة إعلان بداية عملها ليس أكثر.. .تصريحات السيدة خوري تصريحات فضفاضة ودبلوماسية، لا يوجد فيها برنامج واضح. وأعتقد أن ستيفاني ما زالت جديدة في المنصب وتحاول أن تستكشف وتستطلع المشهد الليبي جيدا، حتى يمكنها أن تضع خططا لا أدري إن كانت مغايرة لخطط المبعوثين السابقين أو تكون خطة جديدة».

وجددت القائمة بأعمال رئيس البعثة الأممية في ليبيا الاثنين التأكيد على التزام البعثة بتجنيب البلاد مخاطر الانقسام والعنف وهدر الموارد من خلال تيسير عملية سياسة شاملة.

انتخابات وطنية شاملة

وقالت خوري في مقطع فيديو نشرته على منصة إكس «ملتزمون بدعم إجراء انتخابات وطنية شاملة حرة ونزيهة لإعادة الشرعية للمؤسسات الليبية»، مؤكدة مواصلة العمل على دعم عملية المصالحة الوطنية الشاملة مع كل الشركاء والسعي إلى تنفيذ مستدام لاتفاق وقف إطلاق النار ومعالجة انتشار الأسلحة وتحسين وضع حقوق الإنسان.

كان باتيلي قد استقال من منصبه بعدما وصل إلى طريق مسدود، وحمل الفرقاء الليبيين والأطراف الدولية المتدخلة المسؤولية عن فشل المسعى الأممي لحل الأزمة.

وقال اليمني «لا أعتقد أن هناك أي جديد بنشاطات البعثة بخصوص الملف الليبي. التصريحات الأخيرة لعبد الله باتيلي كانت تصريحات محبطة واتهم فيها الأطراف جميعا بعدم الجدية في اتخاذ خطوات حقيقية لمصالحة وطنية شاملة ولتوحيد مؤسسات البلاد».

الأزمات شائكة

وتابع قائلا «الموضوع شائك صراحة، لا أدري ما هي الأدوات المتاحة لستيفاني خوري والتي ستمكنها من النجاح في فعل تغيير حقيقي في المشهد الليبي، لكن للأسف سياسة بعثة الدعم في ليبيا سياسة ليست واضحة، لا يوجد برنامج ثابت يقوم فقط على متغيرات بسيطة، كل مبعوث يأتي بخطة جديدة».

وأوضح قائلا «مثلا، باتيلي سعى في آخر أيام ولايته بأن يكون هناك مؤتمر مصالحة في رعاية المجلس الاستشاري وكان من المزمع عقده في 26 أبريل الماضي في مدينة سرت الليبية. كانت هذه آخر خطة لباتيلي ولكنها فشلت لأنه لم ينجح في جمع الأطراف الليبية في هذا المؤتمر».

إنهاء «العبث»

وعبّر مدير الإعلام الخارجي بالحكومة الليبية المكلفة من البرلمان عن أمله في إنهاء ما سماه «العبث» الذي يسود البلاد.

وقال «الذي نأمله من البعثة طبعا ببساطة أن تضع حلا لهذا العبث الجاري في ليبيا، ولكن في نفس الوقت نحن نعلم أن هذا الملف متشابك بأطراف إقليمية وأطراف دولية بالإضافة إلى الاحتياجات أو الأهداف التي يسعى إليها كل طرف من أطراف الصراع، فأعتقد أن البعثة الأممية في هذه المرحلة لا يوجد شيء حقيقي ممكن أن تقدمه».

وتابع قائلا «الكل يهرب من موضوع الانتخابات، الكل يسعى لتثبيت وضع قائم. الجهود الآن التي تسعى من خلالها البعثة لتشكيل حكومة موحدة يكون هدفها الأساسي إطلاق عملية انتخابية نزيهة تشمل أو تضمن حقوق كل الليبيين سواء ناخبين أو المترشحين للمناصب، إلى الآن لم تحقق البعثة الأممية أي خطوة جدية في الوصول إليها».

ويرى اليمني أن من ضمن التحديات التي يواجهها هذا الهدف هو تشبث رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بموقفه.

وقال «أعتقد أن المفاوضات والمباحثات بين مجلس النواب الليبي والمجلس الاستشاري بخصوص تشكيل حكومة موحدة وصلت في مرحلة ما في فترة باتيلي إلى مرحلة متقدمة، ومجلس النواب أعلن الفترة الماضية أنه بدأ في استقبال ملفات المترشحين لحكومة موحدة تسعى للسير بالبلاد إلى الانتخابات ولكن في نفس الوقت الأطراف في غرب البلاد، الأطراف السياسية والأطراف العسكرية تضع شروطا بين فترة وأخرى وتعرقل الوصول إلى عملية تشكيل الحكومة».

المواقف متباعدة

وأضاف «رئيس حكومة الوحدة الوطنية يرفض تشكيل حكومة جديدة ويتمسك بمنصبه ويضع حجة لذلك أنه لن يسلم منصبه إلا لحكومة منتخبة من الشعب الليبي»، لذلك «أعتقد من الصعب الوصول على المدى القريب على الأقل إلى حل عن طريق انتخابات أو حكومة موحدة»

لجنة «5+5».

في الوقت نفسه، قال مدير الإعلام الخارجي في الحكومة المكلفة من البرلمان إنه يعول على لجنة 5+5 التي استطاعت جمع الأطراف الليبية حتى على المستوى العسكري، داعياً إلى تفعيل دورها.

وقال «أعتقد أن أكثر نقطة ستؤثر في المشهد الليبي ويمكن أن تغير بشكل حقيقي، هي العمل على المسار الأمني والمسار العسكري من جديد، وتفعيل دور لجنة خمسة زائد خمسة والتوجه بحلحلة المسار العسكري الأمني الذي ربما بعد حلحلته ستكون كل المسارات بإذن الله يعني متاحة للتفاوض والمشاورات وتقديم جديد فيها».

واللجنة العسكرية المشتركة «5 + 5» هي اللجنة التي تم الاتفاق عليها في مؤتمر برلين حول ليبيا في 19 يناير 2020.

وبموجب الاتفاق تم اختيار خمسة عسكريين من الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وخمسة عسكريين آخرين من حكومة الوفاق الوطني، في ذلك الحين، بقيادة فايز السراج، لتثبيت وقف إطلاق النار في طرابلس وغرب ليبيا.

وقال اليمني «كان في السابق هناك تفاؤل، وحدث إجماع بشكل أدهش الأطراف والليبيين أنفسهم عندما فُعّل ملف لجنة خمسة زائد خمسة العسكرية، وكانت هذه النقطة نقطة تفاؤل لجميع الأطراف، حيث أنه للمرة الأولى اتفق الليبيون حتى على مستوى المؤسسة العسكرية على موضوع المصالحة وتوحيد المؤسسة العسكرية».

وتابع قائلا «كانت هناك أيضا بادرات حسن نية من طرفي اللجنة: الطرف الممثل للقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية والطرف الثاني الذي هو ممثل القوات العسكرية في غرب البلاد»، مشيدا بما حققه هذا الاتفاق.

وقال «بني على هذا الاتفاق للجنة خمسة زائد خمسة الكثير من الأمور المبشرة، مثل اتفاق سحب المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد ووضع خطة مرحلية لذلك، لكن طبعا فشلت هذه الجهود لأسباب سياسية بحتة وتدخلات إقليمية».

اقرأ أيضا: تقرير: رسالة الطيار الأخيرة تطرح احتمالية «عمل تخريبي».. ألغاز سقوط «مروحية رئيسي»

أول فرقة روك نسائية سعودية تقيم حفلات غنائية في الداخل والخارج

أهم الأخبار