الإشتراكيون يربكون حسابات تبون في «رئاسية الجزائر» باللحظات الأخيرة

الإشتراكيون يربكون حسابات تبون في «رئاسية الجزائر» باللحظات الأخيرة
الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ( الإنترنت)
القاهرة: «خليجيون»

فجر حزبا المعارضة الرئيسيان في البلاد مفاجأة في اللحظات الأخيرة في السباق إلى كرسي الرئاسة في الجزائر، بعزمهما خوض المنافسة ضد الرئيس عبد المجيد تبون لكنّ أحدهما وضع شرطا للمضي قدما في هذا الأمر.

إعلان الحزبين يأتي بعد يومين من كشف أحزاب سياسيّة تمثل الأغلبية في البرلمان الجزائري بشكل غير مباشر عن نيّتها دعم الرئيس عبد المجيد تبون لولاية جديدة وتوافقها على العمل تحت مسمّى (ائتلاف أحزاب الأغلبيّة من أجل الجزائر).

وقال يوسف أوشيش، الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكيّة (أفافاس)، خلال مؤتمر صحفيّ بالجزائر العاصمة يوم السبت إنّ المجلس الوطنيّ للجبهة صادق بالأغلبيّة المُطلقة خلال دورة استثنائية بمشاركة 216 عضوا قياديّا على لائحة مشاركته في الانتخابات الرئاسيّة المُزمع إجراؤها في السابع سبتمبر أيلول المُقبل.

لكنّه أوضح أنّه بعد نقاش استمرّ لثماني ساعات للخروج بهذه اللائحة، قرر الحزب اليساري أن تتم هذه المشاركة بمرشح رئاسيّ "إن توفرت أجواء الانتخابات"، مشيرا إلى أنّ اسم المرشّح المحتمل سيُعلن خلال مؤتمر استثنائيّ سيتحدّد موعده في وقت لاحق.

حمس تدخل المنافسة في «رئاسية الجزائر»

كما أعلنت حركة مجتمع السلم (حمس) ذات التوجّه الإسلاميّ نيّتها ترشيح رئيسها عبد العالي حسّاني شريف للانتخابات الرئاسيّة، وذلك بعد اجتماع لمجلس شوراها الوطني، الذي اختتم دورته الاستثنائية اليوم أيضا. وأعلن الحزب الإسلاميّ الآخر الممثّل في البرلمان، وهو (حركة البناء الوطنيّ) أيضا أنّه سيرشّح تبّون لولاية ثانية.

يأتي هذا في وقت عبّرت فيه شخصيّات معارضة عن تخوّفها من عودة ما يُسمّى بنموذج «التحالف الرئاسيّ» إلى المشهد السياسيّ في البلاد، في ظلّ مؤشّرات على أنّ (ائتلاف أحزاب الأغلبية من أجل الجزائر) الوليد سيدعم الرئيس تبّون.

وكان مصدر قياديّ في الائتلاف قد أبلغ وكالة أنباء العالم العربي (AWP) أمس الأول بأنّ الائتلاف تشكّل استعدادا لدعم مرشّحٍ ما في الانتخابات، وقال إنّ هذا المرشّح "قد يكون" تبّون إذا ترشّح لولاية جديدة.

ويوم الجمعة، أعلنت (حركة البناء الوطني) ذات التوجّه الإسلامي، وهي جزء من الائتلاف أنّها سترشّح تبّون للانتخابات المرتقبة.

قطع الطريق على «المتطرفين» في الجزائر

وذكر أوشيش لدى إعلانه نيّة جبهة القوى الاشتراكيّة المشاركة في الانتخابات الرئاسيّة أنّ من بين الدوافِع وراء هذا القرار «قطع الطريق أمام المتطرّفين لشغل الفراغ»، في إشارة منه على ما يبدو إلى منظمة (ماك) الانفصاليّة التي صنفتها الجزائر منظمةً إرهابية.

وقال إنّ مشاركة حزبه في الانتخابات «كانت قرارا سيّدا اتُّخذ بدون ضغوط، وليس من منظور التطبيع مع النظام" مشيرا إلى أنّ من بين أهدافه أيضا "إعادة الاعتبار للفضاء السياسي وإشراك المواطنين في الحياة السياسية، ومنح بديل سياسيّ».

تجارب الاشتراكيين في الجزائر

وكانت آخر تجربة مشاركة لجبهة القوى الاشتراكيّة في الانتخابات الرئاسيّة عام 1999، حين أعلن مؤسس الحزب وزعيمه التاريخيّ الراحل حسين أيت أحمد نيّته للترشح، لكنّه قرّر الانسحاب من السباق في نهاية المطاف، بعدما شعر أنّ الأمر محسوم لصالح مرشح السلطة آنذاك الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.

وانسحب آيت أحمد وقتها رفقة المرشّحين السابقين أحمد طالب الإبراهيمي وعبد الله جاب الله ومولود حمروش ومقداد سيفي، قبل بدء عمليّة فتح الصناديق لفرز الأصوات، بعدما اتّهموا السلطات بالتزوير لصالح بوتفليقة.

وقال أوشيش «الجزائريون استقالوا من العمل السياسيّ.. .ودور الأحزاب أن تُعيد الميكانيزمات (الآليات) التي تسمح للمواطنين بالعودة إلى المشاركة في الحياة السياسيّة».

وانتقد الأمين الوطني الأول للأفافاس تحالف أحزاب لدعم ترشّح تبون، معتبرا أنّ «مثل هذه التحالفات تُوحي بأنّنا في الجزائر القديمة التي أدّت إلى الحراك الشعبيّ في 2019».

وكانت (جبهة التحرير الوطنيّ) و(التجمّع الوطنيّ الديمقراطي) وحركة (مجتمع السلم) قد أعلنوا أيضا عام 2004 تشكيل تحالف رئاسيّ لدعم بوتفليقة للفوز بالولاية الرئاسيّة الثانية له، وظلّوا يدعمونه حتّى تخلّت حركة (مجتمع السلم) عن التحالف الرئاسيّ في الفترة الرئاسيّة الرابعة للرئيس الراحل وتحولت إلى المعارضة، بعد تولي عبد الرزاق مقري رئاستها عام 2013.

مشروع وسطيّة في الجزائر

وفي كلمته خلال ختام أعمال الدورة الاستثنائية لحركة (مجتمع السلم)، قال حساني إن قرار الحركة المشاركة بمرشّح هو "لصالح الوطن، وللحفاظ على مشروع الوسطيّة الذي تُمثّله الحركة".

وذكر أنّ الحركة تريد من خلال المشاركة "الحفاظ على التعدديّة، وتريد أن تكون الانتخابات تعدديّة تتدافع فيها البرامج السياسيّة والأفكار، لتكريس الديمقراطيّة".

ولم يُعلن تبّون حتى الآن ترشّحه لولاية ثانية، ويعد حزب (حركة البناء الوطني) الحزب الوحيد في (ائتلاف أحزاب الأغلبيّة من أجل الجزائر) الذي يحسم موقِفه النهائيّ من ترشيح تبّون حتى قبل أن يُعلن ترشّحه. أمّا بقيّة الأحزاب التي تُشكل الائتلاف، فيُعرف تأييدها لتبّون من خلال خطابات مسؤوليها.

ويضم الائتلاف الداعم لتبّون كلّا من (جبهة التحرير الوطني) و(التجمع الوطني الديمقراطي) و(حركة البناء الوطني) و(جبهة المستقبل).

وقال مصطفى ياحي، الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، في خطاب له في تجمّع شعبي أمس بولاية ميلة شرق الجزائر إن حزبه سيكون صفا واحدا إلى جانب تبّون ويدعمه بقوة "لمواصلة الإصلاحات".

اقرأ أيضاً:

رسالة سعودية «شديدة اللهجة».. فيصل بن فرحان: لا وجود لإسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية

هل تنجح قرارات بنك السودان المركزي في كبح تدهور الجنيه؟

أهم الأخبار