بالصور.. .. .المتحف المعماري بإسطنبول نافذة على تاريخ وحكايات الأمم السابقة

بالصور.. .. .المتحف المعماري بإسطنبول نافذة على تاريخ وحكايات الأمم السابقة
رساله تركيا: نجلاء كمال

مشاهد وقصص من اليمن وشبه الجزيرة العربية قبل الإسلام إلى سومر وبابل وأشور

معاهدة قادش بين الفراعنة والحثيين وأيقونة مريم العذراء

أقدم قصيدة حب في التاريخ.. وحكايات السلاطين والغزاة

رحلتنا اليوم بدأت من وسط إسطنبول بزيارة للمتحف المعماري او متحف الاثار واعتقدت أننى سوف أرى بعض الخرائط واشكال للفن المعماري العثمانى القديم ولكن سرعان ما شعرت وأننى كعقلة الاصبع والتي طار بها الزمن الى عصور ما قبل التاريخ، حيث يحتوى المتحف على مخطوطة عن معاهدة قادش التي وقعت بين الحثيين والمصريين والتي تعتبر اول معاهدة تم تدوينها، وسردت قصة المعاهدة أمامي كأنني أعيش في ذلك العصر وشعرت أننى أرى بعيني وأشارك الملك رمسيس الثاني ملك مصر وهو يوقع على المعاهدة مع الحثيين بقيادة الملك مواتللي الثاني بمدينة قادش التي تقع علي الضفة الغربية لنهر العاصي في سورية جنوب بحيرة حمص بعدة كيلومترات، حيث تعرض نسخة من تلك الاتفاقية التي وقعت بين الفراعنة والحثيين بالمتحف ونقشت على لوح من الطين.

وسوف يذهب بك المتحف في جولة من اليمن وشبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، إلى سومر وبابل وأشور وحضارات الآراميين والحثيين في سوريا والأناضول، فضلاً عن أيقونة لمريم العذراء، كما يحتوى على أقدم قصيدة حب في التاريخ من شخص، بجنوب العراق، من عهد سلالة أور الثالثة قبل الميلاد و التي تسجل أغنية حب لشعيرة الزواج المقدس، وتقول في مطلعها: أيها العريس الحبيب إلى قلبي.

و يمكنك المتحف أيضا من التعرف على تاريخ وتطور العمارة وأنماطها المختلفة على مر العصور بالإضافة للمجسمات والمنحوتات والتماثيل الفنية، حيث يعد ملاذا ممتع لمحبي الهندسة المعمارية والتاريخ والفنون، ويحتوى المتحف على مليون قطعه اثرية تروى تاريخ كل العصور وحضارات العالم وذلك نظرا لتوسع الإمبراطورية العثمانية في ثلاث قارات، كما يحتوى المتحف على العديد من الاثار النادرة.

كما يحتوى المتحف على العديد من الاثار النادرة، من بينها ضريح الاسكندر الاكبر والضريح الكنعاني الشهير واثار الحقبة الرومانية والبيزنطية، واثار للعصر الكنعاني ومخطط لمعبد قديم، ومجموعه تماثيل تعود للعصر اليوناني القديم وتمثال للإمبراطور الروماني فالنتينيان الثاني والاسكندر الاكبر وبوزور عشتار أحد حكام مملكة مارى.

كما يحتوى المتحف على عدد كبير من التماثيل لأشهر الشخصيات بالعصر العثمانى من بينها المعماري العثماني سنان اسمه الكامل خوجة معمار سنان آغا عاش في أوج العصر الذهبي للعمارة العثمانية وكان رئيس المعماريين وأشهرهم، وعايش حكم أربع سلاطين عثمانيين "سليم الأول، سليمان الأول، سليم الثاني، مراد الثالث"، وضع بصمته على مئات المعالم المعمارية في إسطنبول من قصور وقلاع وأبراج وجسور ومباني وأعمدة ومساجد ويعتبر جسر السلطان سليمان القانوني أو ما يعرف باسم "جسر معمار سنان" في إسطنبول واحداً من أبرز إنجازاته حيث استطاع بناء جسر يربط بين ضفتي البحر والبحيرة ويسمح في نفس الوقت بمرور السفن التجاري بعد عدة محاولات سابقة فشلت بتحطيم جميع الجسور.

وقد أسس المتحفَ عام 1881 المهندس عثمان حمدي بك يعتبر عثمان حمدي بك من أوائل الرسامين الأتراك، وأول من قاد حملات تنقيب في أنحاء الإمبراطورية العثمانية، ونجحه في استكشاف المقبرة الملكية في صيدا بلبنان.

كما يحتوى المتحف على التحفة الأكثر إبهاراً بمشاهدها الرائعة وهي تابوت الإسكندر الأكبر، المنسوب إليه لأنه يصوّره في مشاهد صيد، فضلاً عن معركة إسوس التي انتصر فيها على داريوس الثالث، ملك الأخمينيين الفرس، عام 333 قبل الميلاد في جنوب الأناضول.

ولم يترك الإسكندر الكبير المتحف دون أن يخلد نفسه باثنين من أشهر الرؤوس التي تمثله في العالم، أحدهما نسخة من القرن الثالث قبل الميلاد جِيءَ بها من بيرغاموم عن أصل للنحات اليوناني ليسيبوس يصور الفاتح الإغريقي كما يصفه المؤرخ بلوتارخ. في حين يصور التمثال الثاني الإسكندر على هيئة هرقل، وقد جيء به من مدينة ماغنيسيا.

ويضمّ الجزء الجنوبي من المتحف عديداً من القطع الجنائزية، بمشاهد منحوتة في الرخام ببراعة، من بينها تمثال بارع لأوشيانوس، إله الأنهار الإغريقي، نصفَ مستلقٍ على جانبه الأيسر، وعلى يسار المدخل ينتصب أسدان من العصر الحيثي الحديث (القرن الثامن قبل الميلاد) مصنوعان من البازلت الأسود بأنياب متأهبة لحراسة السلالم المؤدية إلى مبنى متحف الشرق القديم.

ويضم أجزاء المتحف على خزانة الوثائق السومرية والتي تحتوى على كنوزاً مهمة، مثل العقود القانونية من بلاد النهرين، وفسخ عقد خطبة، وجداول رياضية مدرسية، ورسالة ابن إلى والدته من الألف الثاني قبل الميلاد ويضم المتحف مجموعة الوثائق أيضاً، منها نسخاً من قوانين أورنمو، الملك السومري أقدم مشرّع في التاريخ، ومجموعه من الأعمال النادرة مثل التابوت النسائي.

ويتمتع المتحف بتصميم رائع جمع بين الطراز التركي، و العمارة الكلاسيكية، حيث يبدو من الخارج كمعبد، و له أعمدة من طويلة للغاية من الواجهة تزخر بـ نقش عثماني بديع غاية في الروعة وبالإضافة إلى أن متحف اثار اسطنبول يشكل مقراً لحفظ التاريخ والتراث، فهو يحرص كذلك على عرض تاريخ البلد قديماً وحديثاً من خلال القطع المعروضة فيه حيث توجد معروضات توضح إنجازات البلد بين الماضي والحاضر وكذلك مجسمات لحصون وأبراج قديمة، بالإضافة إلى مجسمات لقلاع قديمة، كما يضم المتحف على مقتنيات ترتبط بثقافة الحياة قديما وأسلوب حياة الشعب حيث توجد عربات النقل القديمة، و نماذج للبيوت التقليدية، والمجوهرات، والقطع النقدية القديمة، و الأواني المنزلية، والأدوات الزراعية القديمة، والألبسة التقليدية و قطع الأثاث القديمة، كما يضم بعض المشغولات اليدوية القديمة، ومن ضمنها، النقوش والزخارف، والقطع الفنيّة الزجاجيّة، والمشغولات المعدنيّة، والسجّاد القديم، و الأواني البرونزيّة و الأواني الفخّاريه.

أهم الأخبار