هؤلاء استفادوا من مقاطعة العلامات التجارية «الداعمة لإسرائيل»

هؤلاء استفادوا من مقاطعة العلامات التجارية «الداعمة لإسرائيل»
مقهى ستاربكس. الإنترنت
القاهرة: «خليجيون»

خلال العقود الماضية، شهدت المنطقة العربية ودول العالم الإسلامي حملات عدة لمقاطعة منتجات لعلامات تجارية غربية موصومة بدعم إسرائيل، غير أن حركة المقاطعة الواسعة التي تمتد منذ العدوان الإسرائيلي على غزة تبدو هي الأقوى والأكثر تأثيرا سلبا على هذه العلامات، فيما تستفيد منها علامات محلية.

وحسب تقرير لـ«الشرق بلومبيرغ»، يتجنب الكثير من المتسوقين في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك الدول الإسلامية مثل باكستان، العلامات التجارية الأجنبية الكبرى، مما يقلل من مبيعات بعضها ويؤدي لمشكلات في العلاقات العامة للبعض الآخر، مدفوعين بشعور الغضب من الولايات المتحدة وأوروبا لعدم بذلهم جهوداً مكثفة لحث إسرائيل على إنهاء حربها على غزة.

بات من المخجل الآن رؤيتك في أحد تلك الأماكن

وتقول المصرية نيرة أحمد (طالبة الإعلام بجامعة القاهرة): «اعتدنا أنا وأصدقائي الذهاب إلى (ستاربكس) طوال الوقت، لكن بات من المخجل الآن رؤيتك في أحد تلك الأماكن. هذا أقل ما يمكننا فعله. فلماذا أشتري من هذه الشركات الغربية؟».

وتزدحم العاصمة المصرية بالعشرات من متاجر ستاربكس وماكدونالدز، والتي باتت حاليا فارغة تماماً، فيما كانت تكتظ بالرواد طيلة أيام الأسبوع.

وفي المقابل، أعلنت شركة مصنعة لعلامة تجارية مصرية للمشروبات الغازية تضاعف مبيعاتها ثلاث مرات منذ بدء الحرب، لأن المستهلكين يتجنبون شرب كوكا كولا وبيبسي.

غيرت عاداتها الاستهلاكية تماماً منذ بدء الحرب

ومصر هي الدولة أكبر الدول سكانا في المنطقة، بعدد سكان يتجاوز 105 ملايين نسمة، و60% من سكانها تقل أعمارهم عن 30 عاماً، وتتعامل العلامات التجارية هناك مع حماس المستهلكين، مثل سارة المصري، مديرة مشروع في منظمة ثقافية، والتي غيرت عاداتها الاستهلاكية تماماً منذ بدء الحرب.

على سبيل المثال، كانت منتجات فيري، التي تصنعها شركة بروكتر أند غامبل (Procter & Gamble)، هي علامتها التجارية المفضلة لأقراص غسالة الأطباق، لكنها توقفت منذ أكتوبر عن شراء المنتج الذي أدرج أيضاً على قائمة المقاطعة، حسب «الشرق بلومبيرغ».

وفي رحلتها للبحث عن بديل، قدم لها أحد أقاربها وصفة لصُنع المنظف في المنزل، فهي تخلط الآن بيكربونات الصودا وحمض الستريك وصابون الأطباق وتعبئهم في صينية مكعبات الثلج لصنع أقراص غسيل الأطباق الخاصة بها.

الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز يحذر

فيما حذّر الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز، كريس كيمبكزينسكي، من أن شركته تشهد تأثيراً تجارياً ملموساً في الشرق الأوسط بسبب انتشار معلومات غير دقيقة بشأنها.

وكذلك انخفضت أسهم شركة أمريكانا للمطاعم العالمية، صاحبة امتيازات مطاعم كنتاكي وبيتزا هت وكريسبي كريم وهارديز في الشرق الأوسط، بنسبة 27% في البورصة السعودية خلال الأشهر التالية لنشوب الحرب، حيث توقع بعض المحللين تضرر أرباحها جراء المقاطعة.

مطاعم فارغة. الإنترنت
مطاعم فارغة. الإنترنت

ويرى فواز جرجس، أستاذ سياسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، أن حملة المقاطعة الحالية ملفتة للانتباه بشكل خاص، لأنها مكثفة وعابرة للحدود ويقودها مجموعة من الشباب.

ويقول: «سواء (ماكدونالدز) أو (ستاربكس)، فإنهم يتأثرون بحملات المقاطعة حتى الآن»، حيث يدرك الشباب الذين يمثلون الفئة الأكبر من المستهلكين ما يحدث ويشعرون بالنشاط والالتزام. فالاعتقاد بأن واشنطن تدعم إسرائيل «يؤثر حقاً على هذه الشركات نظراً لتورط أميركا في الأمر، ولأن الرؤساء التنفيذيين جزء من هذه الإمبراطوريات الأميركية التجارية والمالية وحتى إمبراطورية القوة الناعمة».

عشرات الملايين من المستهلكين الشباب

يحتضن الشرق الأوسط عشرات الملايين من المستهلكين الشباب مما يعزز نمو العلامات التجارية، في وقت تتشبع فيه الأسواق المتقدمة. مع ذلك، تواجه المنطقة تعقيدات سياسية وتشغيلية عميقة بشكل خاص.

بدأت الحرب عندما ضربت حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، ليلقى بذلك 1200 شخص حتفهم. فيما

وأدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي على غزة إلى استشهاد أكثر من 25 ألف شخص، وفقاً لمسؤولي الصحة في القطاع، وأدى الوضع المأساوي إلى زيادة حدة التوترات في الشرق الأوسط وتقديم دعم هائل للفلسطينيين.

مقاطعة من الكويت إلى تركيا

ولا تزال العديد من متاجر ستاربكس وماكدونالدز فارغة في الأردن إلى حد كبير، وعادة يرى المارة مقاعد ومقصورات فارغة لا يشغلها أحد سوى العمال، مع انحناء الصرافين على طاولاتهم. كما تضع محلات السوبر ماركت هناك أيضاً لافتات على عدد كبير من العلامات التجارية الأجنبية توضح أنها سلع مقاطعة.

أما في الكويت، فقد شهدت فروع ستاربكس في المناطق المزدحمة تراجع تدفق العملاء منذ أوائل أكتوبر، لتعزز المقاطعة مبيعات المقاهي المحلية.

وفي المقابل أعلنت عديد الشركات المحلية في الشرق الأوسط إنها تستفيد من مقاطعة العلامات التجارية الأجنبية، فيقول معاذ فوري، مؤسس سلسلة المقاهي الأردنية أسترولاب (Astrolabe)، إنه يستبعد المنتجات الأميركية والفرنسية قدر الإمكان بسبع فروع في عمان، ويستورد مكونات مثل الشراب المنكه إقليمياً.

وأوضح أن نشاطه التجاري ازدهر بعد المقاطعة، حيث ارتفعت المبيعات بنسبة 30% في بعض المواقع مع تجاهل السكان المحليين لـ"ستاربكس".

وفي تركيا، دعا بعض المسؤولين إلى مقاطعة شركة كوكا كولا، وبينما لا يزال المشروب متوفراً على نطاق واسع في محلات السوبر ماركت والمطاعم، أعلن البرلمان التركي في نوفمبر أنه سيزيل المشروب الغازي من أروقته.

المقاطعة في السعودية والإمارات

وحسب التقرير، لوحظت تداعيات المقاطعة بشكل كبير في دول مثل الأردن والكويت ومصر، لكن لم يظهر تأثيراً ملحوظاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي يسكنها نحو 10 ملايين شخص معظمهم مغتربين.

مع ذلك، اختار بعض أصحاب الأعمال الصغيرة هناك اتخاذ موقف تجاه المقاطعة، حيث استبدل مطعم بيت مريم (Bait Maryam) في دبي كافة المشروبات الغازية بعلامات تجارية محلية في أوائل أكتوبر، وقال متحدث باسم المطعم إن عملائها يدعمون هذا التغيير.

وقال روبرت موغيلنيكي، الباحث البارز في معهد دول الخليج العربي بواشنطن، إن المقاطعة في الشرق الأوسط «هي في النهاية شكل من أشكال الاحتجاج منخفض المخاطر في منطقة لا تدعم الحراك إلى حد كبير».

وأصبحت ماكدونالدز هدفاً لحملات المقاطعة في بعض أنحاء المنطقة، وذلك بعد ظهور صور ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر المتاجر حاملة امتياز السلسلة في إسرائيل وهي تقدم وجبات للجنود عقب هجمات 7 أكتوبر.

تعاطفا مع الفلسطينيين

وبعد ذلك، أصدرت الشركة صاحبة الامتياز في السعودية بيانات أعربت فيها عن تعاطفها مع الفلسطينيين وتبرعت بمليوني ريال سعودي (533 ألف دولار) لجهود الإغاثة في غزة. واتخذت الشركات أصحاب الامتياز في بلدان أخرى ذات أعداد كبيرة من المسلمين إجراءات مماثلة.

اقرأ أيضا:

رسالة إلى موظفيها تكشف الأسباب.. مجموعة الشايع الكويتية تغلق بعض متاجرها في مصر

وامتدت المشكلات التي تواجهها العلامات التجارية إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط، حيث انتشرت ملصقات تصف العلامات التجارية الكبيرة متعددة الجنسيات في باكستان، مثل علامات أميركية مثل بيبسي وكوكا كولا، على أنها منتجات إسرائيلية.

أهم الأخبار