خليجيون| بايدن يناور بمليارات «الكونغرس» إلى إسرائيل

خليجيون| بايدن يناور بمليارات «الكونغرس» إلى إسرائيل
بايدن وأوستن في اجتماع بالبيت الأبيض (إكس)
القاهرة.. نصر عبد المنعم

حزمة مساعدات أميركية ضخمة وجديدة تنتظر الكيان الإسرائيلي، وتأتي في وقت دقيق بالنسبة للإدارة الحالية، التي تخشى من خسارة الأصوات في ولايات الحسم نتيجة السياسة الانحياز الأعمى لإسرائيل، في واقع يراه خبراء السياسة الأميركية لعبة توازنات يسعى بايدن للفوز فيها لمناورة تسترضي لوبي صهيوني غاضب دون خسارة أصوات العرب والمسلمين.

مؤخرا كشف رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون عن تشريع يقضي بتقديم مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل بقيمة 17.6 مليار دولار في إطار عدوانها على غزة، ويتوقع التوصيت عليه خلال أيام. وهو ما يراه السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق يصب في خانة «الدعم الأعمى» من الولايات المتحدة لإسرائيل.

ويضيف بيومي في اتصال مع «خليجيون« أن الدعم الأميركي الضخم لا يحتاج أسبابا لتبريره، لافتا أن «واشنطن ملتزمة بأمن ودعم وتفوق بما وصفه بـ «عسكري المنطقة».

رئيس مجلس النواب الأميركي قال في رسالة إلى الأعضاء إن المجلس بكامل هيئته قد يصوت هذا الأسبوع على مشروع قانون التمويل الذي طرحته لجنة المخصصات في المجلس، مضيفا في رسالته أن «الحاجة إلى دعم أقرب حلفائنا وقواتنا في المنطقة أكثر إلحاحا من أي وقت مضى»، حد قوله.

تمويل إضافي

ووفقا للجنة المخصصات في مجلس النواب، فإن التمويل بقيمة 17.6 مليار دولار سيستخدم للمساعدة في تحديث أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية وشراء أنظمة أسلحة متقدمة إضافية وإنتاج المدفعية والذخائر الأخرى.

الدبلوماسي المصري السابق يستبعد أن يكون الدعم الأخير لإسرائيل للضغط لإقامة الدولة الفلسطينية، قائلا «الإسرائليين أنفسهم يعرفون أن بقاءهم مرهون باقامة دولة فلسطينية في النهاية وإلا سوف تختفي إسرائيل بسبب الزيادة السكانية للفلسطنيين».

في المقابل تعارض إدارة الرئيس بايدن بشدة إقرار مجلس النواب لقانون رقم 7217 يقضي بتخصيص مخصصات تكميلية طارئة للرد على الهجمات في إسرائيل للسنة المالية المنتهية في 30 سبتمبر 2024، ولأغراض أخرى.

مخاوف من خسارة ولايات الحسم

ويفسر الدكتور إبراهيم عوض المدير الأسبق لمنظمة العمل الدولية لشمال أفريقيا بالقاهرة والأستاذ بقسم السياسة العامة والإدارة بالجامعة الأميركية بالقاهرة، موقف بايدن «بخشيته خسارة أصوات ولاية مسشغان التي يسيطر عليها العرب والمسلمون وأصوات مناهضة لإدارته وهي الولاية التي حسمت فوزه سابقا أمام منافسه ترامب.

ويضيف عوض في اتصال مع «خليجيون» أن ميشغان بجانب أربع ولايات أخرى بها أغلبية عربية وإسلامية قادرة على ترجيح كفة أي مرشح وبايدن يخشى من التصويت العقابي في حالة أظهر على الأقل موافقته على الدعم المطلق لإسرائيل مقابل معانأة السكان في غزة.

من المقرر أن تستخدم حزمة المساعدات الأميركية الجديدة في تجديد الأسلحة الأميركية المقدمة إلى إسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى.

وهو مايراه أستاذ السياسة الأميركية امتدادا لدعم واشنطن للكيان، مذكرا «بجسور الأسلحة المتقدمة التي دفعت بها واشنطن إلى الاحتلال في الأيام الأولى للحرب». ويلفت عوض إلى «تأييد بايدن نفسه لإسرائيل حتى قبل وصوله للبيت الأبيض بجانب تعرضه للضغط من قبل الجماعات اليهودية».

الكونغرس الأميركي. (أرشيفية)
الكونغرس الأميركي. (أرشيفية)

ورطة بايدن

ويضيف خبير السياسة الأميركية «بايدن يحاول مسك العصا من المنتصف لاستمالة الأصوات العربية والإسلامية في ولايات الحسم دون اغضاب اللوبي اليهودي لذا أرسل وزير خارجيته خمس مرات للمنطقة وتصريحاته حول حل الدولتين وتأكيد أنها يقينية في السياسة الأميركية بجانب الضغط لإدخال المساعدات والحديث عن وقف الحرب وعدم استهداف المدنيين». متابعا بالقول «بايدن يدير عملية توازنات دقيقة وحساسة بين التأييد المطلق للكيان وبين فداحة خسارة البيت الأبيض نتيجة تصويت عقابي محتمل في ولايات الحسم».

في المقابل يؤيد الدبلوماسي المصري جمال بيومي ارتباط المساعدات بالانتخابات الأميركية لأن «اللوبي اليهودي له تأثير كبير على مؤسستي الرئاسة والكونغرس، كما له تأثيرا كبيرا في إدارة العملية الانتخابية».

وينتقل بيومي إلى ازدواجية مؤسسات الحكم في واشنطن، قائلا «إن مسؤولي وزارتي الدفاع والخارجية يؤيدون في «الغرف المغلقة» الحق الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية وتحديد المصير ورفض الممارسات الإسرائيلية لكن أراء لايمكن أن تقال في العلن أو تحول لسياسة عامة للولايات المتحدة بسبب التأثير اليهودي في دوائر صنع القرار بالولايات المتحدة، بينما تخضع مؤسستي الرئاسة والكونغرس لسطوة اللوبي اليهودي».

وأصدرت إدارة بايدن بيانا أوضحت فيه موقفها المعارض بشدة لإقرار مجلس النواب لقانون مجلس النواب رقم 7217 الذي يقضي بتخصيص مخصصات تكميلية طارئة للرد على الهجمات في إسرائيل للسنة المالية المنتهية في 30 سبتمبر 2024، ولأغراض أخرى.

واتهم البيان القرار بأنه يأتي على حساب «تحديات الأمن القومي الأكثر إلحاحاً» وتابع «إن أمن إسرائيل يجب أن يكون مقدسا، وليس لعبة سياسية». تعارض الإدارة بشدة هذه الحيلة التي لا تفعل شيئًا لتأمين الحدود، ولا تفعل شيئًا لمساعدة شعب أوكرانيا في الدفاع عن نفسه ضد عدوان بوتين، وتفشل في دعم أمن الكنس اليهودية الأمريكية والمساجد وأماكن العبادة المستضعفة، وتمنع المساعدات الإنسانية لأوكرانيا والمدنيين الفلسطينيين وغالبيتهم من النساء والأطفال.

وطالب البيان «مجلسي الكونغرس برفض هذه الحيلة السياسية وإرسال قانون المخصصات التكميلية للأمن القومي في حالات الطوارئ الذي أقره الحزبان إلى مكتب الرئيس». مشيراً إلى نيته استخدام حق النقض ضد القرار بصيغته الحالية.

حزمة مساعدات سابقة

وفي بداية العدوان على غزة، وافق مجلس النواب -الذي يسيطر عليه الجمهوريون- على تقديم مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل بقيمة 14.3 مليار دولار، لكن بشرط أن يتم دفعها عن طريق استقطاع جزء كبير من الأموال التي كانت مخصصة بالفعل لدائرة الإيرادات الداخلية الأميركية

اتفاق بين الاحتلال وحماس بوساطة قطرية.. المساعدات مقابل الأدوية

اتفاق بين الاحتلال وحماس بوساطة قطرية.. المساعدات مقابل الأدوية

أهم الأخبار