أمس الإمارات واليوم قطر.. أحفاد جيفارا يستنجدون بالخليج لإنعاش اقتصادهم المتدهور

أمس الإمارات واليوم قطر.. أحفاد جيفارا يستنجدون بالخليج لإنعاش اقتصادهم المتدهور
النائب الأول لرئيس غرفة قطر مع وزير الزراعي الكوبي
القاهرة: أحمد كامل

يحاول أحفاد المناضل الكوبي تشي جيفار إنعاش اقتصاد بلادهم المتهدور، عبر أبواب الاستثمار الزراعي الأجنبي، فبعد يومين من عقد اتفاق مبدأي مع الجزائر بتوسيع التعاون معها عبر مجال الري وبعد 3 أشهر من إبرام مذكرة تفاهم اقتصادية مع الإمارات، دعت اليوم قطر إلى خلق مشاريع زراعية.

ويأتي ذلك ضمن محاولات توفير العملة الأجنبية للبلاد من خلال استثمارات أجنبية، في ظل تعطل نحو 950 ألف فدان عن الزراعة جراء نقص الأسمدة.

وقد دعا وزير الزراعة الكوبي بيريز بريتو المستثمرين ورجال الأعمال القطريين لاستكشاف فرص الاستثمار المتاحة في مجال الزراعة في بلاده، والعمل على خلق مشاريع اقتصادية في هذا القطاع، وفقا لوكالة الأنباء القطرية (قنا)

جاء ذلك خلال لقاء جمع بريتو مع محمد بن أحمد بن طوار الكواري النائب الأول لرئيس غرفة قطر، في اجتماع بمناسبة زيارته البلاد حاليا، سبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين بلاده ودولة قطر، خصوصا في مجال الزراعة، وإمكانية التعاون وإقامة شراكات بين القطاع الخاص في البلدين.

ولفت الوزير الكوبي إلى «تميز بلاده في مجال التنمية الزراعية وتكنولوجيا الإنتاج الزراعي بفضل توفرها على موارد وبنية تحتية وتكنولوجية متطورة ويد عاملة متخصصة»، معربا عن «تطلعه لأن تسهم زيارته للدوحة في دعم التعاون المشترك بين رجال الأعمال القطريين ونظرائهم الكوبيين».

الرئيس الكوبي يدعو القطريين للاستثمار في بلاده

وفي ديسمبر 2023 استقبلت رابطة رجال الأعمال القطريين الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل داعيا رجال الأعمال القطريين إلى الاستثمار في بلاده.

والعام الماضي وقعا البلدان عدد من الاتفاقيات لتطوير الاستثمارات المشتركة بين البلدين، وقد تم أيضاً توقيع اتفاقية منع الازدواج الضريبي مما يساهم في زيادة الاستثمارات البينية.

رئيس كوبا يلتقط صورة تذكارية مع مسؤوليين قطريين
رئيس كوبا يلتقط صورة تذكارية مع مسؤوليين قطريين

وقطر ليست البلد الخليجي الوحيد الذي لجأت إليها كوبا لدعم اقتصادها، فتلك الدعوة جاءت بعد أشهر قليلة من توقيع اتحاد غرف التجارة والصناعة في الإمارات، بالتعاون مع غرفة تجارة كوبا، في نوفمبر 2023 مذكرة تفاهم تمهيداً لتأسيس مجلس أعمال إماراتي-كوبي.

تعطل 380 ألف هكتار

منذ عام 2019، تلقى القطاع الزراعي الكوبي ضربة قوية تمثلت في الانخفاض الحاد في استخدام الأسمدة، إذ حاولت السلطات الكوبية تعويض الأزمة باستخدام استخدام المنتجات الحيوية و 7.2% من المساحة الزراعية تحت الري.

وكشف تقرير صادر عن وزارة الزراعة الكوبية في 2022 أن أكثر من 380 ألف هكتار من الأراضي (950 ألف فدان) لا تزال معطلة، في حين يتم تنفيذ الإجراءات لتفضيل تسليمها بطريقة رشيقة وتواجه انتهاكات من حصلوا على هذا المورد في حق الانتفاع ولا يستفيدون منه بشكل مناسب.

كما انخفضت كتلة الأبقار انخفضت بأكثر من 12100 رأسًا مقارنة بعام 2021.

ووفقًا للتقرير، فإن المنتجات الأخرى مثل الحبوب والبن والكاكاو والتبغ تفشل في الامتثال لخططها وتتأثر بنقص المدخلات، وقد أثر هذا الوضع على تسويق المواد الغذائية، والتي شهدت خلال المرحلة تعديلات تتعلق بعمل لجان التعاقد وإدارة الأسواق.

في حين أكد الكواري «نجاح الاستثمارات القطرية في كوبا، ووجود عدد من الشركات الكوبية بالسوق القطرية، وهو الأمر الذي يشجع الشركات من الجانبين على استكشاف فرص الاستثمار المتاحة، والدخول في شراكات وتحالفات تجارية».

وتحتل كوبا المركز الثالث عالميا في زراعة قصب السكر، حيث تُعد البرازيل هي ثاني أكبر دولة في زراعة قصب السكر وذلك بعد دولة الهند.

أحد المزارعين وسط محصول القصف بكوبا
أحد المزارعين وسط محصول القصف بكوبا

أزمة تضخم

ومن ابرز أسباب التدهور الزراعي الكوبي، هو ما تعانيه الجزيرة الكوبية منذ عشرات السنوات من أزمة تضخم، لكنها تفاقمت مؤخرًا نظرًا لنقص نقص العملة الأجنبية وانخفاض قيمة البيزو في ارتفاع الأسعار، ويسعى المزيد من الكوبيين إلى الفرار من الجزيرة.

وتشهد كوبا منذ أسابيع أزمة جديدة في البنزين، في ظل قرار زيادة سعره 400% في خطة التكيف لمحاولة تحقيق الاستقرار في الاقتصاد الكوبى بعد أكثر من 3 سنوات من عدم الاستقرار، كما تعانى كوبا من استمرار الانقطاع الكهربائى، حسبما قالت صحيفة انفوباى الأرجنتينية.

وتقع جزيرة كوبا في منطقة الكاريبي، بين البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي، وتزيد مساحتها قليلا على 110 ألآف كيلو متر مربع، ويبلغ عدد سكانها نحو 11 مليون نسمة.

ومن أهم موارد كوبا الطبيعية النيكل والكوبالت والحديد الخام والبن والسكر والتبغ والنحاس والنفط والأخشاب، وهناك خطط واعدة لتصدير معدن الكوبالت، خاصة وأن كوبا تمتلك ثالث أكبر احتياطي منه في العالم.

وتعتبر السياحة في كوبا، الصناعة التي تستقطب اليوم أكثر من 4 ملايين سائح سنويا، وتعد أحد أهم المصادر الرئيسية للدخل بالنسبة للجزيرة الكاريبية، وقد تكون كوبا الوجهة الكبرى التالية لقضاء الإجازات البحرية، وقد بلغ عدد السياح الوافدين إليها على متن السفن السياحية عام 2018 نحو 800 ألف زائر.

إقرأ المزيد

التجارة والصناعة الإماراتية تتعاون مع كوبا لإنشاء مجلس أعمال مشترك

مصر تطلب استثمارات قطرية.. والدوحة تستجيب

أهم الأخبار