خليجيون| هل يشعل «بوعزيزي الأميركي» غضب الغرب ضد إسرائيل؟

خليجيون| هل يشعل «بوعزيزي الأميركي» غضب الغرب ضد إسرائيل؟
الجندي الأميركي آرون بوشنيل ( الإنترنت)
القاهرة: نصر عبد المنعم

هتف «الحرية لفلسطين» ثم أضرم النار في نفسه ليموت بعدها متأثرا بحروقه.. ذلك ملخص قصة الجندي الأميركي «آرون بوشنل» الذي احتج بطريقته أمام بعثة دبلوماسية إسرائيلية في الولايات المتحدة رفضا لما وصفه بنفسه «الإبادة الجماعية للفلسطينين».، فهل تحق وفاة الشاب الصادمة الشعوب العربية ضد الاحتلال وماهي دوافع الشاب الأميركي؟.

ولقي مشهد إشعال بوشنل النار في نفسه تفاعلا قويا في المتجتمع الأميركي والعالمي خاصة بعد وفاته والتي سلطت الضوء على ماكان يرفضه الجندي الأميركي وماتت بسببه وهو مايرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي من إبادة ومجازر يومية بحق سكان غزة العزل.

بوشنل.. بوعزيزي أميركا

وآرون بوشنيل والذي أطلق عليه كثير من العرب لقب «بوعزيزي» الأميركي، على أمل أن يشعل ثورة تأييد للفلسطينيين في بلد تعد الداعم الرئيسي للاحتلال، كان مهندسا طموحا ينتظر إنهاء خدمته العسكرية، حيث يخدم في وحدة هندسية في سان أنطونيو، بولاية تكساس، حسب مقتطفات نقلتها جريدة «ديلي ميل» البريطانية عن حسابه الشخصي على منصة «لينكد إن».

تصرف وفق مقاييس علم النفس في إطار الشخصية العصابية التي لاتحتمل الظلم وفق استشاري الطب النفسي الدكتور جمال فرويز، مضيفا في تصريح لـ «خليجيون» أن الجندي الأميركي رغم أنه لاتربطه صلة بالقضية الفلسطينية وليس عربيا أو مسلما لكن حركته عقدة الذنب وأن بلاده تشارك في الحرب ضد قطاع غزة فقرر أن يحتج بطريقته.ويتوقع فرويز تعرض الشاب الأميركي لضغوط نفسية عنيفة نتيجة مشاهدته صورا صادمة للحرب في غزة ولدت لديه رغبة في رفض ما يحدث وتبرأت نفسه من تلك الأفعال التي تتورط فيها دولته.

تذكير بأجواء فيتنام

سياسيا، ترى الدكتورة نهي بكر، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية أن واقعة احتجاج الجندي الأميركي أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن تستدعي للذاكرة الانقسام الداخلي حول حرب فيتنام،

وتضيف بكر في اتصال مع «خليجيون» مع قسوة ما يحدث في غزة وتطور الرقمنة والسوشيال ميديا الشعوب أصبحت ترى بنفسها ما «يؤدي لمزيد من الضغوط على الحكومات التي تساعد في هذه المجرزة ولكن على كل من يشارك فيها مما يجعله يسأل نفسه هل المشاركة في هذه الحرب شيئا شريفا».

وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكتوبر الماضي حرب إبادة قطاع غزة، مما أدى إلى تدمير جزء كبير منه بالإضافة إلى استشهاد ما يقرب من 30 ألف شخص وفقا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.

في المقابل تشهد العديد من المدن العالمية مظاهرات حاشدة ومنددة بالمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة فضلا عن الحصار والتجويع الذي يمارسه جيش الاحتلال. وتتوقع الخبيرة في الشأن الأميركي أن حادث الجندي آرون بوشنل، سوف «تؤجج مزيدا من الغضب الشعبي العالمي ضد الحكومات التي تساند الاحتلال الإسرائيلي والإبادة الجماعية على غزة».

وتلفت أستاذ السياسة الأميركية إلى أن الضغوطات الشعبية ساهمت في تغير بوصلات الحكومة بشأن دعمها الأعمي للحرب على غزة وأيضا يؤدي إلى مزيد من الضغوطات وإلى مزيد من الاستقطاب داخل الدول وانقسام الشعوب مع أو ضد، وهو مايؤدي إلى ضعف الأمن القومي الداخلي والسلم المجتمعي.وتعتبر بكر أن الحادثة «توثيق لرد فعل من كان يشارك في مثل هذه الحرب وأدرك تماما ماكان يقوم به».

كانت تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصور التقطه بوشنل، البالغ من العمر 25 عاما، نفسه، ونشره على منصة «تويتش»، وهو يسير بزيه العسكري صوب السفارة الإسرائيلية في واشنطن، قبل أن يضرم النيران في نفسه، قبل نقله في حالة خطيرة إلى المستشفى لتلقي العلاج، حسب موقع «ستارز&ستريبس» الأميركي.وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) أن الرجل الذي كان يرتدي الزي العسكري بث الواقعة على الهواء مباشرة عبر الإنترنت، وأن الرجل صرخ «فلسطين حرة… لن أكون متواطئا بعد الآن في الإبادة الجماعية»، وذلك قبل أن يسكب سائلا شفافا على جسده ويشعل النار في نفسه.

ويأتي الحادث مع اندلاع احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين وأخرى للإسرائيليين في الولايات المتحدة.، وكانت السفارات الإسرائيلية هدفا للاحتجاجات المستمرة ضد الحرب في غزة.وفي ديسمبر، أضرمت امرأة النار في نفسها أمام القنصلية الإسرائيلية في أتلانتا احتجاجا على الحرب.

ولم تستبعد الدكتور نهى بكر أن يكون لحادثة الجندي صدى كبير وتأثير على توجهات «الفئة المتأرجحة» خلال التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

اقرأ المزيد:

طهران «تتحدى التوقعات».. قنبلة نووية إيرانية خلال أسبوعين

شاهد| صواريخ حزب الله تمطر قاعدة إسرائيلية وتسقط مُسيرة

أهم الأخبار