السودان تحت رحمة وعود «هدنة مرتعشة» في رمضان

السودان تحت رحمة وعود «هدنة مرتعشة» في رمضان
سوداني يتنقل على عربة يجرها حمار في مدينة القضارف
الخرطوم: «خليجيون»

يعيش السودان تحت رحمة «هدنة مرتعشة» في شهر رمضان المبارك، إذ أكد المستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع بالسودان محمد مختار النور اليوم الاثنين أن قوات الدعم ستلتزم بوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، لكنها سترد إن هي تعرضت لهجوم.ا فيكما تهمت الدعم السريع قيادة الجيش برفض استلام 537 أسيرا من أفرادها ومنتسبي القوات النظامية الأخرى محتجزين لديها، وهو ما نفاه الجيش.

وقال النور لوكالة أنباء العالم العربي «سنلتزم بوقف إطلاق النار، لكن إذا تم الهجوم علينا سنرد، ونحن كذلك جاهزون لأي مباحثات بين كل الأطراف، سواء كانت أطراف دولية أو إقليمية، في إطار عملية البحث عن وقف هدنة في رمضان». لكنه أضاف «نحن لا ننتظر أن يكون لهم أي دور إيجابي بخصوص عملية السلام أو وقف إطلاق النار.. .وكل الهدن التي وقعنا عليها لم يلتزموا بها».

كان مجلس السيادة السوداني قد أعلن يوم الأحد على لسان ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش أنه لن تكون هناك هدنة في شهر رمضان إلا إذا نفذت قوات الدعم السريع اتفاق جدة الذي تم توقيعه في مايو الماضي. ونقلت صفحة القوات المسلحة السودانية على فيسبوك عنه قوله إن الدولة ستتفاوض من أجل إيقاف الحرب في حالة واحدة وهي "عندما يلتزم التمرد بتنفيذ مخرجات ديباجة جدة".

قرار مجلس الأمن بشأن السودان

واعتمد مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان، وأيدت 14 دولة المشروع الذي قدمته بريطانيا، وامتنعت روسيا عن التصويت عليه. وقال النور «من جانبنا، رحبنا بقرار الأمم المتحدة الذي يحث الطرفين على عقد هدنة في شهر رمضان المبارك. وتعظيما لهذا الشهر ونظرا لحرمة دماء المسلمين، رحبنا بهذا القرار، للتأكيد كذلك على موقفنا الثابت تجاه عملية السلام وتجاه شعبنا».

وواصل «نعلم أن هذه الحرب التي فُرضت علينا في رمضان الماضي من قبل الإسلاميين أفرزت الآن واقعا إنسانيا مريرا، وبالتالي نحن في هذا الشهر المبارك نسعى لتخفيف المعاناة عن شعبنا بموافقتنا على هذه الهدنة.. .هم بدأوا هذه الحرب في رمضان وبالتالي لا أتوقع منهم أن يوقفوها في رمضان».

وعلى الصعيد الميداني، تتواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدد من المحاور في الخرطوم وعدد من المدن، حيث تدور اشتباكات متواصلة بين الطرفين في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان. وقال سكان لوكالة أنباء العالم العربي إن الطيران الحربي التابع للجيش قصف عدة قرى بالمدينة.

وفي وسط مدينة أم درمان، أشار شهود إلى وقوع مناوشات محدودة بين الجيش وقوات الدعم السريع حول حي الملازمين الذي تقع فيه الهيئة العامة للبث الإذاعي والتلفزيوني التي تتمركز حولها قوات الدعم السريع. كما وقعت اشتباكات عنيفة في أحياء امبدة غرب مدينة أم درمان، ويحاول الجيش إبعاد الدعم السريع في أم درمان من المدينة بعد أن تمكن من فك الحصار الذي كانت تفرضه على سلاح المهندسين جنوب أم درمان منذ بدء القتال في منتصف أبريل نيسان 2023.

الحسم العسكري في السودان

قال المستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع إن الجيش السوداني يُعد حاليا لمعارك ومواجهات عسكرية في القضارف وكسلا ومناطق أخرى، واتهمه بعدم الاعتداد بقرارات المجتمع الدولي. واستطرد «نحن نعلم تماما أن توجههم هو للحسم العسكري، ولديهم تحركات الآن يعدونها في منطقة سنار وفي منطقة القضارف وكسلا وفي بعض مناطق شندي وكذلك في أطراف أم درمان».

وتابع «هم الآن يعدون لمعارك ومواجهات عسكرية، ولا يبالون لرأي المجتمع الدولي وتوجيهات المجتمع الدولي وقرارات المجتمع الدولي». وأضاف «هم لم يلتزموا بأي هدنة ولن يكون هناك أي هدنة، هم الآن يتخذون طريق الحسم العسكري». وأكد النور أن الدعم السريع «سيظل ثابتا على موقفه تجاه قرارات المجتمع الدولي وتوجهاته نحو عملية السلام ووقف إطلاق النار في رمضان"، لكنه قال "سنستعد للحرب ونحن مستعدون للسلام».

من جهة أخرى، قالت قوات الدعم في بيان عبر منصة إكس «ندين بأشد العبارات ونتأسف على ما آلت إليه الأمور داخل قواتنا المسلحة للحد الذي ترفض فيه قيادتها استلام 537 أسيراً من أفرادها، ومنتسبي القوات النظامية الأخرى بطرفنا كبادرة حسن نوايا تزامناً مع حلول شهر رمضان الكريم». وأضافت أن قيادتها خاطبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر «من أجل استكمال إجراءات إطلاق سراح الأسرى ومن ثم تسليمهم للقوات المسلحة وفقا لما هو متعارف عليه وفق أحكام القانون الدولي الإنساني والمبادئ الإنسانية العالمية».

وأكد البيان أن اللجنة «وافقت مبدئيا على بدء الإجراءات المتبعة بهذا الشأن وتواصلت مع القوات المسلحة لتكملة إجراءات التسليم والتسلم، إلا أن قيادة القوات المسلحة رفضت استلام الضباط وضباط الصف والجنود». وأوضح البيان أن «هذه التصرفات التي تنتهجها القوات المسلحة برفض استلام أسراها، يؤكد أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ومساعديه لا يهتمون بأمر الجنود والضباط بقدر اهتمامهم بتمكين نظامهم البائد من أجل الاستمرار في سلطة الأمر الواقع».

الجيش السوداني ينفي

بدوره، نفى الجيش ما جاء في بيان الدعم السريع، مؤكدا أنه لم يتلق أي اتصالات أو خطابات من اللجنة الدولية للصليب الأحمر تتعلق بهذا الشأن. وقال الجيش في بيان إن ما أعلنه الدعم السريع «محض أكاذيب لن تنطلي على شعبنا الذي يعاني بشكل مستمر من انتهاكات هذه المليشيا التي برهنت على أنها مجرد أداة لتنفيذ مشروع غير أخلاقي قام واستمر على الكذب وتزييف الحقائق وتدمير مقدرات البلاد».

اقرأ المزيد:

مجلس السيادة السوداني يعلن عن شرط قبل وقف العدائيات

في انتظار رد الجيش.. الدعم السريع توافق على «هدنة رمضان» في السودان

أهم الأخبار