كامكو إنفست: تخفيضات الإنتاج ومحادثات تعليق أسعار الفائدة تدفع النفط لتخطي 92 دولار للبرميل

كامكو إنفست: تخفيضات الإنتاج ومحادثات تعليق أسعار الفائدة تدفع النفط لتخطي 92 دولار للبرميل
أسعار النفط العالمية. (أرشيفية)

قالت شركة كامكو إنفست في تقرير لها، أن أسعار النفط وصلت إلى أعلى مستوياتها المسجلة في 10 أشهر مخترقة حاجز 90 دولار أمريكي للبرميل بعد ان شهدت مكاسب متواصلة منذ الأسبوع الأخير من أغسطس 2023. وكانت المكاسب الأولية مدفوعة بالانخفاض المستمر في مخزونات النفط الأمريكية والتي وصلت إلى أدنى مستوياتها المسجلة منذ ديسمبر 2022. كما أدى انخفاض مخزون المنتجات النفطية المكررة في كافة أنحاء العالم إلى تعزيز الأسعار. وبالإضافة إلى ذلك، ساهم إعلان السعودية وروسيا المتعلق بتمديد التخفيضات الطوعية بنحو 1.3 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام في إعطاء دفعة قوية لأسعار النفط منذ بداية الشهر الحالي. كما أدت قرارات خفض الإنتاج إلى انخفاض حاد لكميات النفط التي تم شحنها، إذ وصلت إلى 1.04 مليار برميل، فيما يعد أدنى مستوى منذ بداية أغسطس 2022، وفقاً لبيانات شركة كبلر.

وعلى صعيد الطلب، أدى الشعور بالتفاؤل المتزايد تجاه توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والاتحاد الأوروبي عن رفع أسعار الفائدة، وفقاً لاستطلاع شمل نخبة من الاقتصاديين العالميين، إلى توقعات بانتعاش الطلب على النفط بوتيرة أقوى في ظل اتجاه النمو الاقتصادي لتحقيق الهبوط الناعم في وقت لاحق من العام الحالي. بالإضافة إلى ذلك، ظلت واردات الصين من النفط قوية الشهر الماضي، على الرغم من إشارة بعض بيانات الاقتصاد الكلي الأخرى إلى تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد، وهو الأمر الذي تحاول الحكومة مواجهته من خلال الإصلاحات المختلفة التي تم الإعلان عنها مؤخراً. كما استقرت مستويات الطلب على النفط في الولايات المتحدة خلال شهري مايو ويونيو 2023، وفقاً للبيانات المنقحة الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. إذ ارتفع الاستهلاك إلى أعلى المستويات الموسمية المسجلة خلال 5 سنوات عند 20.7 مليون برميل يومياً خلال يونيو 2023 على خلفية تزايد استهلاك سوائل الغاز الطبيعي في فصل الصيف بمستويات قياسية، وذلك على الرغم من أن الاستهلاك في قطاع النقل ظل أقل من مستويات ما قبل الجائحة.

أما على صعيد العرض، تجاهلت الأسواق التزايد المستمر لإنتاج النفط في الولايات المتحدة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وكشفت البيانات الأسبوعية عن استقرار مستويات الإنتاج عند 12.8 مليون برميل يومياً على مدار الثلاثة أسابيع الماضية، فيما يعد أعلى مستويات الانتاج منذ بداية الجائحة، كما يقترب هذا الرقم من المستوى القياسي

المسجل قبل الجائحة والبالغ 13.1 مليون برميل يومياً. كما كشفت البيانات الصادرة عن شركة بيكر هيوز عن تسجيل اول زيادة لعدد منصات الحفر النفطي منذ 13 أسبوعاً خلال الأسبوع الماضي. وأيد تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد هذه الزيادة مؤكداً إن منتجي النفط الصخري المستقلين في الولايات المتحدة رفعوا مستوى استثماراتهم لزيادة الإنتاج بأسرع معدل منذ ثلاث سنوات خلال الربع الثاني من العام 2023. إلا انه على الرغم من ذلك، قد يكون هذا الارتفاع مؤقتاً، إذ تقلص إنتاج النفط الصخري بوتيرة أسرع من المتوقع، خاصة في حوض بيرميان ونيو مكسيكو، ومن المتوقع أن ينخفض الإنتاج إلى 5.8 مليون برميل يومياً هذا الشهر ليصل إلى أدنى المستويات المسجلة منذ فبراير 2023.

في ذات الوقت، ارتفع إنتاج الأوبك من النفط هامشياً خلال شهر أغسطس 2023، وفقاً لمصادر الأوبك الثانوية. وبلغ إجمالي إنتاج الأوبك 27.44 مليون برميل يومياً خلال الشهر، وفقا لتقرير الأوبك الشهري، بنمو قدره 113 ألف برميل يومياً. وكانت هذه الزيادة ناجمة بصفة رئيسية عن زيادة انتاج كل من إيران ونيجيريا وليبيا والعراق، وهو الأمر الذي قابله جزئياً انخفاض إنتاج السعودية وأنجولا وفنزويلا. وفي ظل استمرار خفض الإنتاج، توقع تقرير الأوبك الشهري أن يكون هناك فجوة في العرض تزيد عن 3 مليون برميل يومياً في الربع الرابع من العام 2023، والذي يعتبر أكبر عجز يتم تسجيله منذ أكثر من عقد من الزمن.

الاتجاهات الشهرية لأسعار النفط

وصلت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام إلى أعلى مستوياتها المسجلة في 10 أشهر وتم تداولها في حدود 91 دولار أمريكي للبرميل بعد أن شهد مكاسب متواصلة منذ الأسبوع الأخير من أغسطس 2023. إذ ارتفعت أسعار العقود الآجلة لمزيج خام برنت بنسبة 10 في المائة تقريباً خلال الثلاثة أسابيع الماضية على الرغم من الضغوط الهبوطية الناجمة عن إمكانية ذوبان الجليد بين الولايات المتحدة وفنزويلا وإيران. حيث صدرت تقارير تفيد بأن الحكومة الأمريكية تجري محادثات مع فنزويلا لدراسة امكانية تخفيف العقوبات، في حين زادت إيران من إنتاجها وصادراتها مؤخراً بفضل الجهود الدبلوماسية خلف الستار، وفقاً لتقرير صادر عن وكالة بلومبرج. إلا ان تلك المكاسب سلطت الضوء على ضيق السوق لكلا من النفط الخام والمنتجات المكررة على مستوى العالم. بالإضافة إلى ذلك، فانه على الرغم من المخاوف المتعلقة بالاقتصاد العام، ظل الطلب الصيني قوياُ، حيث ركزت البلاد مرة أخرى على ملء الاحتياطيات الاستراتيجية بالإضافة إلى زيادة صادرات المنتجات المكررة. كما أدى انتعاش قطاع الطيران في البلاد إلى دعم الطلب على وقود الطائرات.

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت التوقعات بتباطؤ إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة بدعم الأسعار. وتوقع تقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية تراجع الإنتاج للشهر الثاني على التوالي على الرغم من أن الإنتاج الشهري في الولايات المتحدة ظل مرتفعاً عند 12.8 مليون برميل يومياً. كما انعكس ارتفاع الإنتاج أيضاً في أول زيادة تشهدها اعداد منصات الحفر النفطي في الولايات المتحدة منذ 13 أسبوع لتصل إلى 513 منصة خلال الأسبوع المنتهي في 8 سبتمبر 2023. إلا انه في ظل زيادة تشغيل المصافي التي تركز على التصدير في الولايات المتحدة، زادت عمليات السحب بوتيرة متواصلة من الاحتياطيات. ووفقاً لأحدث تقرير أسبوعي، وصل إجمالي مخزون النفط في الولايات المتحدة إلى 416.6 مليون برميل، فيما يعد أدنى المستويات المسجلة منذ ديسمبر 2022، بعد أربعة أسابيع متتالية من التراجع.

وكشفت بيانات أسعار النفط اليومية ارتفاع الأسعار والتي شهدت واحدة من أطول سلاسل النمو المتواصل منذ الشهر الماضي. ونتيجة لذلك، شهد المتوسط الشهري لسعر سلة نفط الأوبك نمواً شهرياً للمرة الثانية على التوالي في أغسطس 2023 بنسبة 7.7 في المائة ليصل المتوسط إلى 87.33 دولار أمريكي للبرميل. وكان نمو متوسط سعر مزيج خام برنت أقل قليلاً بنسبة 7.6 في المائة ليصل في المتوسط إلى 86.1 دولار أمريكي للبرميل، بينما ارتفع سعر خام النفط الكويتي بنسبة 7.7 في المائة ليصل في المتوسط إلى 88.8 دولار أمريكي للبرميل في أغسطس 2023.

الطلب العالمي على النفط

لم تطرأ أي تغيرات تذكر على توقعات نمو الطلب العالمي على النفط للعام 2023 مقارنة بالشهر الماضي، إذ استقرت عند مستوى 2.45 مليون برميل يومياً وفقاً لأحدث تقرير شهري صادر عن الأوبك، حيث يتوقع أن يصل الطلب إلى 102.1 مليون برميل يومياً هذا العام. إلا أنه تم إجراء بعض التعديلات على مستوى كل دولة على حدة عن فترة الربع الثالث من العام 2023 بناءً على البيانات الفعلية لشهر يوليو 2023. وشهدت بيانات الطلب لكل من الصين والولايات المتحدة والدول الأوروبية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مراجعات تصاعدية. وقابل هذه المراجعات التصاعدية خفض بيانات النصف الثاني من العام 2023 لمنطقة آسيا الأخرى بصفة رئيسية. كما تم الإبقاء على توقعات نمو الطلب للعام 2024 دون تغيير، إذ يتوقع تسجيل نمواً قدره 0.3 مليون برميل يومياً ليصل الطلب إلى 104.3 مليون برميل يومياً.

وظل الطلب على النفط في الصين قوياً خلال شهر أغسطس 2023، إذ وصلت واردات النفط إلى 12.43 مليون برميل يومياً، فيما يعد ثالث أعلى معدل يومي ومسجلاً نمواً بنسبة 20.9 في المائة مقارنة بشهر يوليو 2023، وفقاً للبيانات الحكومية. وارتفعت الواردات منذ بداية العام بنسبة 14.7 في المائة على أساس سنوي، فيما يعزى بصفة رئيسية إلى الطلب القوي على وقود وسائل النقل، بما في ذلك البنزين وزيت الطائرات، بدعم أيضاً من الجهود المبذولة لبناء مخزون استراتيجي بالإضافة إلى زيادة تشغيل المصافي التي تهدف إلى تصدير المنتجات المكررة.

ومن المتوقع أن ينمو الطلب على النفط في الهند بنحو 118 ألف برميل يومياً أو ما يعادل 2.5 في المائة خلال أغسطس 2023، وفقاً لتقرير صادر عن وكالة ستاندرد أند بورز جلوبال كومديتي انسيت، بدعم من تحسن نشاط المصانع وزيادة الحركة. وأظهر تقرير صادر عن ET أن البلاد سجلت انخفاضًا حادًا في الواردات من روسيا والعراق والتي تم استبدالها بصفة أساسية بالإمدادات السعودية. ووفقاً للتقرير، يعزى انخفاض الواردات من روسيا بصفة رئيسية إلى أعمال صيانة المصافي.

العرض من خارج الأوبك

ظل الإنتاج العالمي من السوائل النفطية ثابتاً دون تغير يذكر على نطاق واسع في أغسطس 2023 بعد تراجعه الشهر السابق. ووفقاً للبيانات الأولية، بلغ متوسط إمدادات النفط العالمية 100.7 مليون برميل يومياً، أي بنفس مستويات الشهر الماضي. ووفقاً للأوبك، تراجعت إمدادات الموردين من خارج الأوبك هذا الشهر بمقدار 0.1 مليون برميل يوميا، لتصل في المتوسط إلى 73.3 مليون برميل يومياً. وقابل هذا الانخفاض زيادة مماثلة في إنتاج الأوبك.

وتم رفع توقعات نمو إمدادات السوائل النفطية من خارج الأوبك للعام 2023 وفقاً لأحدث تقرير شهري صادر عن منظمة الأوبك. ومن المتوقع الآن أن ينمو العرض بمقدار 1.6 مليون برميل يومياً هذا العام ليصل إلى 67.4 مليون برميل يومياً مقارنة بالنمو المتوقع بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً وفقاً لتقرير الشهر السابق. وتضمنت التعديلات بصفة رئيسية رفع توقعات العرض لكل من روسيا (71+ ألف برميل يومياً) والولايات المتحدة (+63 ألف برميل يومياً)، والبرازيل (+40 ألف برميل يومياً) وهو الأمر الذي قابله خفض التوقعات الخاصة بكل من النرويج (-28 ألف برميل يومياً) وكندا (-25 ألف برميل يومياً)، والمملكة المتحدة (-22 ألف برميل يومياً).

كما تم الإبقاء على توقعات العرض للعام 2024 دون تغير يذكر مع توقع تسجيل نمواً قدره 1.4 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 68.8 مليون برميل يومياً. إلا أن التوقعات الخاصة بالنرويج شهدت مراجعة تصاعدية وقابلها خفض توقعات امدادات الولايات المتحدة. وتتوقع الأوبك نمو إنتاج النفط الخام الأمريكي هذا العام بوتيرة بطيئة وثابتة، على الرغم من وجود شكوك تتعلق بإنتاج النفط الصخري وأعمال الصيانة غير المخطط لها للمصافي خلال الفترة المتبقية من العام.

انتاج الأوبك من النفط الخام

شهد إنتاج الأوبك من النفط انتعاشاً هامشياً خلال شهر أغسطس 2023 بعد أن سجل أعلى معدل تراجع منذ أكثر من ثلاثة أعوام خلال شهر يوليو 2023. وبلغ متوسط الإنتاج خلال الشهر 27.8 مليون برميل يوميا، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبرج، بنمو شهري قدره 40 ألف برميل يومياً. وأظهرت بيانات الإنتاج من مصادر الأوبك الثانوية زيادة أكبر قليلا بمقدار 113 ألف برميل يومياً، إذ بلغ متوسط الإنتاج 27.45 مليون برميل يومياً. وسجلت السعودية مرة أخرى أكبر انخفاض شهري في الإنتاج خلال الشهر تليها أنجولا وفنزويلا والجزائر والكونغو. وقد قابل الانخفاضات ارتفاع الإنتاج بصفة رئيسية من جهة كل من إيران ونيجيريا والعراق وليبيا. وقد تؤدي قرارات خفض الإنتاج المستمرة من قبل الأوبك وحلفائها، إلى جانب التخفيضات الطوعية بشكل رئيسي من قبل السعودية وروسيا إلى نقص إمدادات النفط العالمية بأكثر من 3 مليون برميل يومياً في الربع الرابع من العام 2023. وقد يكون هذا أكبر عجز يتم تسجيله منذ أكثر من عقد من الزمن.

وانخفض إنتاج النفط في السعودية إلى ما دون مستوى 9 مليون برميل يومياً خلال الشهر ليصل إلى 8.98 مليون برميل يومياً، فيما يعد أدنى المستويات المسجلة منذ 24 شهراً، وفقاً لوكالة بلومبرج. كما أثر تنفيذ قرارات الخفض الإضافي للإنتاج بمقدار مليون برميل يومياً على صادرات المملكة من النفط الخام التي وصلت إلى أدنى مستوياتها في 29 شهراً عند 5.55 مليون برميل يومياً، وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبرج. ومن حيث الوجهة، وصلت الصادرات إلى الصين والولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها منذ عدة سنوات خلال الشهر بينما ارتفعت الصادرات الموجهة إلى الهند.

للمزيد: موقع خليجيون نيوز، للتواصل الاجتماعي تابعنا على خليجيون

أهم الأخبار